الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بِغيـــابِ الدَّولـــةِ من يَحكُـــمُ أرضَ الغـــاب؟

المصدر: النهار - غريس عطيه
بِغيـــابِ الدَّولـــةِ من يَحكُـــمُ أرضَ الغـــاب؟
بِغيـــابِ الدَّولـــةِ من يَحكُـــمُ أرضَ الغـــاب؟
A+ A-
بِغيـــابِ الدَّولـــةِ من يَحكُـــمُ أرضَ الغـــاب؟
خـِـطّــةٌ إنقاذيــَّةٌ إقتصاديّــةٌ نُقطــةُ إرتكــازِها القِطــاعُ الخــاصُّ، مِــحورُها شعبُــــها وأهلُـــها، مُــحرِّكُــها إنتاجيّـــتـُها ودُســـتورُها مَنهجيــَّــتُها.
رِجالُ ألاعمالِ، أصحابُ المؤسَّساتِ والشركاتِ على كافّةِ أنواعِها ، أصحابُ المُستشفياتِ، أصحابُ المدارسِ والجامعات، جميعُكم مَعنِيّون بإنقاذ الشعب.
لا دولةَ دون قِطاعٍ خاصّ ولكن أثبتت التَجرِبَةُ في لبنان: قِطاعٌ خاصٌّ قويٌّ دونَ دولةٍ كَما ومُبادراتٌ فَرديّةٌ وجماعيّةٌ ولا دولة.
حانَ الوقتُ لتنظيفِ بيتِنا الداخليّ وترتيبِه وتنظيمِه.
إنّ الاتّكالَ هو على الله وعَلينا. فلنُحسِن استخدامَ عطايا الله وتسخيرَها لخدمةِ شعبنا.
لطالما المثلُ الاوروبيُّ استوقَفَني كثيراً.
نِظــــامٌ مُتكامِــــلٌ لشَـــعبٍ يَرى حُكّــــامَه ودولَتـــَه كالأبِ الحَنــــون.
يا تُرى حكّامـــُنا أهلــــُهم جَـــزّارون؟
مُعامَلَةُ القَسوةِ والتَعذيبِ لشَعبٍ مُنهَكٍ بالأساس ليسَ له أيّ مبرّر.
فما الحلُّ بغيابِ الدّولةِ او الأبِ الحَنون؟
لا حلَّ الّا بنظامٍ داخليٍّ. ولا حلَّ فقط بالإتّكالِ حَصراً على الله. لا حلَّ إلّا بِتَعاوُنٍ كبيرٍ وتَكاتُفٍ أكبر.
وكيــفَ ذَلِــــــكَ؟
إنّي أدعو كافّـــةَ رجالِ الأعمالِ وأصحابِ المؤسّساتِ والشركاتِ على كافّة أنواعِها كما وأصحاب المؤسّسات التعليمية والإستشفائيّة.
نحن شَعبٌ مؤمِنٌ نتكّل ُفي أصغرِ الأمورِ وأعظمِها على الله وذَلِكَ مُفيدٌ جِدّاً إذا عَمِلنا معاً بِعطاياه الخَيِّرة لكُلّ لبناني. أعطانا عَقلاً وروحاً وقَلباً.
فلنُكثِّف جُهودَنا لترتيبِ بيتِنا الداخليّ.
فليلتَحِم أصحابُ العملِ على أمورٍ أساسيّةٍ ككبحِ الاستغلالِ الوَظيفي بالرواتبِ الزهيدةِ وتصحيحِ الرَواتبِ والأجورِ والأقساطِ التعليميّةِ التي تُواكِبُ غَلاءَ المَعيشة.
والمُستشفيات تأخذُ بالاعتبارِ الغَلاء المَعيشي للأطبّاءِ والموظّفين والمَرضى.
ولنَعِش كمن لا دولةَ له. فلنرأف ببعض ونُسِنّ القوانينَ الداخِلِيّة التي تَرعى الشَعب.
إنّ القطاعَ الخاصّ هو دولةٌ بحدِّ ذاتِها ولَرُبَّما أكبر من دولة.
نعم لا حلولَ إلّا بترتيبِ منزلِنا الداخليّ من خلالِ منهجٍ وجدولِ عملٍ اقتصاديٍّ مُتكاملٍ بعيدٍ عن منطقِ الدّولةِ وقريبٍ من منطقِ الشعب.
وإنّي أدعو كلَّ صاحبِ عملٍ ومؤسّسةٍ بتقليصِ القليلِ من الأرباحِ وإراحِة الموظّفين مادِيًّا ومَعنوِيًّا وكما طالبتُ سابِقاً وأطالبُ دَوماً بتقليصِ دواماتِ العملِ وتحسينِ الرَواتبِ والأجور لتقليصِ نِسبةِ البطالةِ وزيادةِ الاستهلاك.
امّا بخصوصِ الأسعارِ الحاليّة، عليكم أيضاً بدراسةٍ تَقبلُ بحَدٍّ مُتَوَسِّطٍ بالأرباحِ فأنتم قادرون أن تُعيدوا إحياءَ الاقتصادِ وتقليصِ التَضخُّم بالقُبولِ بأرباحٍ مُعَدّلةٍ لتتناسبَ مع الوضعِ المَعيشي.
إذاً رَفعُ الرَواتِبِ وتخفيضِ الأسعارِ سوف يؤدّيان حَتماً إلى أرباحٍ متدنيّةٍ على المدى القصيرِ بالمقارنةِ مع الأرباحِ السابِقة. ولكن زيادةُ الإستهلاكِ سوف يكونُ لها الوقعُ الجيّد الإيجابي على الأرباحِ على المدى المتوسِّط والطويلِ عبرَ زِيادةِ الإنتاجيّةِ والمبيعاتِ والاستهلاك.
لدينا فُرصةُ التجربة فلنقم بواجباتِنا تجاه موظّفينا وأولادِنا وكهولِنا. نحن الأولياءُ على شعبِنا وعلى وطنِنا.
عبثاً نشتكي وعبثاً وعبثاً نَئِنُّ ونَنتَظِرُ خَريطةَ عَمَلٍ وإنتاجيٍّةٍ من دَولةٍ عَقيمةٍ وعبثاً نَنتَقدُ دونَ تقديمِ الحلول.
فليَجتمع خُبراءُ الاقتصادِ وأصحابِ المؤسساتِ والشركاتِ على كافّة أنواعها وأعمالِها مع بعضِهم البعض وليأتوا بدُستورِ عملٍ خاصٍّ بعيداً عن النقاباتِ المُسَيّسة آخذينَ بالإعتبار:
تعديلُ وتصحيحُ الرَواتبِ الحاليّةِ والتي هي من أدنى الأجورِ في العالم.
تخفيضُ أسعارِ الموادِ الغذائيّةِ خاصّةً وجميع الِسلَعِ عامّةً.
تخفيضُ تَكاليفِ التَعليمِ والاستشفاءِ والطبابةِ.
إعادَة درسِ أقساطِ التعليمِ الجامِعيّةِ والمدرسيّةِ وتَقليصِها بما يَتناسب مع القُدرةِ المَعيشيّة.
تعديلُ دواماتِ العملِ الحاليّة وتحفيز الاستهلاك وتقليصُ البطالة.
تعديلِ أسعارِ الطاقّة البديلةِ كالطاقةِ الشمسيّةِ والبدلاتِ الشهريّةِ لأصحابِ المولّداتِ الكهربائيّة.
نتيجةً لما سبقَ: قُبول أصحابِ العملِ بأرباحٍ أقلّ من سابقِ عهدِها على المدى القصير ناتِجة عن زيادةِ وتصحيحِ الأجور وتصحيحٍ الأسعارِ ودواماتِ العملِ كما والتوظيف لكن نتائِجها على المدى المتوسِّطِ والطويلِ كما ذَكرنا آنَفاً هي إيجابيةٌ وبنّاءةٌ.
إذاً تخفيضُ التَضَخُّمِ وزيادةُ الإنتاجيّةِ والاستهلاكِ معاً.
فَتحُ صُندوقٍ متّحدٍ مدروسٍ للمساعداتِ الإنسانيّةِ والطبيّةِ والاستشفائيّةِ والتَعليميّةِ في كل مؤسّسةٍ أو شركةٍ.
إنّها سوفَ تكونُ تجربةً فريدةً من نوعِها تستحقُّ العناءَ والتَضحية ونكونُ بذلك من القِلّةِ التي أنقَذَت شعبَها بشعبِها.
فماذا نَنتظرُ بعد؟
غريس عطيه
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم