الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

أبرز صور 2020 توثّق لحظات تخطف الأنفاس

المصدر: "بي بي سي"
ريمون أسايان يعزف على البيانو في مبنى مدمّر.
ريمون أسايان يعزف على البيانو في مبنى مدمّر.
A+ A-
اختارت شبكة الـ"بي بي سي" 14 صورة من أروع الصور التي التُقطت خلال العام الحالي، من بينها صور توثّق سمكة قرش وهي تقفز خارج الماء وومضات البرق المصاحبة لثوران بركاني وحرائق الغابات وغيرها.
 
 
قفزة القرش الأبيض العظيم في جنوب إفريقيا في آب 2020
 
 
يُطلق على قفزة الحيتان وأسماك القرش من سطح الماء اسم "اختراق". ولا تلتقط كلمة "الاختراق" تحدي الجاذبية للفعل نفسه فحسب، بل تلتقط أيضاً خرق الجدار المائي الذي كان يقيّد الكائن ذات مرّة وهو يبدأ في الصعود عبر الهواء.
فلا عجب أن تحظى الصورة التي التقطتها كريس فالو للقرش الأبيض الكبير المعلق في ارتفاع 4.5 أمتار فوق الأمواج بالقرب من جزيرة سيل في جنوب إفريقيا في آب 2020 بانتشار وإعجاب واسعين، إذ تعتبر أعلى قفزة لأسماك القرش التي سُجلت على الإطلاق.
 
 
ثوران بركان تال في الفلبين في كانون الثاني 2020
 
 
تحدث ظاهرة البرق البركاني عندما تندلع شظايا من الرماد الدافع، بما في ذلك الزجاج والجليد والصخور، ضد بعضها البعض بقوة فوق البركان الثائر. ويعود الفضل إلى الكاتب الروماني في القرن الأول "بلينيوس الأصغر" في توثيق ظاهرة البرق البركاني بعد أن شهد ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلادي.
ولفتت الصور التي التقطت في كانون الثاني 2020 لثوران بركان تال بالقرب من مدينة مانيلا في الفلبين أنظار العالم.
 
 
احتضان زوجين في خلال التصفيق دعماً للأطباء الفرنسيين في فرنسا في آذار 2020
 
 
أعطى العناق الذي يبدو خالياً من الهموم لزوجين يرتديان أقنعة واقية من الغاز ضخمة، أمام نافذة داخل غرفة مضاءة بالمصباح في مدينة نيس في منطقة الريفييرا الفرنسية في خلال الأسابيع الأولى من الإغلاق العالمي في آذار 2020، العالم بريق الأمل وجسّد إصرار العالم على مواصلة الحياة بإيجابيّة.
 
 
أقنعة مصنوعة من ورق الملفوف في غزة نيسان 2020
 
 
علّمنا هذا الوباء العالمي دروساً عديدة أهمّها أن البشر واسعو الحيلة ولديهم القدرة على حل المشاكل بطرق مبتكرة. فعندما واجه العالم نقصاً في معدات الوقاية الشخصية في الأسابيع والأشهر الأولى من الحجر الصحي، صنعت أم في بيت لحم في غزّة لطفلتيها أقنعة واقية مصنوعة من ورق الملفوف في أثناء تحضير الطعام. ولاقت صورة الطفلتين إعجاب العالم.
 
 
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحمل الكتاب المقدس خارج كنيسة صغيرة في واشنطن العاصمة في 1 حزيران 2020
 
 
أثارت صور قليلة تم التقاطها هذا العام ردود فعل العالم. ولا توجد صورة تثير الجدل والانقسامات أكثر من صورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يرفع الكتاب المقدس، بينما كان يقف أمام كنيسة القديس يوحنا مقابل البيت الأبيض في واشنطن العاصمة.
وقبيل التقاط الصورة، اُخليت الشوارع المحيطة بالقوة من المتظاهرين السلميين الذين تجمعوا احتجاجاً على مقتل جورج فلويد.
 
 
ريموند إيسايان يعزف على البيانو في مبنى مدمر بعد انفجار المرفأ في بيروت في لبنان في آب 2020
 
 
نحت حلم الجمال السمفوني من فوضى الحياة شيء، لكن تحقيقه على أرض الواقع شيء آخر تماماً. فبعد انفجار مدمر في مرفأ بيروت في 4 آب الذي أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وإصابة آلاف آخرين، قرر الفنان والموسيقار ريمون إيسايان، الذي أصيب بارتجاج في الدماغ جراء الانفجار وبقي بلا مأوى، أن يبني من تحت الأنقاض رمزًا دائمًا للصمود البشري. وانتشرت صور إيسايان وهو جالس في مبنى محطم بعد الانفجار أمام بيانو يبدو وكأنه خيّط نفسه من شظية.
 
 
متظاهر في مسيرة خارج السفارة البيلاروسية في وارسو في بولندا في آب 2020
 
 
من السهل الإشارة إلى أن الصورة للمرأة الشابة التي تحمل نورًا عالياً في الظلام خارج السفارة البيلاروسية في وارسو في بولندا في آب 2020 تجد أقرب تشابه ثقافي لها في الشعلة المرفوعة لتمثال الحرية للنحات الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي التي أهدتها فرنسا للولايات المتحدة في العام 1886. لكن في الحقيقة، إن وضعية الفتاة المألوفة التي أظهرت تضامنًا مع أولئك الموجودين في بيلاروسيا بعد أن شككوا في شرعية الانتخابات الأخيرة من خلال رفع شعلة هاتفها الذكي يعود إلى أبعد من ذلك.
ويمكن إرجاع تلك الوضعية إلى آلاف السنين، وقد تكون مرتبطةً في البداية بإلهة الحب والعدالة والسلطة السياسية السومرية إنانا.
 
 
طاووسان يسيران في أحد شوارع روندا في إسبانيا في نيسان 2020
 
 
لعل من بين العواقب الأكثر إثارة للاهتمام للحجر الصحي العالمي هذا العام الذي فرضته الحكومات في محاولة للسيطرة على تفشّي الفيروس التاجي، تكمن في الهيمنة السريعة للمساحات البلدية من قبل المخلوقات الفضولية. وكانت صورة الطاووسين وهما يتجولان في الممرات المهجورة في مدينة روندا الإسبانية في أوائل نيسان مؤشرًا على الاستبدال المؤقت للإنسان بالحيوانات التي يكون وجودها مستحيلًا عندما يكون صخب العالم.
 
 
محتجون يسقطون تمثال إدوارد كلوستون تأييدا لحركة "حياة السود مهمة" في حزيران 2020
 
 
ماذا يفعل المجتمع عندما لا تكون التماثيل التي أقامها مصدر فخر، بل تسبب الألم بدلاً من ذلك؟ ويشبه الاحتفاظ بها كوضع الملح في الجروح. ويكون هدمها هو إنكار ماضي المرء وتجرؤ أشباحه المكبوتة على الظهور مجددًا في مكان ما على الطريق.
وواجهت دول عديدة حول العالم هذه المعضلة الصيف الماضي، حين طالب محتجون من حركة "حياة السود مهمة" في أعقاب الاحتجاجات على مقتل رجل أميركي من أصول أفريقية على يد ضابط شرطة أبيض في الولايات المتحدة بالتخلص من التماثيل والصور التي تكرم تجار العبيد ورموز الاستعمار.
 
 
لافتة قوس قزح محلية الصنع في تورين في إيطاليا في آذار 2020
 
 
بين عشية وضحاها، انتشرت لوحات لا حصر لها لأقواس القزح رسمها الأطفال بألوان الشمع والألوان الساطعة لتشع أملا نوافذ الأطفال من إيطاليا إلى كندا ومن بريطانيا إلى الولايات المتحدة في آذار 2020.
وكان الغرض منها نشر الفرح والبهجة في الشوارع المجهدة في وقت ساد فيه القلق الشديد في الأسابيع الأولى للوباء العالمي. وكان انتشار أقواس القزح في جميع أنحاء العالم يرمز إلى تغلّب الأمل على اليأس.
 
 
منحوتة لذيل حوت تنقذ قطاراً من السقوط في هولندا في تشرين الثاني 2020
 
 
في تشرين الثاني 2020، اصطدم قطار المترو بحواجز توقف في محطة دي أكيرز بالقرب من روتردام في هولندا، ولكن نجا بأعجوبة من السقوط لمسافة 10 أمتار بفضل الذيل البارز لمنحوتة حوت بلاستيكي وضعت بالصدفة.
ولولا وجود هذا العمل الفني الذي قام به المهندس المعماري مارتن سترويج في العام 2002 والذي يصور ذيلي حوتين يرفرفان إلى الأبد، لكانت العربات الأمامية من القطار سقطت على الأرض. وحظيت صور الكارثة الوشيكة التي تظهر القطار معلقاً في الهواء بانتشار واسع.
 
 
حرائق الغابات في أوروفيل في كاليفورنيا في 9 أيلول 2020
 
 
كشفت الصور التي تم التقاطها في أواخر آب وأوائل أيلول 2020 لبعض الحرائق الأكثر تدميراً في تاريخ كاليفورنيا عن مشهد عالم آخر من ضوء الشمس الخانق والهواء المحترق. وأظهرت لنا إحدى الصور التي توثق الانحدار المُقصر لجسر بيدويل بار فوق بحيرة أوروفيل في مقاطعة بوت في شمال كاليفورنيا مباشرة جحيم الفضاء إذ يبدو أن الضباب المتطاير فوق الماء يكسر وميض اللهب في المسافة وكأنّه يخلق شعلة من النار.
 
 
امرأة ترتدي قناعًا مكتوبًا عليه "لا أستطيع التنفس" في مدريد في حزيران 2020
 
 
إن الصورة الأكثر قدرة على البقاء والرسوخ في الأذهان تنطوي على معانٍ متشعبة ومتشابكة، كما هو حال صورة امرأة ترتدي قناع وجه أبيض كُتب عليها عبارة "لا أستطيع التنفس"إذ تلخص هذه العبارة اليائسة بدقة عام 2020.
فهذه العبارة هي حرفياً آخر كلمات نطقها جورج فلويد عندما كان ضابط شرطة أبيض يجثو بركبته على رقبته. وقد أصبحت هذه العبارة رمزا لليأس الخانق الذي استولى على الكثيرين بعد قرون من الاضطهاد المنهجي ضد الأقليات العرقية. ولا يبدو قناع المرأة ضد انتقال فيروس كورونا بقدر ما يبدو تعبيراً مادياً عن الإقصاء والتهميش الاجتماعي الذي عانت منه أجيال لا حصر لها.
 
 
تظاهرة بعد مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأميركية في أيار 2020
 
 
تعد بعض الأعمال الفنية متقنة إلى حد أنها تمثل مرآة عاكسة للأحداث العشوائية التي تطرأ على العالم من حولنا، منها على سبيل المثال، لوحة "الحرية تقود الشعب" للفنان أوجين ديلاكروا في عام 1830، التي جسّد فيها مفهوم الحرية في صورة امرأة ترفع ذراعها، وتقود حشداً مهيباً من الثوريين الذين يقاتلون من أجل نيل الحرية. وقد تحمل الصورة الملتقطة من أمام قسم الشرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في 28 أيار 2020 بعض سمات لوحة ديلاكروا التي تتجلى في حركات المحتجين المنددين بمقتل جورج فلويد وإيماءاتهم ووضعيات وقوفهم.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم