الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

محادثات التغير المناخي ومعضلة حضور شركات الوقود الأحفوري

المصدر: "النهار"
مؤتمر تغير المناخ في مصر عام 2022.
مؤتمر تغير المناخ في مصر عام 2022.
A+ A-
حضر ممثلو صناعة الوقود الأحفوري محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ما لا يقلّ عن 7200 مرة على مدى العقدين الماضيين، وفقاً لبحث أصدره يوم الثلثاء منظمات بيئية عالمية.

وأصدر تحالف "Kick Big Polluters Outتقريراً من خلال تمشيط القائمة الرسمية للمندوبين، التي تشمل الحاضرين من الحكومات وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية ووسائل الإعلام، فصنّفت ممثلين لصناعة الوقود الأحفوري على أساس انتمائهم أو مشاركتهم في شركة وقود أحفوري أو جمعية تجارية.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، شدّد التقرير على تعزيز حضور قطاع الوقود الأحفوري في مؤتمرات القمة حول أزمة المناخ، بالرغم من مساهمته في مفاقمة الوضع.

ويأتي ذلك قبل أقلّ من أسبوعين من استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتولّى رئيس شركة النفط المملوكة للدولة منصب رئيس تجمّع دبي.

وتؤكد العديد من شركات النفط والغاز أنها بحاجة إلى المشاركة في هذه المحادثات إن أرادت المساعدة في تطوير حلول لتغيّر المناخ، مشيرةً إلى استثماراتها في الطاقة النظيفة. لكن نشطاء المناخ وبعض الديمقراطيين يقولون إن شركات الوقود الأحفوري كان لها تأثير سلبيّ في مؤتمرات القمة السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة، والمعروفة باسم مؤتمر "كوب"، ووقفت في طريق الحلول.

وقال السيناتور شيلدون وايتهاوس (ديمقراطي من ولاية رود آيلاند) وأحد أشرس المدافعين عن المناخ في الكابيتول إنّ "وجود الشركات في المؤتمرات مشكلة طويلة الأمد، وأعتقد أن قيادة مؤتمر وحضور العديد من مصالح الوقود الأحفوري والمجموعات الأمامية سيقلّل من نجاحه".
 
ومن بين شركات النفط والغاز الكبرى، أرسلت شركة "شل" أكبر عدد من الموظفين إلى المحادثات، وحصلت على 115 موافقة على الأقل من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ منذ عام 2003، وفقاً للتقرير.
وكان ديفيد هون، كبير مستشاري شركة "شل" لتغير المناخ، قد تفاخر سابقاً بأن شركة النفط العملاقة ساعدت في كتابة اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.

ووجد تقرير "Kick Big Polluters Out" أن موظفي شركات الوقود الأحفوري حول العالم حضروا المفاوضات 945 مرة على الأقل منذ عام 2003.
 
من جهتها، أرسلت شركة النفط الإيطالية الكبرى "إيني" موظفين إلى المحادثات 104 مرات على الأقل، تليها شركة إنتاج النفط المملوكة للدولة البرازيلية "بتروبراس" 68 مرّة، وشركة البترول الكويتية 58 مرة، وشركة "بريتيش بتروليوم" 56 مرّة.

وقال الباحثون إن ممثلي جمعيات تجارة الوقود الأحفوري حضروا مؤتمر "كوب" 6581 مرة على الأقل. وقد تلقت الرابطة الدولية لتجارة الانبعاثات (IETA)، التي تضم في عضويتها شركات" بريتيش بتروليوم" و"شيفرون" و"إكسون موبيل"، ما لا يقل عن 2769 تصريحاً.

ولفتت منظمة "Kick Big Polluters Out" في بيان صحافي إلى أن كل هذه الأرقام قد تكون "أقل من العدد الكبير". وذلك لأن الأمم المتحدة لم تطلب تاريخياً من المندوبين الكشف عن انتمائهم لشركة وقود أحفوري أو مجموعة تجارية، لذا فإنّ أيّ إعلان كان طوعيّاً.

من جهة أخرى، غيّر مسؤولو الأمم المتحدة مسارهم في حزيران، معلنين أنه للمرة الأولى سيحتاج ممثلو الصناعات الملوثة إلى تعريف أنفسهم بهذه الصفة عند التسجيل لحضور قمة دبي المعروفة باسم "كوب28". وجاء القرار بعد سنوات من الضغط من المنظمات البيئية.

وقالت برينا تو بيرز، المنسقة الرئيسية لشبكة البيئة الأصلية، وهي عضو في المنظمة "هذا العام يجب على أي مندوب أن يعلن انتماءه"، مضيفةً أنّ "ممثلي الوقود الأحفوري الذين كشفوا عن أنفسهم، والذين يبلغ عددهم 7200 ليسوا سوى قمة جبل الجليد، وهذا يعني أنه يوجد عدد أكبر بكثير من جماعات ضغط الوقود الأحفوري التي لم يتم الكشف عنها".
 
وتعقيباً على سؤال للتعليق على تقرير المنظمة البيئية، أكّد كيرتس سميث، المتحدث باسم شركة "شل" أنّ "في كل عام، يحضر عدد صغير من الشركة المؤتمر لجمع الأفكار وآخر تطورات السياسة، والتواصل مع أصحاب المصلحة وتعزيز التعاون، ويحضرون كمراقبين"، مضيفاً أنّ "الشركة تهدف إلى تطبيق الأعمال التجارية بطريقة واضحة ومنفتحة، وذلك بغية تعزيز الشفافية في جميع أنحاء صناعتنا. وهذا يشمل مؤتمر "كوب".

ويعتمد تقرير  "Kick Big Polluters Out" يوم الثلثاء على النتائج السابقة حول حضور صناعة الوقود الأحفوري في مؤتمر "كوب". وأرسل هذا القطاع مندوبين أكثر من أي دولة أخرى إلى محادثات 2021 في جلاسكو، اسكتلندا.

وقد قام ما لا يقل عن 636 ممثلاً عن القطاع بالتسجيل لحضور محادثات 2022 في شرم الشيخ، مصر. وقد أدى ذلك إلى تضاؤل عدد المندوبين من أي دولة باستثناء الإمارات العربية المتحدة.

ولا يقتصر وجود الصناعة على محادثات المناخ. وسُجلت مجموعة 143 من جماعات "اللوبي" في مجال الوقود الأحفوري والصناعات الكيماوية لحضور المفاوضات في نيروبي الأسبوع الماضي حول معاهدة عالمية للحد من التلوث البلاستيكي، وفقًا لمركز القانون البيئي الدولي.

وانتهت المفاوضات يوم الأحد دون إحراز تقدم بغية التوصل إلى معاهدة ملزمة قانونياً بشأن التخلص التدريجي من إنتاج المواد البلاستيكية، ومعظمها مصنوع من مواد كيميائية مشتقة من الوقود الأحفوري.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم