الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

خبراء يتحدثون لـ"النهار" عن أهمية الوعي المالي عند الأطفال

المصدر: "النهار"- الشارقة
فرح نصور
خلال حلقة النقاش.
خلال حلقة النقاش.
A+ A-

في إطار فعاليات مهرجان "الشارقة القرائي للطفل"، عُقدت حلقة نقاش حول التربية المالية للأطفال وأهمية تعزيز الثقافة الاقتصادية لديهم من أعمار مبكرة.

وطرحت الحلقة أسئلة عديدة مفيدة لجميع الأهالي الذين يرغبون في أن يعرف أولادهم قيمة المال وألّا يسرفوا. وجرت هذه الحلقة بحضور خبراء أجرت "النهار" حواراً خاصاً معهم لمعرفة المزيد عن أهمية أن يتعلّم الأطفال هذه الثقافة، وعن الاستراتيجيات التي على الأهل اتّباعها في المنزل لتطبيق هذه الثقافة وتعزيز الوعي المالي لديهم.

 

يقول كاتب كتاب little money لتعليم الأطفال الإدارة المالية، آرتم أيتش لـ"النهار" إنّ المال لم يكن يعني له شيئاً حتى أصبح أباً، حينها بدأ يتعمّق في الأمور المالية. فعندما كان في السادسة من عمره، كان يسأل عن الأمور المالية وكانوا يجيبونه بأنّ الموضوع ليس لعمرك.

 

وعندما أراد شراء كتاب مالي لتعليم ابنه، لم يجد. لذا، قرّر إعداد كتابه الخاص. فالكتاب الذي أصدره آرتن، يوصل الفكرة عن المال للطفل بأسرع وأسهل طريقة ممكنة عبر الرسوم illustration.

 

ويتحدّث الكاتب عن الاستراتيجيات الأساسية التي تطوّر من هذه المهارات وعلى رأسها محو الأمية الرقمية، ومواكبة التطوّر التقني. أمّا الاستراتيجية الثانية، فهي مهارات القرن الـ21، وهي التواصل وغيره من المهارات الناعمة التي على كل شخص في عالمنا الحديث الآن التحلي بها في عالم الأعمال والأموال، وعدم الاكتفاء بالمهارات العادية من القراءة والكتابة.

 

وتدور الاستراتيجية الثالثة حول التحدث عن المال في إطاره الحديث في ما يتعلق بالإدارة المالية، فنحن نعيش في عالم حديث، بالتالي ليس علينا أن نقول للأطفال إنّ عليكم أن تعملوا بكدّ لكي تحصلوا على المال. فعمل أطفالنا في المستقبل لن يكون شبيهاً بعملنا ولا بعمل آبائنا. فقطاع ريادة الأعمال ينمو يوماً بعد يوم ولا يشبه الأعمال التقليدية التي كانت سابقاً.

 

من جهته، وفي حديث لـ"النهار"، يقول الكاتب ومدرب إدارة المال الشخصي وعضو جمعية الإمارات للمستشارين والمدرّبين الإداريين ومعدّ كتاب "ما تشتهيه اشتريه"، محمد الجعيدي أنّ اهتمامه بالأمور المالية بدأ عندما دخل الجامعة وبدأ يجالس رجال الأعمال ويستمع إلى أحاديثهم، ولا سيما نفقاتهم والتزاماتهم.

 

وبرأي الجعيدي، ليس هناك عمر معيّن يبدأ من خلاله الوالدان بتعليم أولادهما عن المال، فهناك فروقات فردية في الإدراك. لكن عندما يبدأ الوعي لدى الطفل للأمور التي تحيط به، وهنا نتحدث مثلاً عن عمر ثلاث سنوات أحياناً، وبعدها ست سنوات، ويتدرّج التعليم وصولاً إلى عمر العشر سنوات وبعدها العمر الجامعي، بحيث يمكنه فهم وتلقّي مفاهيم مالية متقدمة.

 

لكن لماذا علينا أن نزرع الوعي المالي لدى أطفالنا؟

في ما يتعلّق بالإدارة المالية، السبب الأول يعود إلى أنّنا جزء من هذا الاقتصاد. ومن المهم أن يعرف الأطفال دورهم فيه. وعادة ينشأ كل طفل وعند تخرّجه يبحث عن وظيفة، لكنّ هناك أشخاصاً لا تناسبهم الوظيفة بل يناسبهم العمل الحر وريادة الأعمال، لذلك يجب إخبارهم عن دورهم في الاقتصاد وفتح الآفاق أمامهم لكي يختاروا أين يمكنهم إفادة الاقتصاد أكثر.

 

وقبل تعليم الطفل، لا بدّ من أن يتعلّم الأهالي إدارة المال، بحسب الجعيدي. ففيما مسؤولية الإنفاق في مجتمعاتنا العربية في الأول والأخير تقع على عاتق الوالد، عليه أن يتحلّى بالوضوح والشفافية أمام ابنه تجاه النفقات والمستلزمات والوضع المادي. فعلى الأسرة ككلّ أن تعرف مقدار المال الذي يمكنها إنفاقه، بحيث إذا ما فكّر أحد أفرادها في شراء شيء معيَّن، يمكن للوالد إقناعه بعدمه إن لم يكن مستطيعاً. وعلى العكس، إذا ما رأى الطفل أنّ والده ينفق بكثرة ويحرمه من أمور معينة، فسيتسبّب الأمر بمشكلة لديه، لذلك "المشاركة عن وضع الموارد المالية ضرورة".

كذلك، يجب إشراك الأولاد في الإدارة المالية. وهذه المشاركة لن تنتج قراراً من الطفل في ما يتعلّق بأمور إدارة المال في المنزل، لكنّ إسماعه هذه المصطلحات، مثل أن يعرف مثلاً معنى فاتورة الكهرباء والالتزامات والنفقات وما معنى انتهاء الراتب.

 

ومن المهم إعطاء الطفل مبلغاً من المال في يده ليتحمّل مسؤولية إنفاقه خلال فترة زمنية معينة. وهنا يتعلّم إدارة الأموال التي لديه. وإذا ما أراد شراء شيء وماله لا يكفي هذا الشهر، يمكنه الانتظار حتى الشهر المقبل وادخار المال لشراء ما يريد. هنا، الممارسة العملية هامة جداً. 

 

وتؤدّي القدرات الفردية لدى كل طفل دوراً في قدرته على استيعاب مفاهيم الإدارة المالية. كذلك تؤدي البيئة التي تحيط به دوراً هاماً في هذا الإطار، فهي إمّا تساعد في تنمية هذه القدرات الفردية أو في تعطيلها.

 

إلى ذلك، يقول رئيس تحرير سابق لمجلات أطفال فرج الظفيري، خلال حلقة النقاش، إنّ الغياب الفيزيائي للمال يجعل الطفل ينفق أكثر. لذلك، على الطفل أن يتعرّف إلى المال، فالإنفاق عبر البطاقة الائتمانية دائماً ما يكون أكثر من الإنفاق نقداً. كما يجب تعليم الطفل أنّ الأموال لا تنمو على الأشجار بل تحصَّل بالتعب والعمل والجهد.

ويضيف الظفيري أنّ من المهم جداً تعليم الطفل على الادخار عبر إعطائه مصروفاً للأسبوع كاملاً مثلاً، وإذا ما نُفذ في منتصف الأسبوع، عدم إعطائه المزيد ليعرف قيمة ما بين يديه.

 

 وأحياناً، الأطفال يخالون أنّ المال يأتي سهلاً عبر الصراف الآلي، ولا يعرفون أنّ الأهالي هم من يضعون هذه الأموال في الآلات. لذا، تعليم الطفل على المال وطبيعة المال أمر بالغ الأهمية.

 

ومن المهم جداً أيضاً، وفق الظفيري، أن يدرك الطفل فكرة التبادل بين السلعة والمال، فيما نحن الآن نعيش في زمن الدفع أونلاين، وفكرة التبادل الفيزيائي للمال يغيب مع الوقت، وهو أمر خطير، إذ إنّ على الطفل أن يعرف أنّ عليه إجراء هذه المبادلة. وإذا ما اعتاد الطفل الادخار منذ الصغر، يمكنه معرفة آلية الادخار في المصارف. فادخاره اليوم سينفعه غداً.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم