السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بالصور- ناقلة كيماويات هولنديّة بأشرعة معدنيّة كي تجري الرياح بما تشتهي... البيئة

المصدر: أ ف ب
السفينة MT Chemical Challenger التي يبلغ وزنها 16 طن الف طن، والتابعة لشركة الشحن الهولندية Chemship BV، مجهزة بأشرعة في روتردام (16 شباط 2024، أ ف ب).
السفينة MT Chemical Challenger التي يبلغ وزنها 16 طن الف طن، والتابعة لشركة الشحن الهولندية Chemship BV، مجهزة بأشرعة في روتردام (16 شباط 2024، أ ف ب).
A+ A-
في خطوة رائدة، زُوّدَت ناقلة المواد الكيماوية "إم تي كيميكال تشالنجر" أشرعة عملاقة من الألمنيوم لتمكين هذه السفينة من مخر عباب البحر بقوة الرياح رغم وزن حمولتها البالغ 16 ألف طن.

وتبحر الناقلة حاليا من هولندا إلى اسطنبول، في رحلة تجريبية لهذه التكنولوجيا الجديدة التي تكفل للقبطان توفير ما بين 10 و20 في المئة من الوقود.

وقال نيلز غروتز، الرئيس التنفيذي لشركة "كيمشيب" التي تدير أسطول سفن تتولى نقل المواد الكيماوية وخصوصاً بين الموانئ الأميركية في خليج المكسيك والبحر الأبيض المتوسط "نظراً إلى كوني بحاراً شغوفاً، أفكر منذ مدة طويلة في كيفية جعل قطاعنا أكثر مراعاةً للبيئة".

وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس الجمعة خلال حفل تدشين الأشرعة في روتردام "اليوم، نطلق أول ناقلة كيماويات تعمل بالرياح، نأمل في أن تكون مثالا لبقية العالم".

وغادرت ناقلة الكيماويات "إم تي كيميكال تشالنجر" التي تبلغ حمولتها 16 ألف طن أنتويرب الجمعة بأشرعتها الأربعة التي يبلغ ارتفاعها 16 مترا وتشبه أجنحة الطائرة.

ويأمل مالكها في جعل قطاع النقل البحري ذي البصمة الكربونية الضخمة يعتمد على طاقة الرياح بدلاً من الوقود.

وساهمت حركة النقل البحري العالمية التي تقوم على الديزل وزيوت الوقود الأخرى بنسبة 2 في المئة من انبعاثات الكربون العالمية عام 2022، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
 
أ ف ب
- القضاء على البصمة الكربونية للقطاع -
ونصّت مبادئ توجيهية جديدة أصدرتها المنظمة البحرية الدولية على ضرورة خفض انبعاثات الشحن بنسبة 40 في المئة على الأقل بحلول سنة 2030 والوصول إلى الصفر بحلول سنة 2050 التزاماً بالأهداف التي حددها اتفاق باريس للمناخ.

ورأى غروتز أن "تحقيق هذه الأهداف سيكون صعباً"، إذ أن "النقل البحري كان دائماً يتسم بالتنافسية الشديدة"، مشككاً في الربحية المباشرة لمشروعه الشراعي.

لكنه شدد على الحاجة "إلى الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون"، مضيفاً "قررنا ألاّ نبقى مكتوفين في انتظار حدوث شيء سحري".

وتوقعت شركة "كيمشيب" في بيان أن يؤدي اعتماد الأشرعة لهذه السفينة إلى "انخفاض سنوي قدره نحو 850 طناً (في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون)، أي ما يعادل انبعاثات نحو 500 سيارة سنوياً".

وولدت الفكرة قبل ثلاث سنوات عندما تعاون غروتز مع شركة "إيكونويند" الهولندية المتخصصة في بناء أنظمة الدفع بالرياح للسفن.

ويُتوقع تجهّز "كيمشيب" مستقبلاً بأشرعة عدداً آخر أيضاً من ناقلات الكيماويات التابعة لها.

وأُنجِز تركيب الأشرعة الأربعة على متن "تشالنجر" الأسبوع الفائت في ميناء روتردام.

وهي ليست أول سفينة حديثة مجهزة بأشرعة صلبة. ففي العام المنصرم، أطلقت شركة "كارجيل" البريطانية  مثلاً سفينة شحن تعمل بالرياح.

لكنّ "كيمشيب" أكّدت أن "إم تي كيميكال تشالنجر" أول ناقلة مواد كيماوية ذات أشرعة.

- إحياء طرق قديمة -
وصُممَت هذه الأشرعة المصنوعة من الألومنيوم الصلب على غرار أجنحة الطائرات، ولُحِظَ فيها نظام فتحات تهوية وثقوب لتحقيق أقصى قدر من تدفق الهواء في ظل رياح تصل سرعتها إلى 61 كيلومتراً في الساعة.

وقال المدير التجاري في شركة "إيكونويند" رينس غروت إن هذا النظام يضاعف قوة الرياح خمس مرات وينتج القوة نفسها لما يمكن أن يوفّره شراع وهمي يبلغ حجمه نحو ثلاثين متراً بثلاثين.

ولاحظ أن الأشرعة الصلبة الحديثة الموجودة على السفن الضخمة اليوم تُذكّر بعصر كان فيه الشراع الطريقة الوحيدة للإبحار.

كذلك تتيح الأشرعة مجدداً سلوك طرق بحرية مهملة منذ زمن طويل إذ لم تعد معتمدة بعد حلّ البخار والوقود محل طاقة الرياح.

ورأى غروت أن "+البحّارة+ سيضطرون إلى البحث مجدداً عن طرق الرياح، ومنها مثلاً طريق بروير" الملاحية حول رأس الرجاء الصالح التي كان أول من سلكها المستكشف الهولندي هندريك بروير عام 1611.

وقال "نحاول إيجاد طريقة إعادة إدخال الطبيعة إلى التكنولوجيا". واضاف "عدنا نشعر بالسفينة تبحر على الماء، كما في الماضي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم