الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

صِراع الجَبَابِرَة المُقبل بين بايدن وترامب: هل هو مُبارزة كبرى بين أميركتَيْن؟ وأيّ أميركا لعالم اليوم؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
بايدن وترامب.
بايدن وترامب.
A+ A-
المحامي كارول سابا"قد لا نعلم بالتأكيد، باليَقين المُثبَت، مَن هُوَ المُنتَصِر في انتخابات هَذه السَنة. لكنّ هويَّة الخاسِر مَعروفة بلا شك، وهي الثقة التي توليها الأمة الاميركيَّة للقاضي المُنَزَّه كحارس لدولة القانون". نحن في سنة 2000. في عمق أزمَة انتخابات الرئاسة الأميركيّة بين آل غور وجورج دبليو بوش، أزمة احتساب الأصوات في فلوريدا، التي دامت أسابيع وأظهرت ثغرات مُهِمَّة في النظام الانتخابي الأميركي. الكلمات أعلاه دَوَّنَها القاضي جون بول ستيفنز، عضو المَحكمة العليا الاميركية، في ذيل القرار الذي اتخذتهُ المَحكمة العليا لِحَسْمِ الأزمة حينذاك لمصلحة بوش، وأمست مَرجعاً في الدراسات الدستورية الأميركية. فقرار المحكمة العليا الذي اتُّخذ بأكثرية خمسة أصوات، كان مَحَطّ انتقادات قانونية كبيرة، من القضاة الأربعة الذين سجَّلوا رأيهم القانوني المُخالف على مَتن القرار، ومن غالبية رجال القانون في اميركا.ومُنذ ذلك الحين، تتراكم الازمات الانتخابيَّة. وفي كل مرة تتوالى المُراجعات القانونيّة امام المَحاكِم، وتَحْبُس أميركا أنفاسَها، كَمَا العالم أجمَع، لِكيلا يَحصل الانفجار. المُدهِش ان الولايات المُتَّحِدة تَظهَر في كل هذه الأزمات، وكأنها بلد التناقُضات بامتياز، كونها في الوقت نفسه مَعقل التطوَّر والعَقلانيَّة في مَيادين كثيرة، ومَعقل نظام انتخابي مَوروث وقديم. وتظهر أيضا كمَعقل للقوانين الوَضعية واحترام العقل القانوني والحُقوق الإنسانيّة، ومَعقل لتسييسِها ولَيّ ذراعها لمصلحة المَصالح السِياسيّة. فالأزمة المؤسساتية الأميركية المُزمِنة تتفاقم انتخابات تلو الأخرى، مما يَضرب تدريجا صدقية النظام السياسي وتتآكل بسببها مَشروعيَّته، فيُنَمِّي الاحتِقانات بين الأحزاب ومناصريها، ويَجعلها تنفجر أكثر فأكثر في الشارع كما حصل في 6 كانون الثاني 2021. هذا الخطر يتعاظم اليوم بالأخص، بسبب التراكمات، ولكن أيضا بسبب مِحوَرِيَّة "ظاهِرة ترامب"، الذي يُعتبر "الأوتسايدر" الشعبوي، الذي يتكلم لغة الشعب، لا لغة السياسيين المُلتوية، الآتي كالصقر الكاسِح مِن خارج العُلبَة واللُّعبَة السياسية ومن خارج...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم