الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

صرخة لـ" شربل"

المصدر: النهار - جومانا مخايل الرعيدي
سهران عتلّة بضلّ تصلي، شربل أنتَ قدّستها أم من كثرة طهارتها قدّستك؟
سهران عتلّة بضلّ تصلي، شربل أنتَ قدّستها أم من كثرة طهارتها قدّستك؟
A+ A-
سهران عتلّة بضلّ تصلي، شربل أنتَ قدّستها أم من كثرة طهارتها قدّستك؟
شربل يا ابن لبنان، ابن أرضه وشعبه، ترعرت بين سفوحه، وشربت من مائه، وكبرت وتقدّست في أرضه.
يا محبّ لبنان وشعبه، يا من لا تغفى عيناك نهاراً ولا ليلاً، لاتتعب، ولا ترتاح يا" ختيار عنايا"، فلم تكف شفاءاتك لكلّ من التجأ إليك، ولكل من طلب مساعدتك، فكل يوم نقرأ عن أعجوبة وأكثر، وكلّ يوم تُسعد قلب عائلة وتردّ لها الأمل للحياة.
"شربل"! لبنان اليوم مريض ينزف ويحتضر، أما حان الوقت لأعجوبتك؟ ألهذا الحدّ خطيئته كبيرة ولا تغتفر؟ ألهذا الحدّ شذّ شعبه وارتكب المعصية فلم يَعُد يميّز الصحّ من الخطأ؟
أكيد ربنا يسوع قال لنا لا تعبدوا الله والمال، فالجمع بينهما من المستحيلات، فكيف بالأحرى إذا جمعت بين الوطن وسارقه؟ فكيف يمكن لشعب أن يخلّص نفسه وهو من يفضلّ السّارق على وطنه؟ فكيف يمكن "لشربل" أن يتدخلّ لمساعدة شعب يعتبر نفسه شعباً مؤمناً، ولا يعرف أن يُميّز بين السّارق والمسروق، بين القاتل والمقتول، بين المتمرّد على الظلم والظالم، بين الوطنية والتبعيّة؟
"شربل"! شعب لبنان أمام استحقاق كبير والانتخابات على الأبواب، سوف تبقى بجانبه إذا ضلّ ولم يدرك الطريق الصحيح؟
هناك من يدّعي أن الثورة في 17 تشرين هي السبب في كلّ ما آل إليه الوطن. أيمكن التصديق أن من اقتلعت عيناه، وهو ينادي بحقه، هو السبب في إفلاس المصارف؟ أيمكن لمن افترش الطرقات ليلاً ونهاراً، شهورأ وأسابيع، أن يكون هو من سرق مليارات الكهرباء لـ"بلا إنارة" ومليارات السدود لـِ"بلا ماء"؟ أيمكن بعد مرور آلاف السنين على مجيء المسيح أن يحكم من جديد بصلب المسيح؟
"شربل"! أيُمكن لشعبٍ أن يعيش في الظلمة ليلاً ونهاراً ويعيد انتخاب من سرق أموال الكهرباء؟
"شربل"! أيمكن لشعبٍ أن يعيش بلا أكل، ويُعيد انتخاب من سرق لقمة العيش وتركه للجوع والحرمان؟
"شربل"! أيمكن لشعبٍ أن يعيد انتخاب أشخاصٍ حوّلوا أموالهم للخارج بينما أموال العالم محجوزة في المصارف؟
"شربل"!أ يمكن لأشخاصٍ يذهبون لأعمالهم مشياً على أقدامهم أن ينتخبوا مافيات الطاقة والبنزين وهم غير قادرين على تعبئة سيّارتهم بالوقود؟
"شربل"! أيُمكن لشعبٍ غير قادر على صنع صحن فتوش في رمضان ومعمول لعيد الفصح ثم يرجع فينتخب يللي جوعوه؟
نعم شربل، نحن بحاجة لك الآن. لا نعلم إذا كنت ستدخل في ضمير كل إنسان وتنيره على الطريق الصحيح. لا نعلم إذا" زعلان وعم تتفرّج علينا تتشوف شو راح نعمل؟" أنسلم لبنان للجلادين والخونة مثل يهوذا أم ننطلق بلبنان جديد للعالم كلّه مثل بطرس وبولس...
"شربل"! من قلبٍ َيتحرّق على شعبٍ يتسوّل في الطرقات، وغير قادر على التغيير" ساعدنا".
" شربل"! من قلب يتوجّع على شعبٍ غير قادر على أن يشتري حبة دواء أو يلقى عناية طبية" ساعدنا".
"شربل"! من قلبٍ يحترقُ على وطنٍ مسروقٌ ومنهك "ساعدنا".
نعم "شربل" ساعدنا، اعفر لنا خطايانا، أرشدنا ليكون في 15 أيار وطن جديد بشعبٍ جديدٍ، يحبُ وطنه، ولا يريد مغادرته. وطن جديد لكل أمٍ وأبٍ يعشقون لبنانهم، ولا يريدون خسارة أولادهم بالهجرة. وطن جديد لكلّ "ختيار وختيارة" يريدون العيش بكرامتهم في شيخوختهم.
لهذا "شربل" من عندك، من فوق، حيث السماء قريبة جداً لدرجة القشعريرة وأكثر، لدرجة "نسيان الذات" والرفع بالروح، الّتي تتطّهر بضبابٍ أبيضٍ، وتغسّل بدموع الندامة، سامح شعب لبنان وارأف به عند ربنا.
"ضلك سهران لا تغفى ولا تنام يا قديس لبنان"


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم