الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

رصاصة خرقت العمود الفقري للطفلة اللبنانية سهيلة الكسار... وملك الأردن يتحرك لعلاجها

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
الطفلة سهيلة الكسار.
الطفلة سهيلة الكسار.
A+ A-
لم تكن ابنة الـ8 سنوات تعرف أن لحظة وقوفها في هذه الساعة ستُغيّر حياتها وتجعلها طريحة الفراش تقاوم شبح الشلل. اخترقت الرصاصة الطائشة عمودها الفقري، جراحة طارئة وهواجس كثيرة، من يتحمل كل آلام والهواجس التي تدور في بال هذه الطفلة؟

ذنبها الوحيد أنها كانت موجودة لحظة قرر مجهول إطلاق النار عشوائياً من سلاح متفلت، لم تُكشف هويته بعد، إلا أن أثار فعلته جعلت من سهيلة أسيرة "رصاصة" وأكثر!

صرخة الطفلة سهيلة لم تلقَ آذاناً صاغية عند المسؤولين في لبنان، لم يحاول أحد تحريك ساكناً أو أقله محاسبة مطلق النار وتوقيفه. لكن صرختها دفعت الملك الأردني إلى تحمل تكلفة علاجها وتأمين طائرة خاصة لنقلها إلى بلاده. توجهت اليوم طائرة خاصة لتقل سهيلة من مطار بيروت الدولي، مشوارها العلاجي ما زال في بدايته، وأملها الوحيد أن تُعاود المشي من جديد.

كشف ابن عم والدها ومختار ببنين زاهر كسار لـ"النهار العربي" عن "تأثير الرصاصة الطائشة التي أصابت أميرتنا كما نُسميها، أمام منزلها في ببنين على النخاج الشوكي. وكان الخوف من أن يكون مصيرها شللاً تاماً، ولكن بفضل الله ودعوات المحبين، وبعد إجراء الجراحة اكتشفنا أن الضرر لم يطال العمود الفقري. وبعد إجراء الصور لمتابعة حالتها، قرر الأطباء ضرورة خضوعها لعلاج فيزيائي مكثف، إلا أن أزمة البنزين والدولار والصعوبات التي تواجه القطاع الصحي في لبنان تزيد من صعوبة تحقيق ذلك".

وأشار إلى أن "مناشدة الأهل وهواجسهم من التنقل لتلقي علاجها نتيجة انقطاع البنزين وطوابير الذل على محطات الوقود، وحديث الطفلة على الهواء ما دفع بالسفير السعودي وليد البخاري إلى الاتصال للإستفسار عن الجراحة وإلى تأمين الدعم اللازم، في حين تلقينا اتصالاً آخر من السفيرة اللبنانية السابقة ترايسي شمعون لإطلاعنا عن مبادرة الملك الأردني في تكاليف علاج سهيلة ونقلها إلى الأردن لتلقيه مع
فريق طبي متخصص".



منذ الحادثة وعبارة واحدة ترددها سهيلة على شفاهها "انشالله رح إرجع امشي"، كانت متمسكة بهذا الأمل ولم تفقده للحظة، وعلى الرغم من عدم شعورها بساقيها قبل الجراحة إلا أنها أبت أن تنصاع لهذه الحقيقة، ولن يخطف منها أحد هذ الحلم.

يتحدث كسار عما جرى بعد مناشدة الأهل قائلاً: "بعد عرض قصتها، وبعد معرفتنا بمبادرة الملك الأردني، بدأت التحضيرات لتجهيز كل الأرواق ونقلها إلى الأردن. وبالفعل اليوم شهدنا على مبادرة إنسانية لا يمكن اختصارها بالكلمات، كُتب الأمل لهذه الطفلة من خلال إرسالها إلى مدينة الحُسين في الأردن لاستكمال علاجها. وقد جاء فريق متخصص طبي لنقلها بطائرة خاصة ومتابعة حالتها الصحية عن كثب، وسيكون برفقة سهيلة والدها إلى حين انتهاء علاجها".

لا يُخفي كسار كما الطفلة سهيلة "فرحتهما مما آلت إليه الأمور، هذه الفراشة كلها أمل بأن تعود إلى حياتها الطبيعية. كانت تشتري المثلجات عندما أُصيبت برصاصة طائشة قرب منزلها، واليوم تصارع لاسترجاع قدرتها على المشي واللعب كسائر الأطفال. لقد تحرك ضمير مسؤولين في الخارج يخافون على أرواح الناس في حين أن ضمائر المسؤولين في لبنان ماتت.

المفارقة أنه لو كانت هناك مخالفة بناء لكانت دوريات الدولة بكل أجهزتها تحاسب المخالفين، ولكن تفلّت السلاح لم يُحرك المعنيين لمعرفة هوية مطلق النار ومحاسبته.

وفي النهاية، كل ما يتمناه محبوها أن "تعود الطفلة سهيلة ماشية على قدميها، هذه الأمنية التي يأمل الجميع أن تتحقق قريباً بفضل الأيادي البيضاء التي ما زالت تؤكد أن العطاء من أسمى سمات الحب.



من جهته، أكد رئيس بلدية ببنين العبدة الدكتور كفاح الكسّار في بيان له أنه "بعد إصابة الطفلة البريئة سهيلة الكسّار برصاصةٍ طائشةٍ في عمودها الفقري، والتي استدعت الخضوع لعمليةٍ جراحيةٍ سريعة كادت ان تُودي بحياة الطفلة، وفي ظلّ غيابٍ تام لمسؤولي هذا البلد، والمعنيين بأمن الناس وأمانها الصحي، إذ بمبادرةٍ كريمةٍ من جلالة الملك الأردني عبدالله بن الحسين، تمثلت بإرسال فريق طبي على متن طائرة خاصة لنقل الطفلة الى مدينة الحُسين الطبية في الأردن لاستكمال علاجها، لتعود هذه المبادرة الإنسانية الطيبة وتُحيي الأمل لدى هذه الطفلة وأهلها من جديد".

نُشر في النهار العربي



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم