الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سقوط نظرية مناعة القطيع بعد ارتفاع إصابات كورونا في الأمازون

المصدر: النهار
سقوط نظرية مناعة القطيع بعد ارتفاع إصابات كورونا في الأمازون
سقوط نظرية مناعة القطيع بعد ارتفاع إصابات كورونا في الأمازون
A+ A-
 


طفرة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا اضطرت مدينة ماناوس البرازيلية إلى إغلاق الحانات والشواطئ النهرية لاحتوائها، وهو اتجاه قد يبدد النظريات القائلة بأن المدينة، وهي أكبر مدن منطقة الأمازون، كانت واحدة من أوائل الأماكن التي تحقق المناعة الجماعية أو ما يُعرف بمناعة القطيع على مستوى العالم. وعندما يكتسب جزء كبير من المجتمع مناعة ضد مرض ما فإن انتشاره يصبح مستبعدا.
 
وقال باحثون من جامعة ساو باولو البرازيلية إن انخفاضا حادا في الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في ماناوس أشار إلى وجود مناعة جماعية، إلا أنهم يعتقدون أيضا أن الأجسام المضادة للمرض بعد الإصابة قد لا تستمر لأكثر من بضعة أشهر.
 
وفرضت السلطات المحلية الجمعة الماضي حظرا للحفلات وغيرها من التجمعات لمدة 30 يوما، وخفضت ساعات العمل في المطاعم وأماكن التسوق، في انتكاسة تشهدها المدينة التي يقطنها 1.8 مليون نسمة بعدما بدا أنها اجتازت أسوأ مرحلة في الجائحة. وفي نيسان وأيار الماضيين، كان العديد من سكان مدينة ماناوس يموتون بسبب كوفيد-19 لدرجة أن مستشفياتها انهارت ولم تستطع مقابرها مواكبة عدد الوفيات. ولم تفرض المدينة إجراءات عزل عام كاملة قط. وتوقف النشاط التجاري غير الضروري إلا أن الكثيرين تجاهلوا إرشادات التباعد الاجتماعي.
 
إنخفض عدد الوفيات في المدينة بصورة غير متوقعة في حزيران الماضي، وتساءل خبراء الصحة العامة آنذاك عما إذا كان هناك عدد كبير من السكان قد أصيب فعلا بالفيروس إلى درجة أنه لم يعد هناك أشخاص جدد تصيبهم العدوى.
 
وقدرت بحوث نشرها الأسبوع الماضي موقع (ميدريكسيف) الإلكتروني أن ما يراوح بين 44 و66 في المئة من سكان ماناوس أصيبوا بالعدوى خلال فترة ذروة التفشي بين منتصف أيار وآب الماضيين.
 
وسعت الدراسة، التي أجراها معهد طب المناطق الحارة في جامعة ساو باولو، إلى رصد الأجسام المضادة لكورونا في عينات محفوظة من تبرعات للدم مأخوذة من فترة قريبة واتبعت نموذجا حسابيا لتقدير مستويات العدوى. وأظهرت المعدلات المرتفعة للعدوى أن مناعة القطيع أدت إلى انخفاض حاد في أعداد الإصابات والوفيات، حسبما أفادت الدراسة. إلا أن الأعداد تشهد ارتفاعا مجددا. ورفضت إستر سابينو كبيرة الباحثين في الدراسة إجراء مقابلة معها حول الأمر، لأن دراسة مناعة القطيع في ماناوس تنتظر مراجعتها من نظراء قبل نشرها. وحذرت السلطات سكان ماناوس من أنهم يتجاهلون أساليب الوقاية من الفيروس ويخاطرون بالسماح بحدوث موجة ثانية من التفشي لعدم وضعهم الكمامات وتكدسهم في الحانات وأماكن الاحتفال. وأغلقت السلطات شاطئ نهر ماناوس حيث كانت تقام حفلات موسيقية كبيرة.
 
وألقى آرثر فيرجيليو رئيس بلدية ماناوس باللوم على الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو الذي قلل من خطورة الوباء بتشجيعه على العودة إلى الحياة الطبيعية والأعمال بدلا من انتظار تطوير لقاح. وقال عالم الأوبئة أندره باتريسيو ألميدا إن الحالات تشهد ارتفاعا مجددا في الغالب بين من هم أصغر سنا وأوفر مالا ممن يذهبون إلى الحانات وتظهر عليهم أعراض خفيفة لكنهم غالبا ما يصيبون أقارب أكبر سنا يحتاجون إلى العلاج في المستشفى.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم