التقرير الأسبوعي لبنك "عوده": قفزة ملحوظة في أسعار أسهم "سوليدير" تحوطاً للأزمات

مع بدء المسار الشاق للتأليف الحكومي بعد تسمية الرئيس المكلّف الجديد ووسط دعوات دولية للإسراع في تشكيل حكومة "أزمة" تنتشل لبنان من حلقات انهياراته وتطلق عجلة الإصلاحات الهيكلية الملحة وتؤمن الدعم الدولي المطلوب، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تراجعاً ملحوظاً في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وقفزة لافتة في الأسعار في سوق الأسهم بينما سجلت سوق سندات اليوروبوندز طلباً أجنبياً خجولاً، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، واصل سعر صرف الليرة تحسنه مقابل الدولار في السوق السوداء هذا الأسبوع مع تجدّد الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق حول التشكيلة الحكومية. في هذا السياق، انخفض سعر صرف الدولار للأسبوع الثاني على التوالي، حيث تراوح بين 18550 ل.ل. و18600 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 20150 ل.ل.-20250 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، مراكماً تراجعات بنحو 5000 ل.ل. في غضون أسبوعين. على صعيد سوق الأسهم، قفز مؤشر الأسعار بنسبة 6.4% أسبوعياً، بدعم رئيسي من أسهم "سوليدير" والتي لامست أسعارها الـ30 دولار لأول مرة منذ آب 2008، حيث يواصل المتعاملون إضافة الأسهم العقارية إلى محافظهم لتجنب أي اقتطاع قد يطاول رساميلهم. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، ظهر بعض الطلب من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب، ما انسحب زيادات في الأسعار على طول منحنى المردود بمقدار 0.50 دولار كحد أقصى لتتراوح بين 11.50 سنتاً للدولار الواحد و12.25 سنتاً للدولار الواحد.

 

في سوق النقد: بقي معدّل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً عند 3% هذا الأسبوع مع استمرار توفّر السيولة بالليرة اللبنانية في سوق النقد، بينما بلغت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية حوالي 10% في السوق الموازية. في موازاة ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 15 تموز 2021 أن الودائع المصرفية المقيمة تقلصت بقيمة 881 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 603 مليار ليرة أسبوعياً وسط تراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 247 مليار ليرة وتقلص في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 356 مليار ليرة، بينما انخفضت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 278 مليار ليرة (أي ما يعادل 184 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.). في هذا السياق، تقلصت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (M4) بقيمة 888 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور وسط نمو خجول في حجم النقد المتداول بقيمة 34 مليار ليرة في ظل الإجراءات الصارمة المتخذة للحد من خلق النقد بالليرة حيث خفّض مصرف لبنان سقوف الليرات النقدية التي يمدّ بها المصارف شهرياً.

 

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 29 تموز 2021 اكتتابات في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة السنتين (بمردود 5.0%) وفئة العشر سنوات (بمردود 7.0%). إلى ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 15 تموز 2021 اكتتابات بقيمة 127 مليار ليرة توزعت كالتالي: 9 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و12 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) و106 مليار ليرة في فئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 65 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي قيمته 62 مليار ليرة.

 

في سوق القطع: بمعزل عن الأساسيات التي تتحكّم بالسوق السوداء ولا سيما إجراءات رفع الدعم التي بدأت تتكشف تدريجياً والتآكل المستمر في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي، عكست تسمية الرئيس المكلّف الجديد بعض الارتياح في السوق هذا الأسبوع مع تجدّد الآمال في تشكيل حكومة "مهمة" تسعف في إنقاذ لبنان من أزماته المتزاحمة وتعمل على تطبيق الإصلاحات التي طال انتظارها وتفتح الأبواب أمام دعم المجتمع الدولي. في هذا السياق، واصل سعر صرف الليرة تحسنه مقابل الدولار للأسبوع الثاني على التوالي، حيث تراوح بين 18550 ل.ل. و18600 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 20150 ل.ل.-20250 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. عليه، يكون سعر صرف الليرة قد راكم زيادات بنسبة 19% في غضون أسبوعين حيث كان تخطى مؤخراً عتبة الـ23000 ل.ل. عقب اعتذار الرئيس الحريري عن التأليف. من ناحية أخرى، عاودت منصة “Sayrafa” نشاطها داخل القطاع المصرفي، حيث اقتصر عملها على بيع الدولار للطلاب على سعر 12120 ل.ل.

 

قفز مؤشر الأسعار في سوق الأسهم بنسبة 6.4% أسبوعياً بدعم من زيادات لافتة في أسعار أسهم "سوليدير"، علماً أن الشركة أعلنت عن نتائجها المالية المدققة المستقلة للعام 2020 والتي تظهر أرباحاً صافية بلغت 20.7 مليون دولار، بينما يواصل المستثمرون إضافة الأسهم العقارية إلى محافظهم تحوطاً للأزمات. في التفاصيل، من أصل 8 أسهم تم تداولها في بورصة بيروت هذا الأسبوع، ارتفعت أسعار 6 أسهم، بينما تراجعت أسعار سهمين. وقد قادت أسهم "سوليدير ب" الأسعار صعوداً في بورصة بيروت هذا الأسبوع، حيث قفزت أسعارها بنسبة 14.4% إلى 29.74 دولار، تلتها أسهم "سوليدير أ" بنسبة +12.9% إلى 29.37 دولار، فأسهم "هولسيم لبنان" بنسبة +10.0% إلى 19.50 دولار، وأسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة +3.1% إلى 0.99 دولار، وإيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة +1.6% إلى 3.20 دولار، وأسهم "بنك عوده العادية" بنسبة +0.5% إلى 2.12 دولار. في المقابل، انخفضت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 6.2% إلى 1.97 دولار. وتراجعت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 3.9% إلى 3.20 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، استحوذت أسهم "سوليدير" على 95.3% من النشاط، تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 4.3% فالأسهم الصناعية بنسبة 0.4%.

 

شهدت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية طلباً خجولاً هذا الأسبوع من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب، ما انسحب ارتفاعاً في الأسعار على طول منحنى المردود تراوح بين 0.25 دولار و0.50 دولار. في هذا السياق، تراوحت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية بين 11.50 سنتاً للدولار الواحد و12.25 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 11.38-12.25 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. عليه، تكون سندات الدين الحكومية قد راكمت تقلصات منذ بداية العام 2021 بين 1.0 دولار و2.25 دولار على مختلف الاستحقاقات، وذلك عقب الانخفاضات الحادة في الأسعار التي سجلت في العام الماضي بعد تخلف الدولة عن سداد مستحقاتها في 9 آذار 2020.