الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

إغراء الرحيل

المصدر: النهار - أحمد مصطفى زريقة
أقف أمامي مندهشاً لمن هذه اليدُ ولمن هذا الصدر الذي صدّ كل هذا الرصاص
أقف أمامي مندهشاً لمن هذه اليدُ ولمن هذا الصدر الذي صدّ كل هذا الرصاص
A+ A-
أقف أمامي مندهشاً
لمن هذه اليدُ
ولمن هذا الصدر
الذي صدّ كل هذا الرصاص
انا الذي بُنيت
وهناً على وهنٍ
وما زلنا نتحايل
على الفرح
ليراودنا عن أنفسنا
وصدورنا مليئة بالندوب
وما زلنا نتحسس أجسادنا
شفاهنا ميتة
وما زلنا نجيد القبل
وما زلنا نمارس الحياة
ويستهوينا الضحك
حتى البكاء
أشرب كأساً
وأكسرها
أشعل سجارة فألتهمها
أمسك غيمةً فأجرحها
الله الله
ما هذا الوعيد
جنة في يميني
نار في يساري
وعقلي كل عقلي في الجحيم
حملت الهم
حتى ظن الهم أني ربّه
أشتهيك
بكامل الحزن بين يديّ
أشتهيك بكامل الصراخ
كجني يُقرأ عليه
وكصوفي ما زال
يبحث عن المحيط
كنت أودّ أن أسير
نحو نهديك لأراقصهما
ولكن استهواني غسلهما بالدموع
سينتهي كل شيء كان
سينتهي كل شيء
ولكن من سيعتذر لنا
من سيعتذر
للأماكن التي ضحكنا فيها
من سيعتذر
للسماء التي لعنّاها
والتنهيدة الني دفنّاها
واللهفة التي كسرناها
من قال إن السماء تنسى
وإن التنهيدة بعد دفنها تحيا
وإن اللهفة تعود
أتعرفين ما هو الموت
الموت
حين لا أريدك وأراك
حين أهرب إلى وهمي
إلى فجوري
وادرك
إنك أنت الصراط
أعتذر... أعتذر
اشتهيت البقاء
لكن غرّني الشجن
في الرحيل

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم