الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماذا أقول له

المصدر: النهار - رامي خليل
ماذا أقول لأولادي الذين لم أعد أستطيع أن أطعمهم ولو حتّى فتات خبز
ماذا أقول لأولادي الذين لم أعد أستطيع أن أطعمهم ولو حتّى فتات خبز
A+ A-
ماذا أقول له إن جاء يسألني إن كنت أكرهه أو كنت أهواه...
بلد العز والكرامة والعنفوان، بلد الخضار والحبّ وأجمل مناخ، بلد الأرز والشجر وأروع الجبال، بلد أهل الكَرم والأخلاق والمرح والحياة، بلد السياحة والاستجمام، بلد الحبّ وراحة البال....
ماذا أقول عنك الآن؟ أقول عنك يا بلدي تلك الجنّة التّي بك تغنّينا وبك حلمنا، وفي الجحيم عشنا وفي الذّلّ ارتقينا...
ماذا أقول لأولادي الذين لم أعد أستطيع أن أطعمهم ولو حتّى فتات خبز، فالحليب صار حكرًا على الأغنياء....
ماذا أقول لأمي وأبي اللذين يشحذان الدّواء والموت على باب المستشفيات…
ماذا أقول لأختَيّ اللتين تعلّمتا وسهرتا اللّيل من أجل وظيفة في بلد الخير، فأصبحت الشهادة صورةً معلّقةً على الحائط في بلد النكبات…
ماذا بعد؟ ها هو فصل جديد من فصول جهنّم في محرقة الأموال. فالدّواء أصبح من الكنوز والمقتنيات والمستشفى كنز من كنوز ذلك الزمان، فجرس الدخول إليه صامت والداخل إليها بخبر لفعلٍ ماضٍ ناقص، فالويل لكم يا أيّها الجبناء من دعوات الأمّهات....
ماذا أقول إن أصابتنا مصيبة فلندفن موتانا، إنّنا بحاجة ليس لحساب بل لأكثر من حسابات، فحتّى الموت لم يعد ثمنه بالقروش بل برزمة من الرزمات.... يتاجرون بنا وبأرواحنا، فلا ماء في بلد المياه، ولا كهرباء فتحكّموا بنا أصحاب المولّدات، ولا غاز أو مازوت لتدفئة في قعر جهنّم يا أشباه الرجال.... لم أعد أعرف شعوري تجاهك يا حبيب القلب لبنان، أوليس الاستقلال هو أن تعيش من دون احتلال؟ فكيف هذا ونحن عبيد في بلد الاستقلال؟ ماذا أقول فالعنوان واحد أهلاً وسهلاً بكم في الجحيم. حبيبي أنت في لبنان...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم