بطاقة دعوة

من بين غبار القهر وحطام الغيوم
الداكنة عود إلى واحة الشعر
الوجداني والغزلي
بطاقة دعوة إلى امرأة منسية
آهٍ كم كان الصمتُ ثقيلاً
آهٍ كم كان الوقتُ هزيلاً
حين استثنيتُ الوجهَ الآخر للزمن
المسروق، يوم تحجرتُ ورحتُ أحاول
أن ابتلع الكلمات الحلوة
لم أدرك حيناً ما يجري
لم أدرك يوماً أن السجن يصوغ رسالة
لم أدرك يوماً اجنحةً سجنتها أوراقُ
التوت، ستغدو فراشة
وأن الخيوط التي نسجتها
ستُغزلُ يوماً
وتُنسجُ منها، خيوطُ حريرٍ
تطرز يوما بطاقةَ دعوة!!!
آهٍ لو كان الزمنُ سخياً
ما كنت فعلت
أحكمتُ ورائي بابَ الشمسِ
وقلت ارتحت
وجلست وحيداً سادياً في الجهة الأخرى
اتثبتُ من منعي دورانَ الأرض
وسكبتُ دموعكِ في الثلج المتحجر
خلف الشمس..!
أودعتُ حلاكِ وكل عطوركِ لوحَ جليد
ورحت أبنجُ مرآتك الحالمة
وأمحو الخطوطَ التي تركَتها شفاهُكِ
فوق عروقِ يديّ
حزمتُ بقايا دفاتر شعري
دبابيسَ شَعرِكِ
طويتُ رسائلَ حبي الغريب
وصرتُ جليداً...!
وعشتُ جليداً...!
ولم أكُ أعلم
أن بريق الجليدِ الجميل
سيغدو مرايا ...عليها حروفٌ جميع
الورود وحلمُ القبل...
وأن المرايا تذيع بياناً
وتتلو صلاةَ بخورِ المعابد
وعشقَ الهواء لرف الجناح
وحلمَ العذارى بثغر الأقاح
وتبعث رغم انحباس الكلام
ورغم يباس النشيج المباح
بطاقة دعوة ...!