سأصرخُ يوماً في عزلتي

سأصرخُ يوماً في عزلتي
لا لأتصفح ملامح الظالمين
بل لأتأمل ظلالاً قد تبدو فارغةً رمادية
فقد مضت الصفة تجتاح طقوسي الغائصة
لكي تمتد خناجرها خفيةً كهجاء الحروف
فشرح معانيها أصبح تائهاً
كيف أجعل غيابي يحاصرها؟
فمعجم ربيعها دمرته البنادق
لم تكن هي تحارب الضجر
للتخفيف من وطأة الخوف
فيتحول مضارعها إلى أمر
ومجازُها إلى صيغة
وإعرابها إلى النهي
فوهجٌ من حبها طعنته تلك الأساطير فتربعت طيورها بين الأغصان
لكي توقع البراهين حبكةً
فكيف لو أصيبت يدها برصاصي
وعلى قمة الخاطرة
تعلو اللام نافيةً
فالتشبيه من هنا يصبح استعارة
والاستعارة حالة نصب وجزم وإنكار وعجزٌ وإجرام
فسلامها أصبح قادياً يستعد للاستسلام
يتقاسم النفق في جوفها الصامت
ففصول معانيها أضاءت لياليها
فقدوة العاشق أصبحت صافية كرائحة الدم
لا تلوح في الأفق
بل تمتحن الموت في آفاقها