الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رحلة باتريس لومومبا عبر الكونغو الديموقراطية تنتهي في كينشاسا

المصدر: "النهار"
من رحلة نعش باتريس لومومبا (أ ف ب).
من رحلة نعش باتريس لومومبا (أ ف ب).
A+ A-
انتهت أمس الخميس في كينشاسا رحلة استمرت تسعة أيام وشملت أبرز المحطات التي شهدت وقائع من حياة باتريس لومومبا في جمهورية الكونغو الديموقراطية، بدفن نعشه في الذكرى الثانية والستين لاستقلال البلاد.

على الطريق الذي يحمل اسمه ويؤدي إلى مطار كينشاسا الدولي، في "دوار ليميتي" يطل تمثال مهيب للومومبا على ضريح من الزجاج والخرسانة سيحفظ فيه ما تبقى من رفات شهيد الاستقلال: ضرس.

وانشغل عمال كونغوليون وصينيون الأربعاء بتنظيف الرصيف أو ري العشب المزروع حديثاً هناك. في مكان أبعد أقيمت منصة بألوان العلم الكونغولي. وتحدث الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في هذا الموقع.

وفي قاعة أعدت في الجوار، عند سفح دوار البرج الذي يرمز إلى مدينة كينشاسا أعاد نحو عشرين فناناً كونغوليا على طريقتهم الخاصة، عرض حياة ورؤية بطل الاستقلال الإفريقي وتراثه السياسي.

وقال منظم المعرض فرانك ديكي سونغيليه إن "هناك علاقة روحية بين لومومبا والأجداد والعالم"، موضحاً مضمون لوحة رسم فيها الأجداد عند أقدام لومومبا وهم يتحدثون بمكبرات للصوت، بينما يحمل هو ديكا رمز اليقظة، وينظر إلى السماء.

وأوضح الفنان أمام لوحة أخرى أن "لومومبا حمل عبء مطالبات ومعاناة السكان الكونغوليين حيال بلجيكا. ظل الطريق وعراً لكنه عرف كيف يقود الناس إلى الاستقلال".

وتابع أن لومومبا "تعب ليقوم بمهمته من أجل الكونغو ولسوء الحظ، سُفك دمه أيضًا".

قال مؤرخون إن خطابه القاسي ضد عنصرية المستعمرين البلجيكيين هو الذي جعله أسطورة في 30 حزيران 1960 يوم الإعلان الرسمي لاستقلال الكونغو البلجيكية السابقة.

وهذا الخطاب حسم أيضاً مصير هذا القومي الذي اعتبره منتقدوه شيوعياً. وبعد 75 يوما فقط، تم تحييد أول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو الديموقراطية ، ثم اغتيل بعد بضعة أشهر وهو في الخامسة والثلاثين من العمر.

وفي كينشاسا الأربعاء تم نقل النعش إلى الغرفة التي ألقى فيها لومومبا خطابه الشهير في قصر الأمة مقر البرلمان في ذلك الوقت.

وفي هذه المناسبة، قام الرئيس فيليكس تشيسكيدي بمنح أوسمة لرفيقي باتريس لومومبا في محنته جوزي أوكيتو نائب رئيس مجلس الشيوخ وموريس مبولو وزير التربية والتعليم حينذاك، اللذين قتلا في الظروف نفسها التي اغتيل فيها في 17 كانون الثاني 1961 في شيلاتيمبو في كاتانغا العليا (جنوب شرق)، بأيدي انفصاليين في الإقليم ومرتزقة بلجيكيين.
بعد ذلك وضع النعش ليلاً قبل دفنه، في مكتب رئيس الوزراء.

وحضر هذه المناسبة خمسة رؤساء ووزراء سابقون إلى جانب رئيس الحكومة الحالي جان ميشال سما لوكوندي.

وقال رئيس الوزراء في 1987-1988، في عهد الرئيس موبوتو سيسي سيكو، إيفاريست مابي إن "شخصية باتريس لومومبا أول رمز للتلاحم الوطني، تعالت على الخلافات السياسية".
وأضاف أن باتريس لومومبا "يبقى تجسيدا للنضال الناجح من أجل تحرير الشعب".

وبعد إعادة الضرس رسمياً إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية في 20 حزيران الجاري، وصل نعش لومومبا في 22 من الشهر نفسه إلى الكونغو وتم نقله إلى سانكورو (وسط) مسقط رأسه في كيسانغاني (شمال شرق) معقله السياسي ثم إلى مكان مقتله.

وبعد دفن النعش، سينتهي الحداد الوطني الذي بدأ الاثنين الماضي خلال رحلته إلى كينشاسا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم