بعثرات أيام

على رصيف مبعثر من الأيام
تغفو ذكريات ملوّنة بريشة من الأوهام
على مقعد عتيق منقّح بالأحزان
تتزاحم أوراق ماضٍ أليمٍ بوحشته الحاضر خان
وكأنه شبح غريب تبرّأ من جسده وكل جرح عليه هان
حتى أصبح الحاضر رهينة وهو السجان
وما بين ماضٍ عتيق وحاضر أليم هناك نحن
هناك أجسادنا الضائعة بين طول الألف وسكون الميم في الأيام
هناك أرواحنا العالقة تحت الركام
التي تدور وتدور ثم يأتي ظلام الليل ليكمل على عتمتها فتغفو على شارع أوهامها وتنام
لا أدري وكأنها مع الفرح دائما على خصام
هناك شخصياتنا المتناقضة الهاربة من ساعة الارتطام
وأعيننا الباهتة التي تحتجب وتهرب كي لا يفضحها حزنها المكدس داخلها بالأكوام
هنآك الكثير والعديد
هناك ضعفنا وتكبرنا العنيد
والأيام وتراكمها الشديد
هناك صراع حاضرنا الذي أوشك أن يصبح منّا فقيد
والماضي الذي يتقن فن التخليد
هناك نحن وهذا الصراع الكسيد
وتساؤلنا المتمسك بنا كاحتكام الأوراق بالعناقيد
فهل سيثور حاضرنا ليستبدل فاصلته بنقطة حاسمة يتحول بقوة صلابتها من المسجون إلى السجان
ويحسم بها تشرّد اللغة بانحسار المعنى بكلمة تكون نقطتها قفلة الاختتام.