يا شعب لبنان الخاضع الجائع

يا شعب لبنان الجائع!
أنتم العاملون في القطاع العام، المدني والأمني، جائعون!
أنتم العاملون في المدارس العامة جائعون، والذين هم في المدارس الخاصة، مطرودون جائعون، أو باقون جائعين!
أنتم العاملون في الفن، والمسرح، والإعلان، جائعون!
أنتم العاملون في المؤسسات التجارية، والصناعية، والزراعية، والصحية، جائعون!
هل تعلمون أن وكلاء الأدوية والمستلزمات الطبية، والمستشفيات، والصيدليات، والمختبرات الطبية، ومعظم الأطباء، كلهم أوبئة وجراثيم أخطر من كورونا؟
هل تعلمون أن وكلاء المواد الغذائية، وأصحاب شركات الدواجن، والخضار، والفاكهة، هم أيضاً جراثيم وأوبئة أخطر من كورونا؟
هل تعلمون أن التجار، والصناعيين، وأصحاب مراكز التسوق، جراثيم وأوبئة أشد خطراً من كورونا؟
هل تعلمون أن أمراء الحرب، والأحزاب، والوزراء، والنواب، والمدراء العامون، ورجال الدين في كل الطوائف والمذاهب، هم جراثيم وأوبئة أشد خطراً داهماً من كورونا؟
يا شعب لبنان الضائع الجائع،
لا تتظاهر، أو تتجمع في الساحات، وتقطع الشوارع والطرقات الداخلية، بل إقطع طرقات المعابر الدولية حتى تمنع تهريب المازوت، والأدوية، والطحين، إلى سوريا والعراق، ولا تكونوا وقوداً لمكافحة "قانون قيصر"!.
لا تتلهون بأمور مثل رفع الدعم أو عدمه، أو منع حصولكم على السيولة من المصارف، بل حددوا مواقع مستودعات المواد الغذائية، والأدوية، حتى توفروا لعائلاتكم ضرورات العيش والعلاج عندما تنضب جيوبكم من الأموال!
لا تتوقعون حلولاً ناجعة، لكم ولأولادكم، من زمر السلطة الفاسدة، بل تحينوا فرصة التخلي عن عصبياتكم المذهبية والطائفية المقيتة، واقتحموا قصورهم، ومغاورهم، جماعات وفرادى، حتى تمسحوا وجوههم القبيحة عن أديم الأرض!
لن يوفر لكم طغاة الحكم القتلة، السلام، والأمان، والبحبوحة، والاستقرار، وديمومة البقاء!
لن يتحول أولئك الشياطين والأبالسة إلى ملائكة رحمة، بين ليلة وضحاها، ولا بين قرن وقرن!
لا أفترض، حتى تاريخه، أنني أخاطب شعباً "هيولياً"، غائباً عن مساحة وطن يدعى لبنان، بل لا زالت الآمال كبيرة على اشتعال جذوته، وقرب صحوته من كبوة الضياع، والخضوع المشين، لأولئك الظالمين الفاسدين، حتى لا تتحقق مقولة حتمية وصوله إلى المجاعة العدمية القاتلة الماحقة!