الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سارة حجّار وغوتييه رعد يطلقان "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا" بدورته الأولى

المصدر: النهار - كاتيا سعد - باريس
يوماً بعد يوم يثبت اللبناني، مقيماً ومغترباً، بأنّ ما من شيء يطفىءئ شعلة الصمود لديه، وحب الحياة
يوماً بعد يوم يثبت اللبناني، مقيماً ومغترباً، بأنّ ما من شيء يطفىءئ شعلة الصمود لديه، وحب الحياة
A+ A-
يوماً بعد يوم يثبت اللبناني، مقيماً ومغترباً، بأنّ ما من شيء يطفئ شعلة الصمود لديه، وحب الحياة، وإظهار صورة جميلة عن لبنان. ومرة جديدة، تحتفي فرنسا بلبنان، وهذه المرة في مجال السينما، من خلال "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا"Festival du Film Libanais de France FFLF، بدورته الأولى. وأطلق هذا المهرجان، سارة حجّار، مؤسسة المهرجان والمديرة المشاركة؛ وغوتييه رعد، مخرج والمدير المشارك للمهرجان. واختير المخرج فيليب عرقتنجي، ليكون عرّاب المهرجان. أما لجنة التحكيم، فتضمّ: كريستين شويري، رودريغ سليمان، أندريه ناكوزي، إيلي يزبك، ميريام ياسين وسيرج عقل.
وتعلن سارة، لأول مرة، أنّ مفاجأة الافتتاح، في 7 تشرين الأول/أكتوبر في معهد العالم العربي في باريس، هو حضور المخرج جيمي كيروز، وعرض فيلمه "Broken Keys"، الذي رُشّح ضمن اللائحة الرسمية لمهرجان كان السينمائي لعام 2020، وموسيقى الفيلم بتوقيع الملحن اللبناني-الفرنسي غبريال يارد. ويستمرّ المهرجان حتى 11 تشرين الأول، بعرض الأفلام في صالة Lincoln الباريسية، كما يتخلّله طاولات مستديرة، master class، وغيرها من اللقاءات التي تفسح المجال للتحاور مع أهل الاختصاص.
سارة حجّار: السينما حاضنة الذاكرة الجماعية
"أشعر بالسعادة لأنقل إلى الجمهور الفرنسي، كما اللبناني-الفرنسي، الجديد في السينما اللبنانية، والمحتوى المتنوّع لدى الكتّاب والمخرجين اللبنانيين"، هكذا تعرب سارة حجّار عن حماسها لإطلاق "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا" بدورته الأولى. ويحمل المهرجان شعار الأرزة، رمز لبنان. وتجمع أفلامه ما بين الجديد والإرث الكلاسيكي، باعتبار أنّ "السينما هي حاضنة الذاكرة الجماعية بين القديم والحديث"، كما تقول سارة.
كانت البداية في أوائل عام 2019، بعدما لاحظت سارة غياب السينما اللبنانية في المهرجانات السينمائية في فرنسا، وباريس بشكل خاص. ولم تخلُ هذه "المغامرة"، من بعض الصعوبات، ويلخّصها غوتييه رعد بثلاث: أزمة كورونا، والإقفال لعدة أشهر؛ وأحداث لبنان، التي قلّصت من إنتاج عدد أفلام السينما؛ وتأمين التمويل للمهرجان. ولكن، كان الإصرار هو سيّد الموقف، وتجسّدت الفكرة على أرض الواقع عام 2020، و"في قلبنا بيروت، وما يجري في لبنان من أحداث مؤلمة"، على حدّ قول غوتييه.
غوتييه رعد: المهرجان فرصة دعم للبنان
هذا المهرجان، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أعمال المخرجين اللبنانيين في السينما، يهدف إلى تقديم الدعم للبنان. ويقول غوتييه: سيخصص 1% من سعر كل بطاقة للصليب الأحمر الفرنسي، الذي بدوره سيحوّل المال إلى الصليب الأحمر اللبناني؛ كما سيخصّص 10% من التبرّعات إلى طلاّب المرئي والمسموع، في جامعة القديس يوسف في لبنان USJ. هذا ويهدف المهرجان إلى أن يكون منصة وخلية فنية، تجمع كل الأطراف: الجمهور، المخرجين، المنتجين، صنّاع الأفلام، والموزعين؛ وهو السبب الرئيسي في عدم التوجه إلى إقامته بنسخة رقمية.
فما هي آلية اختيار الأفلام، التي ستشارك في المهرجان؟ تتحدّث سارة عن نوعين: أفلام خارج المنافسة (طويلة وقصيرة)؛ وأفلام في قلب المنافسة (قصيرة) وعددها 16، تجمع بين الكلاسيكية والحديثة.


فيليب عرقتنجي: هل ستبقى السينما حيّة؟

إيماناً منه بأن "السينما مغامرة"، وبأنّ ما من أحد تجرّأ قبلاً أن يقيم مهرجاناً خاصاً بالسينما اللبنانية، لم يتردّد المخرج فيليب عرقتنجي، بأن يكون عرّاب "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا". وأراد أن يدعم سارة حجّار وغوتييه رعد، لأنهما كانا رائدين في هذه الخطوة، "فإن لم أشجّعهم أنا، من سيفعل". وينوّه فيليب بمدى صعوبة هذه الخطوة، أولاً بسبب عدم وجود عدد أفلام صالحة للمشاركة في المهرجان؛ وثانياً نتيجة تقصير الجهات المعنية بتقديم الدعم المادي لصناعة الأفلام.

وعن المشاركة الخجولة للسينما اللبنانية، في المهرجانات العربية والعالمية، يعلّل عرقتنجي ذلك إلى أنّ القصة تحتاج إلى أن تكون عالمية، في حين أن معظم الإنتاج السينمائي اللبناني هو شعبي - محلي - تجاري؛ من أجل تأمين تكاليف الفيلم والفريق والممثلين: وهو الأمر "الذي يعيق دخولها المهرجانات، لأنه ليس لديها نكهة"، على حدّ قوله.

فماذا إذاً عن السينما ما بعد 2020، في ظلّ الظروف الاقتصادية وأزمة كورونا؟ هنا يترك فيليب الأفق مفتوحاً أمام مصير السينما: هل ستبقى السينما موجودة؟ أم أنها ستنتقل إلى الشاشات والمنصّات الرقمية (Netflix, Amazon)؟


رودريغ سليمان: السينما اللبنانية قادرة على المنافسة

"ما بعرف إذا رح نظلّ نعمل سينما، ولكن رح نظلّ دايماً متأملين". بهذه الكلمات يتشارك رودريغ سليمان، ممثل وعضو لجنة تحكيم "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا"، مع فيليب عرقتنجي حول مصير السينما. ويعتبر رودريغ، بأن صناعة السينما في لبنان تعاني من نقص الدعم المادي، الذي يريح فريق العمل والممثل على حدّ سواء أثناء العمل على الفيلم. ومع ذلك، يؤمن رودريغ بالسينما اللبنانية، ويفتخر بها، ويقول: "هي قادرة على المنافسة في المهرجانات، والحصول على جوائز".

فما الذي تعنيه إذاً، مشاركته كعضو في لجنة التحكيم؟ يُعرب رودريغ عن سعادته في المشاركة بالمهرجان بدورته الأولى، خاصة وأنّ "القيّمين عليه، فعلوا المستحيل من أجل إطلاق المهرجان في موعده. هذا على الرغم من كل الظروف التي تعصف بالعالم، لا سيما مع انتشار فيروس كورونا". هذا بالإضافة إلى أن المهرجان "فرصة لإظهار الثقافة اللبنانية للجمهور الفرنسي، وإتاحة الفرصة للجمهور اللبناني المقيم في فرنسا بمشاهدة الأفلام اللبنانية".

وفي ختام المهرجان، سيتمّ توزيع 3 جوائز، وهي: جائزة لجنة التحكيم؛ جائزة أفضل فيلم؛ جائزة الأمل.

وسيرتكز رودريغ سليمان في تقييمه على 4 نقاط أساسية: السيناريو (القصة)؛ التفاصيل، باعتبار أنها سبب في نجاح كل فيلم؛ الإخراج والتمثيل.

وتبقى السينما وجهاً من ثقافة لبنان وحضارته. وعلى أمل أن تكون مبادرة سارة حجّار وغوتييه رعد، في إطلاق هذا المهرجان، حافزاً أمام الكتّاب والمخرجين والمسؤولين في الدولة، من أجل مستقبل سينمائي لبناني واسع الأفق في الداخل والخارج. الأمر الذي سيحقّق طموح سارة وغوتييه، أولاً، بأن تستمرّ صناعة السينما؛ وثانياً أن يكون "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا" موعداً سنوياً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم