الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

العدالة الجندرية: نحو مجتمع أكثر توازناً وتكافؤاً

المصدر: النهار - ماري لين راشد
يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة تتعلق بعدم المساواة بين الجنسين، حيث تظل المرأة تحت تأثير العديد من التمييزات والعقبات في حصولها على فرص وحقوق متساوية. تستند العدالة الجندرية إلى فهم متعمق للأنظمة الاجتماعية والثقافية التي تفرض القيود على النساء وتقيد حريتهن وتقدمهن.
يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة تتعلق بعدم المساواة بين الجنسين، حيث تظل المرأة تحت تأثير العديد من التمييزات والعقبات في حصولها على فرص وحقوق متساوية. تستند العدالة الجندرية إلى فهم متعمق للأنظمة الاجتماعية والثقافية التي تفرض القيود على النساء وتقيد حريتهن وتقدمهن.
A+ A-
يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة تتعلق بعدم المساواة بين الجنسين، حيث تظل المرأة تحت تأثير العديد من التمييزات والعقبات في حصولها على فرص وحقوق متساوية. تستند العدالة الجندرية إلى فهم متعمق للأنظمة الاجتماعية والثقافية التي تفرض القيود على النساء وتقيد حريتهن وتقدمهن.
ظهرت أهمية الجندر في بداية السبعينيات من القرن العشرين، خاصة مع الحركات النسوية. بدأت الفلسفة تولي اهتماماً بهذا الموضوع مع ظهور الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار في كتابها "الجنس الآخر"، حيث قامت بتمييز الجنس عن الجندر من خلال مقولتها الشهيرة "لا تولد المرأة امرأة، وإنما تصبح كذلك".
يشير الجندر إلى العلاقات والأدوار التي يحددها المجتمع للرجال والنساء، والتي تتغير مع تبدل الظروف الاجتماعية والثقافية والزمانية. يستخدم مصطلح الجندر للتمييز بين الجنسين بدلاً من التركيز على الفروق البيولوجية. هذه الاختلافات ناجمة عن عوامل دينية وثقافية وسياسية واجتماعية، وتعتبر نتيجة للتغيرات التي يدخلها الناس في حياتهم المهنية والشخصية.
تعتمد النظرية الجندرية على فصل بين النوع البيولوجي والنوع الاجتماعي، وتشدد على أن النوع البيولوجي لا يحدد النوع الاجتماعي. بل تشير إلى أن الخلفية التاريخية تلعب دوراً هاماً في تحديد النوع الاجتماعي، وتتغير هذه الخلفية مع تغير المكان والزمان.
يمكن تغيير طريقة تفكير الرجال والنساء عن أنفسهم وعن بعضهم البعض، ويمكن تصحيح الطريقة التي يُعلم بها الأطفال المراهقون في المجتمع هذه الأفكار، بمساعدة الوسائل الإعلامية والسياسية. تلتزم المنظمات الداعمة لهذه النظرية بتعزيز الأدوات والخطط والاستراتيجيات المتعلقة بها، وتسعى لتنفيذها بغض النظر عن المعتقدات والثقافات والعادات في المجتمع.
وتنكر هذه النظرية تأثير العوامل البيولوجية في تحديد سلوك الذكور والإناث، وتنفي أي تأثير للاختلافات البيولوجية على أدوار الجنسين، وتتجاوز هذه الفلسفة إلى درجة الادعاء بأن الجنس هو ما يشعر به الفرد من ذكر وأنثى وما يرغب فيه كل منهما لنفسه.
وبناءً على تلك النظرية، يكون من حق الذكور التصرف كـالإناث، بما في ذلك الزواج من ذكر آخر، ومن حق الإناث أيضًا التصرف بالشكل نفسه، بما في ذلك تأسيس أسرة تتكون من امرأة واحدة تنجب ممن تختار. ومن هنا فإن التدابير والاستراتيجيات الجندرية تسعى إلى تحطيم الصيغة التقليدية للأسرة، وتسعى إلى فرض ذلك على جميع المجتمعات البشرية بالتأثير الإيجابي والترهيب.
إن عددًا محدودًا من المؤتمرات النسوية تدعو إلى تنويع صور وأنماط الأسر، حيث يمكن أن تتكون الأسرة في رأيهم من رجلين أو امرأتين، ومن الممكن أن تكون مكونة من رجل وأولاد متبنين، أو امرأة وأولاد نشأوا من علاقات زنا أو بالتبني.
بصفتهم جمعية طبيعية، يدعون إلى إدانة أي دولة تحظر العلاقات الجنسية المثلية. وترفض الفلسفة النسوية الاعتراف بوجود الاختلافات وتقاوم التمييز، حتى في الحالات التي تعتمد على مصدر الإنشاء والتوزيع الفطري. وتؤيد الفلسفة النسوية المساواة وتأخذ بالاعتبار الفروق بين الجنسين، ولكنها تأخذ أيضا في الاعتبار الشبهات بين الرجل والمرأة في جميع الجوانب.
المرأة لها الحق في أن تعيش كما تريد وليس وفقًا للتقاليد والطقوس والعرف والعادات والمجتمع. ويجب على الرجل أن يعيش حياته بالطريقة التي يريدها، وليس وفقًا لما يقرره له المجتمع. وينبغي أن يكون هناك مساواة بين الرجل والمرأة، ويجب أن يسمح للمرأة بالتعبير عن إمكانياتها وأن يستفيد المجتمع منها.
الجهل وعدم الاعتراف بالاختلافات لم يجعل العالم مكانًا جيدًا للعيش بالنسبة للمرأة. مفهوم الجندر أو النوع الاجتماعي أثار الكثير من الجدل، حيث يرى البعض أنه الخطوة الأمثل لتحرير المرأة، بينما يراه البعض الآخر مسعى لإلغاء الفوارق بين الأجناس. فهل سيؤدي ذلك إلى تحقيق العدالة والمساواة، أم سيؤدي إلى تأصيل الانحراف والتشابه؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم