الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

صديقي يا طليقي!

المصدر: النهار - راوية المصري
أبغض الحلال عند الله الطلاق" مقولة نسمعها باستمرار
أبغض الحلال عند الله الطلاق" مقولة نسمعها باستمرار
A+ A-
"أبغض الحلال عند الله الطلاق" مقولة نسمعها باستمرار، خاصّة إذا كان يوجد أطفال...ولكن في بعض الحالات يكون الطلاق منقذاً لكلا الطرفين بسبب الخلافات المتكرّرة، والمشاجرات على أدقّ التفاصيل، والتهديد بالانفصال لأسباب تافهة.
يُمكن أن يستمرّ وضع الزوجين غير المنسجمين طوال حياتهم، من دون أن ينفصلوا، بالرغم من عدم الانسجام والمشاحنات اليومية...
وأحياناً، يتمّ الانفصال لأتفه الأسباب. مثال على ذلك: رجلٌ بعمر الـ99 عاماً، وزوجته في الـ97 عاماً، رفع دعوى طلاق بسبب اكتشافه أن زوجته أرسلت رسالة إلى حبيبها قبل أن تتزوّجه منذ 70 عاماً فاعتبرها خيانة ...
الكثير من النساء يتحمّلن إهانات وخيانات متكرّرة من قبل الزوج، وعند السؤال عن سبب تحمّلها، تقول: "لديّ أطفال، ولا أستطيع أن أعيش من دونهم... تقضي حياتها المرأة بالشكوى والبكاء، وتهدر عمرها وشبابها للحفاظ على أطفالها حتى يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم، فتصبح كبيرة في السنّ، وتقول: "لا يوجد الكثير من العمر المتبقّي لكي أطلب الطلاق. وخوفاً من المجتمع أيضاً من جهة، وخوفاً من مصيرها، إن لم تكن تحت ظلّ رجل يحميها وينفق عليها باعتبارها ضلعاً مكسوراً!
وفي أغلب الأحيان، المرأة التي لا تُنتج تخاف أن تموت جوعاً، إذا انفصلت عن زوجها. والسبب الآخر هو الخوف من أن يتلقّى أولادها تربيتهم على يد زوجة أبيهم...حتى لو وجدت قوانين تُعطي الأم الحضانة، فهي لا تستطيع أن تنفق عليهم، إن لم تكن تعمل، وكانت النفقة قليلة جدّاً... لذلك تحكم المحكمة للمُنتج من الطرفين الذي يستطيع أن ينفق على الأولاد، وهذا القانون موجود في الكثير من بلدان العالم.
يوجد العديد من حالات الزواج غير الموفّقة، التي تصل في النهاية إلى الطلاق من بعد علاقة حبّ قويّة، في الوقت الذي باستطاعة الزوجين أن يكونوا أصدقاء. لكن العشق يتحوّل إلى كراهية، وتُحرم المرأة من أولادها، وتُستبدل الأم بخالة تحرمهم أدنى حقوقهم، فضلاً عن حرمانهم العطف والحنان.
هل السياسيّون اللبنانيّون أكثر عطفاً من أولياء الأمور حتى لا نغضّ الطرف عن أخطاء بعضنا البعض وننفصل بطرق حضاريّة؟ من أجل مصلحة أطفالنا أسوة بالسياسيين اللبنانيين الذين يرتكبون المجازر ببعضهم البعض، ويذهب ضحيّتهم الكثير من الأبرياء أو الأتباع، وفجأة نراهم يتحالفون مع ألدّ أعدائهم بحجة الضرورات تُبيح المحظورات ...
برأيكم، أطفالنا لا يستحقون التضحية والصداقة بعد الطلاق بدل العداوة ورشق الاتّهامات والتشهير، بعدما كانوا عشّاقاً، وضحّوا بالكثير للوصول إلى قفصهم الذهبيّ؟
لماذا نأخذ من الغرب الكثير من العادات السيّئة، ونغضّ النّظر عن التصرّفات الإنسانية المفيدة للمجتمع بشكل عام، والطّفل بشكل خاصّ. في أغلب الأحيان، إن لم يتّفق الزوجان كأمراة ورجل ينفصلان بطريقة حضارية، وتتحول علاقتهما إلى صداقة متينة حتى لا تحرم الأطفال من حنان الأم ورعاية الأب !
طبعاً هناك حالات نادرة يتحوّلون فيها لأعداء، ويخضعون للمحاكم. وطبعاً، الطرف الكُفء يحصل على الحضانة، وليس كما يقول البعض دائماً الأولاد من حق المرأة ...
أين الخلل في هكذا موضوع؟
هل الخلل في قوانين البلد أم الخلل في البيئة المحيطة أم في الكبرياء والتعالي؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم