شعاع الروح

لا تحيا من أجل المال بل من أجل نفسك، وليكن مجرد وسيلة لتحقق ذاتك. فلا تكن أرخص من المادة بل أغنى من كنوز الأرض. فما تملكه في أعماقك أهم وأرقى بكثير من ممالك هذا العالم. اعمل لتجني النقود فتستمرّ، وجاهد لتحقيق أحلامك، ففي داخل كلّ منّا إبداع خفي مغمور بظلام الخوف من حواجز المجتمع وتقاليده، ومحاط بضباب التردّد والانكسار من ظروف الواقع الذي نعيشه، خاصة إنّ كنّا نحيا وسط بيئة فقيرة الحال. ولكن كلّ ما عليك فعله هو الإيمان بأحلامك وأفكارك والثقة بنفسك وبالخالق حينها ستركب سفينة الأمل وتجوب في بحر الحياة رافعاً أشرعة الأمل، متفائلاً بنور شمس الحرية، مردّداً بصوت هادر في أعماق روحك : "أنا هو الإنسان الذي خلقه الله بفرح وحبّ في هذا العالم لأتمّم جمالاً ودوراً هاماً في الحياة قد أراده". نعم فمن الممكن أن تزرع زهرة وتبرع في عنايتها لتغدو ساحرة فاتنة بجمالها، مميزة بشذى عطرها، أو أن تعشق عملاً تقوم به فتحقّق به إنجازاً باهراً يُدهش العقول بروعته ويُبهج القلوب بإتقانه وجودته.
في داخل كلّ فرد منّا بذور الإبداع والعبقرية في هذه الدنيا، ولكن علينا أن ندرك كيفية المحافظة عليها في أفئدتنا، وتأمين سبل العيش والنمو في سنين عمرنا. ويجب أن نحترم قدسية روحنا وناموس الحياة قبل أن نفكر بأيّ أمر آخر من مشاغل هذا العالم. فالروح هي أساس الحياة ولبّ الوجود، فإذا تحطّمت أصبح الجسد رخيصاً تمتلكه الأحزان ويلفّه اليأس ويغدو ضحية الجهل والإحباط. تذكّر دوماً أنّك شعاع من نور السماء، وبأنّك في قلب الله عزّ وجل وبين أحضانه.