الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في عامها السبعين

المصدر: "النهار"
 الجامعة الأميركية.
الجامعة الأميركية.
A+ A-
المهندس هشام جارودي

من دواعي القدر وحسن الطالع أنني كنت طالبًا في كلية الهندسة، في الجامعة الأميركية في بيروت، حتى تخرّجي فيها سنة ١٩٦٦.
درست على يد كبارها من عمداء وأساتذة، وكان من بينهم العميد المهندس ريمون غصن، المهندس عاصم سلام أستاذ الهندسة المعمارية (التي كانت في تلك الأيام قسماً من كلية الهندسة والعمارة)، أستاذ الرياضيات جميل علي، الأستاذ رجا إيليا، الدكتور زهير علمي، الدكتور منير الخطيب، البروفيسور خسروف يراميان والأستاذ سمير خير الله. وكان لهؤلاء فضل عليّ طوال أربع سنوات لحين تخرّجي سنة ١٩٦٦.
كانت كلية الهندسة في حينه تتكوّن من طلاب شباب فقط، ومن بعد ذلك، أي منذ ١٩٦٧، انفصلت عنها كلية العمارة وأصبحت تضمّ الصبايا في الصفوف الهندسية والمعمارية.
في ذكرى ابتدائها بتعليم الهندسة منذ سبعين عامًا، أحمل لها ذكريات حميمة!
كانت البداية في قسم الهندسة المعمارية (وكانت قسمًا من The School of Engineering). وكنّا ١٣ تلميذًا عندما تأهّلنا لقسم الهندسة المعمارية. وبعد سنة وسنتين، أصبحنا ٤ تلاميذ فقط حتى تخرّجنا!
 
وكنّا: نبيل نحاس، هنري فارتان، مالك محمصاني وهشام جارودي.
اما رفاقنا الآخرون الذين تركوا هذا الفرع المعماري، فقد التحقوا بكلية الهندسة المدنية والميكانيكية، وعدد منهم التحق بجامعات أوروبا أو أميركا لإكمال دراساتهم.
من الجدير ذكره هنا أنّه في سنة ١٩٦٦ تخرّج في الهندسة من كلّ لبنان نحن الأربعة المذكورين أعلاه للأسباب الآتية:
١ - في تلك السنة، لم يتخرّج أيّ من طلاب الجامعة اللبنانية في الهندسة، لأن هذا الفرع كان في بدايته.
٢- كانت كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية تعاني من حالات إضراب، فلم يتخرّج أي من طلابها.
٣- كانت دراسة الهندسة المدنية والمعمارية في الجامعة العربية في بيروت في سنتها الأولى، فلم يكن فيها أيّ خرّيج بعد.
وهكذا أريد أن أوضح أن المهندسين المعماريين الذين تخرّجوا سنة ١٩٦٦ في كلّ لبنان كانوا ٤ فقط!
من المعلوم أن كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت بدأت التدريس قبل ٧٠ عامًا، أيام العميدC. Ken Weidner ، الذي كان لسنوات مرشدًا ومعلّمًا ومثالًا للقادة الخلّص لطلّابه، ومن بعده العميد المهندس المعماري ريمون غصن. وكنت من المحظوظين كطالب أنني في عهده وفي أيّامه تخرجت. واليوم، هذه الكلية بيدٍ أمينة مع العميد الأستاذ آلان شحادة، وفقّه الله.
كانت كلية الهندسة نصب أعين الدول العربية الشقيقة التي كانت تتسابق عند كلّ تخرّج للتعاقد مع مهندسيها المتخرّجين، لإعادة إعمار وبناء وتطوير مشاريعها. وبرع هؤلاء المهندسون في التصميم والبناء والأعمال الهندسية لسنوات عدّة، وقسمٌ منهم أسّس شركات هندسيّة وطنيّة وعالميّة.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر:
- شركة دار الهندسة (برئاسة المهندس الدكتور كمال الشاعر)
- شركة خطيب وعلمي (الدكتور منير الخطيب والدكتور زهير علمي)
- شركة الزاخم للهندسة والمقاولات (المهندس جورج الزاخم وشركاه)
- شركة C.C.C. للمقاولات، التي برعت في الدول العربية كما في لبنان، أرست للجامعة ولكلية الهندسة ركيزة ثابتة في دول الخليج، والدول العربية، وأفريقيا، وسواها.
في ذكرى تأسيس كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، ننحني لعمدائها ولأساتذتها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم