اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بعدما وضع خلفه جميع المسائل المثيرة للجدل التي أثرت على نتائجه كثيراً، بدأ بروكلين نتس في الارتقاء إلى مستوى التوقعات وفرض نفسه في بداية هذا الموسم مرشحاً قوياً للمنافسة على لقب دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.
انتظر كيفن دورانت وكايري إيرفينغ ثلاثة أعوام ونصف العام لإظهار أن شراكتهما قد تثمر في نهاية المطاف عن منح نتس لقبه الأول في دوري "أن بي أي" والثالث في تاريخه بعد لقبي رابطة كرة السلة الأميركية "أيه بي أي" عامي 1974 و1976.
وبفوزه بفارق نقطة على أتلانتا هوكس الأربعاء (108-109)، سجل نتس انتصاره العاشر توالياً في إنجاز لم يحققه منذ موسم 2005-2006 حين كان الفريق في نيوجيسري، على الضفة الأخرى لنهر هادسون.
وما يثير الاعجاب أكثر من الانتصارات العشرة المتتالية، هو أن نتس حقق أفضل سجل في الدوري بأكمله منذ الأول من تشرين الثاني، أي منذ تعيين جاك فون مدرباً جديداً للفريق خلفاً للنجم الكندي السابق ستيف ناش، وذلك بعد فوزه في 21 مباراة مقابل 7 هزائم منذ حينها.
ورأى دورانت بعد الفوز على أتلانتا أنه: "بعد الكثير من الصعود والهبوط (المطبات)، من الجيد أن نجد بعض الاستقرار، أن نفوز بالمباريات وأن نستمتع في الوقت ذاته".
ويبدو أن نتس وجد الثقة التي كان بحاجة اليها، وتغلب على شياطينه التي عكرت عليه حياته منذ تعاقده مع الثنائي دورانت وإيرفينغ في صيف 2019.
رغم المشاكل العديدة، أصر دورانت الذي بلغ معدله الوسطي هذا الموسم 33 نقطة في المباراة الواحدة، على أنه "بصراحة، لطالما كان تركزينا منصباً على كرة السلة".
وتابع أفضل لاعب لموسم 2014 وبطل الدوري مرتين مع غولدن ستايت واريرز: "من الخارج، قد يكون هناك انطباع بأننا لا نهتم باللعبة، لكن الكثير من الناس يتحدثون عن مجموعتنا من دون أن يكون لديهم أدنى فكرة عما يحدث".
إيرفينغ من التلقيح إلى معاداة السامية
والحديث هنا عن المشاكل التي لاحقت النادي ولاعبيه، آخرها في تشرين الثاني عندما عوقب إيرفينغ بسبب الترويج لفيلم وثائقي معاد للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي.
واضطر إيرفينغ الى الاعتذار والقول إنه "لست معادياً للسامية" في مقابلة مع شبكة "سبورتس نيت نيويورك" بشأن المنشورات المتعلقة بفيلم "هيبروز تو نيغروس وايك أب بلاك أميريكا" (من العبرانيين إلى الزنوج: استيقظي يا أميركا السوداء" الصادر عام 2018 والضجة التي أحدثتها.
قال في هذا الصدد: "أريد حقاً التركيز على الأذى الذي تسبّبت به أو التأثير الذي أحدثته داخل المجتمع اليهودي، ووضع نوعاً من التهديد، أو التهديد المفترض، على المجتمع اليهودي".
وتابع: "أريد فقط أن أعتذر بشدة عن أفعالي طوال الفترة التي مرت منذ أن تم بث هذا المنشور لأول مرة. كان لدي الكثير من الوقت للتفكير، لكن تركيزي في البداية، إذا كان بإمكاني القيام بذلك مرة أخرى، سيكون على شفاء وإصلاح الكثير من علاقاتي الوثيقة مع أقاربي وإخوتي وأخواتي اليهود".
تأخره في الاعتذار دفع فريقه إلى ايقافه في بادئ الأمر لخمس مباريات ثم امتد الإيقاف لثماني مباريات.
كما قامت شركة الملابس الرياضية العملاقة نايكي "بتعليق" شراكتها مع اللاعب وألغت إطلاق حذاء "كايري 8".
وهذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها بطل 2016 مع كليفلاند كافالييرز نفسه في مأزق، إذ غاب الموسم الماضي عن الكثير من مباريات فريقه، لاسيما البيتية منها، نتيجة رفضه تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
انتهى الموسم لإيرفينغ ورفاقه بخروج قاس جداً من الدور الأول لـ"بلاي أوف" بالخسارة صفر-4 أمام بوسطن سلتيكس.
ثم بدأ نتس الموسم الجديد بمشكلة أخرى مرتبطة هذه المرة بدورانت الذي تقدم بطلب الرحيل عن الفريق، في وقت اشارت وسائل إعلام محلية الى أن ابن الـ 34 عاماً وجه انذاراً لمالك النادي جو تساي مفاده إما إقالة ناش والمدير العام النيوزيلندي شون ماركس وإما تركه يغادر النادي.
تراجع دورانت عن تهديده بعد اجتماع مع إدارة النادي التي ستدفع له ما مقداره 43 مليون دولار عن موسم 2022-2023.
"كل يوم مهم"
وبعد بداية موسم كارثية حقق فيها الفريق انتصارين في سبع مباريات، رحل ناش وحل بدلاً من فون الذي يواصل إثارة إعجاب دورانت.
بالنسبة لدورانت، ما قام به فون: "ضخماً. عليك أن تبقي الأمور بسيطة. لدينا توقعات كبيرة لفريقنا، لكن العملية أكثر أهمية من النتيجة النهائية. كل يوم مهم ويصر جاك على ذلك منذ أن تولى المسؤولية".
ويصف اللاعب السابق البالغ 47 عاماً نفسه أنه: "شخص بسيط وحاولت حقاً أن أبقي الأمور بسيطة. حاولت حقاً التركيز على ما يجعل الأمور بسيطة على فريقنا".
لكن الموسم لا يزال في بداياته وأدوار الـ"بلاي أوف" ما زالت بعيدة جداً، ما يبقي التساؤل حول ما إذا كان نتس سيفوز أخيراً باللقب الذي كان قريباً منه عامي 2002 و2003 قبل أن يحرمه منه لوس أنجليس ليكرز وسان أنتونيو سبيرز توالياً.
يرد إيرفينغ الذي بلغ معدله حتى الآن 26 نقطة في المباراة، أنه: "أحاول وحسب أن أكون حاضراً وأن أستفيد مما هو في تصرفنا. كلما حاولت المقارنة أو التنبؤ بالمستقبل أو التخطيط للمستقبل، تنقلب الأمور ضدي".
