الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قواعد لعبة بوتين تُستخدم ضده في القوقاز؟

المصدر: "النهار"
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب).
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب).
A+ A-

حين كان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف يقول إنه لا يحق للعالم التدخل في المكان الذي تنشر فيه روسيا قواتها داخل حدودها، كان قادة آخرون يراقبون هذا التكتيك الروسي الذي تحول إلى غزو لأوكرانيا، وفقاً لما كتبه غابريال غافين في مجلة "سبكتايتور" البريطانية. تتكشف مواجهة حادة حول منطقة ناغورنو كراباخ المتنازع عليها وقد برزت مخاوف حديثة من اندلاع نزاع كامل النطاق.

حذّرت موسكو وباريس وواشنطن من أن القوات الاذرية بدأت تتقدم في الإقليم مثيرة عمليات إجلاء وتصريحات من أرمينيا بأن حملة "تطهير عرقي" قد تنطلق قريباً. وذكرت تقارير أن غارة من طائرة بلا طيار قتلت ثلاثة جنود من أرمينيا في ناغورنو كراباخ، مما زاد مخاطر اندلاع صدام عسكري مباشر.

بحسب الكاتب، تعلم الرئيس الأذري المخضرم إلهام علييف دروساً من بوتين. حين تحدث المراقبون الدوليون عن تحرك للقوات الأذرية، قالت باكو إن لجنودها الحق في التموضع في اي مكان ضمن "حدودها المعترف بها".

هذا المبدأ مكفول في القانون الدولي، لكن الأشهر القليلة الماضية أظهرت أن انتشاراً كهذا يمكن أن يصبح بسهولة مقدمة للتصعيد.

يرى غافين أن عملية بناء الحشود العسكرية وشن عمليات استفزازية لترقب أي رد محتمل قبل المضي قدماً، هي عملية كان بوتين نفسه رائداً فيها. لكنه أصبح اليوم عرضة لها وهو مضطر ليتخذ قراراً بشأن ما إذا كانت هذه التطورات مصدر قلق خطير وما إذا كان عليه تخصيص موارد إضافية للحفاظ على الوضع الراهن في القوقاز.

ما من خطوة منفردة خطيرة بما يكفي لإثارة قلق مباشر، لكنّ الصورة تبدأ بالتغير بشكل بطيء. وهذه هي ما يسمى بـ"تكتيكات (نقانق) السلامي" التي استخدمها بوتين لكسب مناطق أوكرانية ببطء منذ 2014، وتقسيمها شريحة بشريحة.

واستخدم الطرفان خدعة بوتين المفضلة: إعادة تعريف النزاع. حاول الكرملين الترويج للحرب في أوكرانيا على أنها "عملية خاصة" لحماية المواطنين الروس في دونباس من "الاعتداء" حيث تظهر سرديات مشابهة حول ناغورنو كراباخ.

تصر أرمينيا على أن المنطقة الانفصالية المعروفة أيضاً بجمهورية أرتساخ تحظى باستقلال ذاتي فعلي ونشرت قوات هناك على الرغم من كونها جزءاً من أذربيجان. من جهتها، تصف باكو السلطات المحلية بأنها "عصابات مسلحة" و"مجموعات إرهابية" مؤسسة ذريعة للتحرك من أجل "حماية حدودها". في الوقت نفسه، هي تنفي أن يكون إقليم ناغورنو كراباخ موجوداً حتى.

وبدأت أذربيجان تنعت قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم بأنها تأثير خبيث. وقالت منصة إعلامية بارزة إن موسكو "تسترت" على عدوان أرميني مزعوم وهي تسمح ليريفان بنقل القوات والمعدات العسكرية عبر ممر إنساني.

"ربما كتب بوتين كتاباً عن هذا النوع من الحروب، لكن من الواضح أن آخرين كانوا يقرأونه عن كثب" وفقاً لغافين.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم