الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

فريق الشانفيل لكرة السلة: تراجع في الأداء وعجز إداري

نمر جبر
من المباراة الأخيرة للشانفيل أمام هوبس.
من المباراة الأخيرة للشانفيل أمام هوبس.
A+ A-
هي قصة إبريق الزيت… الصورة نفسها التي اعتاد جمهور كرة السلة بشكل عام، وجمهور المريميّين - ديك المحدي (الشانفيل) بشكل خاصّ، مشاهدتها، تتكرّر منذ موسم 2012، عندما أحرز الفريق لقب بطولة الدوري بقيادة المدير الفنيّ المدرّب الوطني غسان سركيس والكابتن السابق لمنتخب لبنان فادي الخطيب.
 
للسنة العاشرة توالياً، لا يُصدّق مَن يُتابع بطولة لبنان XXL Energy لكرة السّلة الخاصّة بنوادي الدرجة الأولى للرجال أنّ فريق الشانفيل خارج المنافسة على اللقب!
 
الفريق الذي يضمّ أسماء بارزة، لها تاريخها في اللعبة، مثل الكابتن إيلي رستم، كريم عز الدين (لم يلعب منذ بداية الموسم بسبب خضوعه لعملية جراحية في كتفه، وعودته إلى الملاعب باتت قريبة)، ميغيل مارتينيز، باتريك بو عبود، مروان زيادة، رالف عقل، إبراهيم الحداد وعمر جمال الدين، إضافة إلى أسماء شابّة واعدة، مثل جاد نصر وكريم سلام بقيادة مدرّب كفوء نتائجه في كرة السلة معروفة حقّق إنجازات جيّدة مع الفرق التي تولّى الإشراف عليها... من غير المقبول أن يكون في المركز السّابع في الترتيب!
 
 
المؤسف أن خروج الفريق هذا الموسم جاء مبكراً، وقبل نهاية مرحلة الذهاب، إذ فقد الفريق المتنيّ نسبة كبيرة من حظوظه (يحتاج إلى معجزة في مرحلة الإياب) لبلوغ المربّع الذهبيّ، بعد "سقوطه" أربع مرّات في مرحلة الذّهاب أمام كلّ من دينامو لبنان المتصدّر، وبطل الذهاب، بنتيجة 67 - 72، وأمام أنترانيك بيروت بنتيجة 77 - 80، ثم أمام الحكمة بيروت بنتيجة 50 - 80، وأخيراً أمام هوبس بيروت بنتيجة 80 - 84.
 
لا شكّ في أن الخسارتين أمام أنترانيك بيروت وهوبس بيروت، والخسارة القاسية أمام الحكمة بيروت منافسه على بلوغ الدور نصف النهائي كانت موجعة، ووضعت الفريق في مكان صعب، وأعادته إلى المركز السّابع في الترتيب العام، وأبعدته بشكل كبير عن المنافسة على بلوغ منافسات "الفاينال فور".
 
من المؤكّد أن لهذه الخسارات الأربع أسبابها الفنيّة، التي هي من مسؤوليّة الجهاز الفني ومديره المدرّب الوطني مروان خليل، الذي يُفترض به أن يكون صاحب القرار الأول والأخير في الأمور الفنيّة، من دون ضغوط او تدخلات أو فرض قرارات من أيّ جهة في داخل النادي أو من خارجه، أو حتى من دون ضغوط إدارية مباشرة أو غير مباشرة!
 
هل هذا هو الواقع في النادي المتنيّ الذي لا يزال يبحث عن اللقب الثاني منذ 10 مواسم؟
 
 
"وان مان شو"
في الوقائع، لا يبدو أن المدرّب خليل يتمتّع بسلطة مطلقة، وفق ما ذكر مصدر متنيّ مطّلع (طلب عدم ذكر اسمه)، وقال في اتصال مع "النهار": "لم يتغيّر شيء في النادي. المشكلة ما تزال هي نفسها، ومتمثّلة بأحد الإداريين، الذي يتدخّل في كلّ الأمور، ويريد فرض رأيه في الشّاردة والواردة، في ظلّ غيابٍ شبه كامل للإدارة التي يختصرها بشخصه".
 
وروى المصدر كيف فرض الإداري (وصفه بالـ"وان مان شو") لاعبين ضمن تشكيلة الفريق منذ بداية الموسم، ورفض أو عرقل التعاقد مع آخرين، وتجاهل استدعاء لاعبين من الخارج في وقت مبكر! وأسهب في شرح تدخّله في التشكيلة، وفي أسماء اللاعبين، وحتى في مدّة مشاركتهم في المباراة، وكيف يضغط على أحد الإداريين خلال المباراة للتدخّل مع المدرّب لإخراج لاعب أو لإدخال آخر، وكيف يتحكّم بكلّ الأمور حتى بتوزيع عبوّات المياه على اللاعبين خلال الحصّة التدريبيّة!
 
ولم يتردّد المصدر في الكشف عن كيفيّة تعمّد الإداري المذكور عرقلة إجراء عمليّة جراحيّة لكابتن الفريق إيلي رستم، إثر إصابته في كاحله، رافضاً تحمّل تكاليفها، ليحرم فريقه من جهود لاعب مميّز (كان من المفترض أن يخضع للعمليّة الجراحيّة خلال مشاركة المنتخب الوطني في التصفيات المؤهّلة إلى كأس العالم فيستفيد من فترة التوقّف)، قبل أن يعود ويوافق متأخّراً، ويحرم الفريق من جهود قائده في مباريات مهمّة!
 
 
وتحدّث المصدر عن إقفال ملعب النادي لأكثر من خمسة أيام تحت ذريعة "عطل في المولّد الكهربائي"، ما دفع الفريق إلى البحث عن ملعب بديل في "المعهد الأنطوني" في بعبدا، وفي "مجمع ميشال المر الرياضي" في البوشرية!
 
 ولم يُخفِ المصدر السّماح بتدخّل بعض أهالي اللاعبين في الفريق، والضغط لإشراك أبنائهم دقائق أكثر في المباراة تحت ذريعة أنهم مظلومون!
 
هذه الوقائع تفرض طرح جملة من الأسئلة: أين اللجنة الإدارية للنادي؟! وهل رئيس النادي ابن الشانفيل "الجنتلمان" أكرم صفا على علم بما يحصل؟! (نُقِل عن أحد المقرّبين منه أنه لن يستمرّ في دعم فريق كرة السّلة في الموسم المقبل، وأن الموسم الحالي هو الأخير له مع الفريق). ولماذا هذا الغياب الإداري المتعمّد عن الفريق؟!
 
يروي أحد اللاعبين أن الإدارة غائبة بشكل كلّي عن الفريق منذ أكثر من 40 يوماً، وأن اللاعبين لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر كانون الأول قبل الأعياد كما هي العادة في السنوات الماضية، وكما حصل في أغلبيّة النوادي.
وهل صحيح أن ملف النادي بعهدة أمين السر الزميل خالد مجاعص؟! وهل هو قادر على التحكم بكلّ الأمور؟! هل لديه الصلاحيّات؟! ولماذا تحميله مسؤوليّة كلّ ما يحصل؟!

إن وجود فريق الشانفيل في بطولة لبنان لكرة السلة أمر ضروريّ وأساسيّ، ولطالما كان هذا الصرح معهداً يُخرّج أبطالاً في العديد من الألعاب والرياضات، ولطالما كانت فرق مدرسة المريميين في ديك المحدي وجبيل في بطولات المدارس الرقم الصعب، وصاحبة الحضور القويّ في مختلف الألعاب، وفي كرة السلة بشكل خاصّ؛ فهل يُعقل أن تستمر هذه الصّورة عن النّادي المتنيّ العريق؟!
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم