الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أمل كرة القدم في قرغيزستان يبدأ من غانا

المصدر: "أ ف ب"
من التدريبات (أ ف ب).
من التدريبات (أ ف ب).
A+ A-
في قرية لينينسكي بشمال قرغيزستان، يتدرّب نحو ثلاثين طفلاً على كرة القدم بأوامر من الدولي القرغيزي السابق دانيال تاغو الغاني الأصل، والحالم بمساعدة بلده بالتبنّي على أن يصبح أمّة كروية ذات مكانة محترمة.

يقول المدافع السابق البالغ من العمر 37 عاماً، والذي وصل إلى هذه الجمهورية السوفياتية الصغيرة السابقة في آسيا الوسطى قبل 16 عاماً، لوكالة "فرانس برس": "أحلم برؤية هؤلاء الأطفال يصبحون لاعبي كرة قدم محترفين وأن يتطوروا في بطولات إنكلترا وإسبانيا وروسيا".

يستذكر تاغو، الذي يتحدّث الروسية بطلاقة إنه "في السابق، لم يكن هناك نادٍ لكرة القدم في لينينسكي. عندما تزوجت من زوجتي القرغيزية، سألوني عمّا إذا كان بإمكاني تعليم الأطفال لعب كرة القدم".

وتاغو جزء من مجموعة من اللاعبين النشطين أو المعتزلين من غانا الذين كان وجودهم في قرغيزستان بداية بسبب مجموعة من الظروف، ويسعون الآن لتطوير كرة القدم في هذا البلد الجبلي حيث يتألق الرياضيون في المصارعة أو فنون القتال المختلطة.

بعد مسيرة اختتمها لألقاب عدة، بينها جائزة أفضل لاعب في قرغيزستان عام 2009، أسّس هذا الرجل الفصيح صاحب الابتسامة العريضة ناديه للأطفال تحت اسم "مدرسة تاغو-لينينسكي لكرة القدم".

يقول الطفل دانييل محمّد علييف ابن السنوات الثماني، الذي كان يرتدي قميصاً أزرق وأصفر للفريق: "لقد تسجّلت على الفور بمجرد أن افتتح دانيال تاغو هذا النادي".

ويضيف: "لكي أحضر إلى التدريب، أعبر الحقول، لأنني آتي من قرية بعيدة".

"مستوى احترافي"
وحتى الآن، حصل نحو 80 ولداً تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً على رخصهم ويلعبون في ملعب عشب اصطناعي جديد، على بعد خطوات قليلة من المدرسة الابتدائية المسماة تكريماً لفلاديمير إيليتش لينين مؤسس الاتحاد السوفياتي، الذي انهار في بداية التسعينيات ولكن لا تزال خريطته مطلية باللون الأحمر على أحد الجدران.

في الحقل الذي كان بمثابة مكتب ميداني قبل وصول تاغو، خيول ترعى وفرسات ترضع مهورها، وقوائم أهداف من دون شباك.

بالنسبة إلى زامير جوتشيف الذي سجّل ابنته وابنه، فإن "كل شيء منظّم على مستوى احترافي".

يقول إنه "من النادر أن يكون هناك لاعب سابق في منتخب قرغيزستان كمدرب".

وتسلّل المنتخب القرغيزي من المتواضع من قعر تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم وبلغ المركز 75 قبل أن يستقر في قائمة أفضل 100.

وسبق لهذا المنتخب أن تأهل مرتين إلى كأس آسيا، بمساعدة تاغو وديفيد تيتي، وهما أكثر لاعبين لامعين لهذه المجموعة الغانيّة الصغيرة المهاجرة بعدما دافعا عن ألوان "الصقور البيضاء".

النقطة المشتركة بينهما هي أنهما لعبا في صفوف دوردوي بيشكيك، وهو نادي العاصمة، الذي يسيطر على بطولة الدوري في قرغيزستان، إذ حقق 13 لقباً منذ الاستقلال في العام 1991.

وإذا ما أصبح تاغو، على غرار مواطنيه، نجماً في قرغيزستان اليوم، فقد واجه أيضاً العنصرية، إذ يقول آسفاً "لقد تعرضت للإهانة، لقد سخروا مني".

أسطورة محلية
بدأ بروز تاغو للمرة الأولى في روسيا، حيث رصده دوردوي-بيشكيك وأقنعه بالمجيء. شجّع نجاحه الباهر العديد من مواطنيه على تجربة حظّهم في قرغيزستان، على بعد 11 ألف كيلومتر من بلدهم الأصلي.

يقول: "لقد مهّدنا الطريق، ولهذا يأتي الغانيون الآخرون".

أما الأسطورة المحلية ديفيد تيتي الذي سجّل 123 هدفاً لدوردوي، فيعتبر أن اليوم "يريد الجميع المجيء واللعب في دوردوي، وخصوصاً من الغانيين".

آخر هؤلاء كان المهاجم جويل كوجو الذي شارك في منتصف حزيران مع قرغيزستان في كأس آسيا الوسطى.

يقول مدير نادي دوردوي رسلان صديقوف لـ"فرانس برس" إن "ديفيد تيتي ودانيال تاغو من أوائل اللاعبين الأجانب الذين قدموا إلى قرغيزستان. بالنسبة لي، هما أفضل اللاعبين الأفارقة الذين لعبوا هنا".

لذلك، ترى قميصي هذين اللاعبين مؤطرين على جدار الممر المؤدي إلى مكتب المدير، وهما أيضاً من بين 11 لاعباً أيقونياً في تاريخ نادي دوردوي.

يضيف صديقوف، الذي كان يوماً قائداً لمنتخب قرغيزستان "اعتقدنا أن الأمر يستحق ضمّ لاعبين أفارقة آخرين".

يتذكّر تيتي، الذي يعمل الآن مساعداً للمدرب في دوردوي، الوقت الذي "كان الجميع يعلم أنه إذا تواجدنا، نحن اللاعبين الأفارقة، فإن دوردوي سيفوز".

ويضيف: "أنا أحب دوردوي، هذا كل شيء بالنسبة لي. أريد أن أجد بنفسي لاعباً غانياً يحطم رقمي القياسي بعدد الأهداف".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم