الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قرغيزستان انتخبت برلماناً جديداً في أجواء من التوتر

المصدر: أ ف ب
فرز للأصوات في قرية غورنايا ماييفكا خارج بيشكيك (28 ت2 2021، أ ف ب).
فرز للأصوات في قرية غورنايا ماييفكا خارج بيشكيك (28 ت2 2021، أ ف ب).
A+ A-
انتخبت قرغيزستان برلمانا جديدا، الأحد، في ظل مناخ متوتر، بعد إعلان السلطات إحباط انقلاب، ما أثار مخاوف من حدوث مزيد من الاضطرابات في هذا البلد الفقير وغير المستقر في آسيا الوسطى. 

منذ استقلالها عام 1991، كانت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة على حدود كازاخستان والصين، شاهدة على مغادرة ثلاثة من قادتها مناصبهم بعد احتجاجات عنيفة في 2005 و2010 و2020.

وأظهرت نتائج شبه نهائية دخول ستة أحزاب إلى البرلمان، من المتوقع أن يكون معظمها مواليا لحكومة الرئيس صدير جاباروف.

ويتمتع جاباروف الذي وصل إلى السلطة بعد اشتباكات أعقبت الانتخابات التشريعية في تشرين الأول 2020، بدعم شعبي كبير يُفترض أن يجعل من البرلمان المقبل مؤيدا له. 

لكنّ منتقدي الرئيس ينددون بميوله الاستبدادية التي تمثلت باعتقال عدد كبير من منافسيه، وبإصلاح عزّز صلاحياته على حساب النواب.

وشارك الأحد 21 حزبا ومئات المرشحين في التصويت لتقاسم تسعين مقعدا في البرلمان. 

وأدلى الرئيس جاباروف بصوته في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة بشكيك حسبما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.

يبدو أن حزب "أتا جورت قرغيزستان" (الوطن قرغيزستان) الموالي للحكومة يتصدر النتائج بأكثر من 16 في المئة من الأصوات بعد فرز أكثر من 90 في المئة من البطاقات.

وتجاوز حزب معارض واحد على الأقل عتبة الخمسة بالمئة من الأصوات الضرورية لدخول البرلمان.

وأفادت لجنة الانتخابات المركزية بمشاركة 32 في المئة من الناخبين في الاقتراع.

وقال عضو اللجنة تينشتيك شيخنازاروف في إفادة صحافية إن الإقبال المنخفض يمكن تفسيره بأن شراء الأصوات صار أقل مما كان العام الماضي.

وأضاف أن مواطني قرغيزستان ربما "سئموا" التصويت بعد الانتخابات الرئاسية في بداية العام والاستفتاء الدستوري في نيسان.

وإذا كانت الانتخابات في قرغيزستان تُعتبر أكثر تنافسية مقارنة بدول المنطقة التي تهيمن عليها أنظمة استبدادية، فإن التصويت الأحد لم يثر سوى قليل من الحماسة، بحسب ما قال عدد سكان في قيرغيزستان أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم في العاصمة بيشكيك.

- مخاوف من حصول اضطرابات -
 قال دانيال زاميربيكوف (18 عاما) إنه سيصوت لحزب إصلاحي صغير. لكنه خشي أن يكون الإقبال ضعيفا وأن تستفيد من ذلك الأحزاب الغنية التي يمكنها حشد عدد كبير من الناخبين.

وقال نور الدين شوروكوف (35 عاما) العامل في مجال الصيانة، إن الانتخابات "سيفوز بها الأشخاص أنفسهم الموجودون هنا منذ 30 عاما ولم يأتوا بأي شيء للبلاد"، موضحا أنه لن يصوّت.

وشكلت انتخابات الأحد اختبارا لاستقرار البلاد المعروفة بأزماتها السياسية بقدر ما تشتهر بمناظرها الجبلية وتقاليدها البدوية. 

وأعلنت اللجنة الوطنية للأمن القومي الجمعة اعتقال 15 شخصا، بينهم نواب، بتهمة التخطيط لانقلاب. ولم تذكر السلطات أسماء المشتبه بهم. وبحسب اللجنة، أراد هؤلاء أن يدفعوا "بألف شاب عدواني" إلى التظاهر من أجل زرع الفوضى بعد انتخابات الأحد. 

ويُذكّر هذا السيناريو باضطرابات تشرين الأول 2020، عندما أعقبت الانتخابات التشريعية اشتباكات في بشكيك بين الشرطة ومتظاهرين ينددون بحصول تزوير لصالح الرئيس آنذاك، سورونباي جينبيكوف.

وأُلغيت نتائج التصويت في نهاية المطاف وأجبر جينبيكوف على الاستقالة. 

- اقتراع نزيه أمام العالم -
بعدما أطلق متظاهرون سراحه من السجن، انتُخِب صدير جاباروف رئيسًا للبلاد في كانون الثاني 2021.

لكنّ جاباروف (52 عاما) عزّز بعد ذلك سلطاته. ففي نيسان/أبريل، تمكّن عبر  استفتاء دستوري، من إلغاء الولاية الرئاسيّة الواحدة.

وقد وعد جاباروف "بأن يُظهر للعالم" أنّ قرغيزستان يمكنها إجراء انتخابات نزيهة، رغم أنّ الكثير من المرشّحين يقولون إنهم تعرّضوا لضغوط. 

وأشاد جاباروف في خطاب نُشر بعد انتهاء التصويت الأحد، بالانتخابات باعتبارها تمثل "إرادة شعبنا، وفق دستور البلاد والأعراف الدولية".

دوليا، يتوجب على الحكومة التي تعتمد إلى حد كبير على المساعدات الخارجية، أن تكسب ثقة موسكو حليفتها التقليدية، وكذلك ثقة الغرب الذي انتقد تعزيز سلطات جاباروف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم