الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"حصيلة هائلة" للإعدامات في إيران خلال العام 2023

المصدر: "أ ف ب"
الشابة مهسا أميني التي قُتلتها شرطة الأخلاق في إيران.
الشابة مهسا أميني التي قُتلتها شرطة الأخلاق في إيران.
A+ A-
نفّذت السلطات في إيران حكم الإعدام في حق 834 شخصا خلال العام 2023، في أعلى حصيلة منذ 2015، بحسب تقرير لمنظمتين غير حكوميتين نُشر الثلثاء.

وسجّل عدد أحكام الإعدام، المنفذة شنقاً في إيران، زيادة العام الماضي بحوالى 43 بالمئة مقارنة بسنة 2022.

وهي المرة الثانية فقط خلال أكثر من عقدين، يتمّ فيها إعدام أكثر من 800 شخص في الجمهورية الإسلامية، بعد تنفيذ 972 حكما بالإعدام في 2015، بحسب تقرير منظمة "حقوق الانسان في إيران" ومقرها في النروج، والتحالف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، ومقره باريس.

واتهمت المنظمتان إيران باستخدام عقوبة الإعدام كوسيلة لبثّ الخوف في الداخل في أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة من العام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وقال مدير منظمة حقوق الانسان في إيران محمود أميري مقدّم في بيان إن "زرع الخوف المجتمعي هو الوسيلة الوحيدة للنظام للتمسك بالسلطة، وعقوبة الإعدام هي أداته الأكثر أهمية".

واعتبر أميري مقدّم أن عدد الإعدامات في إيران لعام 2023 "حصيلة هائلة".

وأضاف البيان أن التقرير لا يتضمن في إحصاءاته "551 شخصًا على الأقلّ قُتلوا خلال تظاهرات أو غيرها من عمليات الإعدام خارج نطاق القانون داخل السجون وخارجها".

من جهته، قال مدير التحالف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام رافاييل شونوي-هازان، "هناك استغلال لعقوبة الإعدام في إيران من قبل النظام من أجل مكافحة الاحتجاجات".

وبحسب التقرير، نفذت السلطات القضائية الإيرانية حكم الإعدام في حق تسعة أشخاص في قضايا مرتبطة بالاعتداء على قوات الأمن خلال فترة الاحتجاجات التي امتدت بين أيلول 2022 ونهاية العام ذاته. ومن بين هؤلاء، تمّ إعدام شخصين في 2022، وستة في 2023، وشخص حتى الآن في 2024.

وسجّلت عمليات الإعدام زيادة في قضايا أخرى خصوصا المتعلقة بتجارة المخدرات، بعد تراجعها في الأعوام الماضية. وأوضح التقرير "ثمة قلق خاص بشأن التصاعد الدراماتيكي في الإعدامات المرتبطة بالمخدرات في 2023، والتي ارتفعت الى 471، بزيادة 18 ضعفا عن تلك المسجلة في 2020".

وأشار التقرير الى أن أفراد الأقليات العرقية، خصوصا البلوش في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية، يشكّلون النسبة الأكبر من الذين تمّ إعدامهم لإدانتهم في قضايا مرتبطة بتجارة المخدرات.

وأوضح أن 167 شخصا على الأقل من البلوش تمّ إعدامهم في 2023، أي ما نسبته 20 بالمئة من إجمالي عدد أحكام الإعدام المنفّذة، في حين أن أبناء هذه الأقلية لا يشكّلون سوى خمسة بالمئة من إجمالي عدد السكان في إيران.

- إعدام 83 في 2024 -
اعتبر مدير التحالف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام رافاييل شونوي-هازان أن "نقص التحرك" من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "يبعث برسالة خاطئة الى السلطات الإيرانية".

وفي حين أن غالبية أحكام الإعدام تنفّذ خلف أسوار السجن، أفاد التقرير عن سبع حالات إعدام علنية خلال 2023.

ومن بين الذين تمّ تنفيذ أحكام الإعدام بهم العام الماضي 22 امرأة، وهي الحصيلة الأعلى لدى النساء منذ عقد. وأوضح التقرير أن 15 منهنّ كنّ مدانات بتهم ارتكاب جرائم قتل، مشيرا الى أن النساء اللواتي يقمن بقتل شريك مسيء أو قريب يواجهن خطر الحكم بالإعدام.

وأشار أميري مقدّم الى أن 15 بالمئة فقط من عمليات الإعدام التي أحصت منظمته إجراءها في إيران، تمّ الإعلان عنه في وسائل الإعلام الرسمية، مشيرا الى أن المنظمة تتحقق من الاعدامات المنفّذة عبر مصادرها الخاصة.

واعتبر أن محدودية ردود الفعل الدولية على عمليات الإعدام في إيران، خصوصا في ظل تركز الاهتمام الدولي على الحرب في قطاع غزة، تشجّع السلطات الإيرانية على تنفيذ المزيد منها.

وقال إن "عدم الاتساق في ردّ فعل المجتمع الدولي على الإعدامات في إيران هو أمر مؤسف ويبعث برسالة خاطئة الى السلطات".

وأُعدم في العام 2024 حتى الآن 83 شخصًا على الأقلّ في إيران، بحسب التحالف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم