السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حيادُ لبنان وتعقيدات العيش الواحد!

المصدر: "النهار"
Bookmark
تمثال الحرية في ساحة الشهداء (نبيل إسماعيل).
تمثال الحرية في ساحة الشهداء (نبيل إسماعيل).
A+ A-
زياد الصّائغ*منذ ما قَبل ميثاق 1943 كان في أوساط الانتلجنسيا اللّبنانيّة، ورجال الدّين، والنّخب الاقتِصاديّة حديثٌ عن أنّ قيمَة لبنان كامِنةٌ في الوَصْلِ الإيجابيّ الذي يُمكِن أن يُشكّله بين الشّرق والغَرْب، مع موجب عدم الارتباط بأجِندة أيٍّ منهُما. من هُنا أتَت مُعادلة "لا شرق، ولا غرب" من منطلقٍ محض دَوْلتيّ(Étatique) . القَوْل بسلبيَّة هذه المُعادلة على كثيرٍ من الهشاشة. وفي موازاة مَسَار ترسيخِ الميثاق الحامِل في عُمقِه فلسفة الحياد، برزَت صيغة العيش الواحد بعيدًا عن المنعزلات الطّائفيّة، والمذهبيّة، والمناطقيّة. الصّيغة اللّبنانيّة في دستورٍ مدنيّ، ونَهْجِ حُكْمٍ تشاركيّ، يُلاقيها اقتِناعٌ بتأدية دورِ بناء السّلام، وعدم الاصطفاف في محاور إقليميّة أو دوليّة، عبَّر عن ذلك الميثاق الوطنيّ، كِلاهُما شكّلا فرادَة لبنان الحضاريّة.  على الرّغم من تشييدِ هذه العمارة الدّولتيّة (Étatique) لتمكّن الهويّة اللّبنانيّة من الانوِجاد بفاعليّةٍ، وإنتاجيّة، ونقاء الانتِماء، عانَت ما عانَته جرّاء خِلافاتٍ بنيويّة وطنيّة، ناهيك بامتِداد صِراعات إقليميّة ودوليّة إليها، فلم يُتَح لها المجالُ الكافي لتتَبلوَر كنموذج جدّي على مستويي الحَوكمة السّليمة، والسّياسات العامّة المستدامة. لا إمكان في هذه العُجالة من استِعادة كلّ التصدّعات التي تعرّض لها الكيان اللّبناني مُنذ نشوئه، لكنْ يجب الاعتِراف بأنّها أسْهَمَت في تعميم ضبابيّة الرّؤية حول مكوّنَين مؤسِّسَين للفرادة اللّبنانيّة، وهنا الإشارة إلى مكوّن العيش الواحِد في التنوّع، والميثاق الوطنيّ أيْ الحياد. الضّبابيّة إجْتاحت فَلسفة قِيام لبنان الأولى كامِلةً. وبالاستِناد إلى الإلتباسات الناتِجة عن هذه الضبابيّة لا بُدّ من إعادة تحديد هذَين المكوِّنين بما هما يترابطان عُضويًّا.لم يشأ المثلّث الرّحمات البطريرك الياس الحويّك، وعلى الرّغم من عُروضٍ أُغدِقَت عليه لتشكيل دولة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم