الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

انتخابات تشريعية مبكرة في البرتغال تحمل مخاطر لرئيس الوزراء الاشتراكي

المصدر: "أ ف ب"
لافتة ضمن الحملات الانتخابية في لشبونة (أ ف ب).
لافتة ضمن الحملات الانتخابية في لشبونة (أ ف ب).
A+ A-
تشهد البرتغال، الأحد، انتخابات تشريعية مبكرة محفوفة بالمخاطر ستحسم مسألة بقاء رئيس الوزراء الاشتراكي أنطونيو كوستا في السلطة في ظل تقدمه بفارق ضئيل على اليمين، مع ترقب اختراق لليمين المتطرف.

ويؤكد كوستا (60 عاما) الذي وصل الى السلطة عام 2015، أنه "طوى صفحة التقشف" في الميزانية الذي فرضه اليمين، بفضل تحالف تاريخي أقامه مع تشكيلي اليسار المتطرف، كتلة اليسار وائتلاف الشيوعيين والخضر.

لكن فيما كانت حكومته الأقلية تعمل على "طي صفحة الوباء" أيضا بفضل حملة تلقيح قياسية وتسلم أموال أوروبية في إطار خطة الإنعاش ما بعد كوفيد، رفض حليفاه مشروع ميزانيته للعام 2022، ما استدعى الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

وعند تحديد موعد الانتخابات قبل ثلاثة أشهر، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم الحزب الاشتراكي بزعامة كوستا بـ13 نقطة على أبرز تشكيلات المعارضة، الحزب الاجتماعي الديموقراطي (يمين).

لكن هذا التقدم تراجع الآن وأظهرت استطلاعات اخيرة أن الحزب الاشتراكي يحظى بـ35 أو 36% من نيات التصويت، مقابل 33% للحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة رئيس بلدية بورتو السابق روي ريو الذي اعرب عن "ارتياحه" بعد ان ادلى بصوته في هذه المدينة الواقعة شمال البلاد. 

- التصويت "بأمان" -
وإزاء هذا الهامش الضيق جدا، تحفظت معاهد استطلاعات الرأي عن إصدار توقعات مكتفية بالإعلان عن "تعادل تقني". ولكن عند  الساعة 20,00 بتوقيت غرينتش، عندما تُغلق مراكز الاقتراع في جزر الأزور، ستصدر القنوات التلفزيونية الوطنية أول التوقعات.

الأحد، قال كوستا الذي صوت نهاية الأسبوع الماضي على غرار نحو 300 ألف ناخب في اقتراع مسبق تم تنظيمه بسبب الأزمة الصحية "آمل أن يشعر الجميع بالأمان للذهاب للتصويت".

ومع تدابير حجر صحي تشمل 10% من البرتغاليين، فإن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الثالثة التي تجري في ظل تفشي وباء كوفيد-19، تشكل عاملا إضافيا يزيد من عدم اليقين. وحتى ظهر الاحد، بلغت نحو 23,27 بالمئة مقابل 18,83 بالمئة في التوقيت نفسه خلال الانتخابات التشريعية لعام 2019.

وقال دوارتي رابوسو (33  عاما) وهو مسؤول في شركة عند مغادرته مركزا للاقتراع في ألمادا الضاحية الجنوبية للشبونة "أردت التصويت في وقت مبكر صباحا لضمان سلامتي، لأن هناك عددا أقل من الناس".

وأوضحت خبيرة السياسة مارينا كوستا لوبو أنه رغم "بعض خيبة الأمل" تجاه الحزب الاشتراكي، يرى معظم الناخبين أن كوستا "يتمتع بالكفاءة والخبرة للحكم" أكثر من ريو، الخبير الاقتصادي البالغ 64 عاما والذي يقدر البرتغاليون "صراحته وصدقه".

- مستقبل غير مستقر -
وأيا تكن نتيجة الانتخابات، يبدو مستقبل البرتغال السياسي "غير مستقر" برأي المحلل أنتونيو كوستا بينتو الباحث في معهد العلوم الاجتماعية في جامعة لشبونة.

وقال إن "قابلية حكومة سواء من الحزب الاشتراكي أو من الحزب الاشتراكي الديموقراطي للاستمرار"، ولا سيما قدرتها على إقرار ميزانية إنعاش اقتصادي بشكل سريع، "ستتوقف على امتناع (الحزب الكبير) الآخر".

ونبه الى أنه سيكون من "الصعب" على الأحزاب المعتدلة سواء من اليسار أو اليمين التفاوض للحصول على دعم التشكيلات من أقصى الطرفين في برلمان مشرذم أكثر، قد يصبح فيه حزب "شيغا" (كفى) من أقصى اليمين بقيادة أندري فينتورا القوة السياسية الثالثة مع توقع حصوله على 6% من الأصوات.

وفي حال احتفظ كوستا بمنصبه، قد يسعى لإعادة بناء اتحاد اليسار رغم فشل المفاوضات الأخيرة حول الميزانية، الناتج بنظره من "انعدام حس المسؤولية" لدى حليفيه السابقين اللذين كانا يطالبان بمزيد من الجهود لتعزيز القدرة الشرائية والخدمات العامة.

وفي حال فوز ريو، سيضطر على الأرجح إلى التحالف مع الليبراليين الذين يأملون على غرار شيغا في ترسيخ التقدم الكبير الذي تتوقعه لهم استطلاعات الرأي.

لكن من المتوقع أن يتمكن الليبراليون الذين يشغلون مقعدا واحدا في البرلمان المنتهية ولايته، من التفاهم مع ريو بسهولة أكبر من شيغا.

ومع خطابه المناهض لمؤسسات الحكم، يبدو فينتورا بمثابة شريك محتمل في غاية التقلّب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم