منصة Microsoft Power Platform تساعد في الإسراع بإعمار بيروت

لا شك في أن انفجار المرفأ ترك دماراً نفسياً ومادياً كبيراً في لبنان، وتحديداً لدى الأشخاص الذين أصيبوا في مجزرة العصر. الوجع كبير والخسارة أكبر، لكن أمام هذا الواقع المرير عملت MAN enterprise على تحويل الخسارة إلى ربح، ومن هنا جاءت فكرة إقامة شراكة مع المنظمات غير الحكومية على غرار Solidarity، والعمل من أجل عودة الأشخاص إلى منازلهم قبل حلول فصل الشتاء، وبأسرع وقت ممكن. واضطلعت منصة Microsoft Power Platform من خلال تطبيقات Power Apps بدور مهم في تسهيل عملية البناء واعتماد مقاييس موحدة، أفادت منها الجهات الدائنة إذ أتاحت لها الفرصة لمعرفة كيف تُنفَق أموالها. 

وأوضح مدير عام شركة MAN Enterprise، تييري أبي نادر، أنّ "شعارنا في الشركة هو تحويل التحديات إلى إنجازات. هذا ما نفعله في زمن السلم، فكم بالأحرى في الوقت الحالي؟ فمجتمعنا بحاجة إلينا، وكذلك بيروت وعائلاتها بحاجة إلينا. يجب أن تستعيد العاصمة اللبنانية هويتها، وعلينا العمل لإعادتها إلى سابق عهدها. لذلك قررت الشركة التحرك والمساهمة في هذا المجال. وهكذا ولدت فكرة إقامة شراكة مع المنظمات غير الحكومية على غرار Solidarity، والعمل من أجل عودة الأشخاص إلى منازلهم". 

 

واضاف: "هذا كان الهدف، ومنظمة Solidarity أرادت أن تتم الأمور بطريقة شفافة وقابلة للتتبّع، في الأسبوعَين الأولين، بدأنا بإجراء بعض التقييمات على الورق، لكننا أدركنا أن حجم العمل ضخم جدًا نظرًا إلى وجود عدد كبير من الشقق المدمَّرة الموزَّعة في أنحاء العاصمة، وهذا يطرح تعقيدات وعراقيل جمة. وبرز تحدٍّ آخر من الناحية العملانية، وهو أن لكل شقّة مالكاً أو مستأجراً، وتالياً نحن نتعامل مع مالكين ومستأجرين مختلفين للشقق الموزَّعة في مختلف أنحاء بيروت، ونتعاون مع الكيانات الحكومية ومنظمة Solidarity ومع المالكين والمهندسين والجهات المتعاقِدة معنا. ولذلك لم يكن الأمر سهلًا على الإطلاق". 

 

وعن التحديات التي واجهت العاملين على المشروع، قال: "أردنا توليد جداول الكميات آليًا بدلًا من إعدادها يدويًا، وكانت هناك أنواع مختلفة من الجداول والاستمارات، فضلًا عن غياب المقاييس الموحّدة وعدم وجود أسعار محددة للوحدات، وتنوّع المفاهيم والمبادئ المعتمدة. وكل ذلك يتطلب مجهودًا كبيرًا. لذلك ارتأينا أنه يجب الاستعانة بالتكنولوجيا لترشيد هذه العملية والتخلص من العمل اليدوي الذي لا يُقدّم أي قيمة مضافة. بدايةً فكّرنا في إطلاق تطبيقات محلية عبر نظامَي "أندرويد" وiOS، نظرًا إلى أن مهندسينا يستخدمون هذه المنصات، ولكن ذلك يتطلب وقتًا، ويحتاج إلى بذل مجهود كبير لتخصيص التطبيقات كي تتناسب مع مقتضيات المشروع، وإلى الاستعانة بمطوِّرين ذوي مهارات عالية. لذلك، وبما أننا نستخدم منصة مايكروسوفت في شركتنا، فكّرنا في استخدام الأدوات التي تؤمّنها مايكروسوفت أي تطبيقات Office 365. وهكذا انطلق المشروع".

 

بدوره قال مدير مجموعة الأعمال الإقليمية في مايكروسوفت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ماهر الخيّاط: "لقد تأثّرنا جميعنا بالانفجار نفسيًا وحتى جسديًا وماديًا. وقعت خسائر في الأرواح، وعانينا جميعنا على المستوى النفسي. وقد لحقت أضرار بمكاتب مايكروسوفت في بيروت. وما زال التأثير مستمرًا حتى الآن".

 

وأضاف: "يجب استخدام التكنولوجيا على نحو فعّال ومُجدٍ لجمع المعلومات وترشيد هذه العملية وتنظيمها. لو بدأنا إعداد التطبيقات من الصفر لاستغرق الأمر أشهرًا عدة وتطلّب إنفاق مبالغ طائلة. وهنا تأتي فائدة منصة Microsoft Power Platform من خلال تطبيقات Power Apps. لا حاجة إلى مطوّرين ذوي مهارات عالية لتطوير تطبيقات جديدة، ويستطيع أعضاء فريق العمل في شركة MAN Enterprise أن يتعلموا بسهولة وفي غضون أيام معدودة كيفية إعداد التطبيقات على هذه المنصة، وكيفية تحويل المعلومات والتقييمات من الورق إلى النظام الآلي وإدراجها في بيانات الخرائط وبيانات نظام GIS، فضلاً عن العديد من المصادر الأخرى التي يمكن الاستعانة بها لوضع التقارير. تتيح لهم المنصة، إذاً، وضع جداول وتقارير يرسلونها إلى المتعاقدين والجهات التي تتولى التنفيذ على الأرض". 

 

وختم قائلاً: "هكذا تساهم المنصة في إلغاء العبء التكنولوجي في العملية برمتها. تُستخدَم التكنولوجيا هنا بمثابة أداة تمكين، ويَظهر تأثيرها من خلال القيمة التي تولّدها وتتمثّل في الحصول على المعلومات الكاملة والضرورية من أجل الشروع في عملية الترميم وإعادة الإعمار وعودة السكّان إلى منازلهم".