الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

المجر تفتح أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين

المصدر: "أ ف ب"
عائلة أوكرانية تمشي باتجاه معبر ميديكا-شاهيني الحدودي بين أوكرانيا وبولندا (أ ف ب).
عائلة أوكرانية تمشي باتجاه معبر ميديكا-شاهيني الحدودي بين أوكرانيا وبولندا (أ ف ب).
A+ A-
توجّه مجريون إلى الحدود مع أوكرانيا في عطلة نهاية الأسبوع لمساندة اللاجئين الذين دفعهم الغزو الروسي إلى مغادرة بلادهم، حاملين أطباق الغولاش الساخن أو ليعرضوا استضافتهم أو لمجرد الإعراب عن مواساتهم.

حتى رئيس الوزراء فيكتور أوربان المعروف بسياسته المناهضة للهجرة، توجه إلى الحدود وخفف من القواعد الصارمة للجوء في البلاد.

قال يانوس مولنار إنه "واجب أخلاقي"، بينما كان يقف عند معبر تيزابيتش الحدودي حاملا لافتة كُتب عليها باللغة الأوكرانية لتقديم المأوى "لأولئك الذين عايشوا الجحيم".

وقال مولنار البالغ من العمر 50 عاماً لوكالة "فرانس برس": "لدي ثلاث غرف فارغة في المنزل".

ولم يطل انتظاره. سيستضيف مجموعة من الأوكرانيين قدمت من المناطق المنكوبة في شرق البلاد، معربة عن امتنانها لهذه المساعدة بعد رحلة طويلة وشاقة بالقطار.

وفي بلدة حدودية أخرى، يقول جاكوب سونتر شيرغبا، القادم من خاركيف، "كانت الرحلة مروعة" من ثاني مدن أوكرانيا حيث احتدم القتال.

ويضيف هذا النيجيري البالغ من العمر 39 عامًا الذي اصطحب زوجته الأوكرانية وابنتهما البالغة من العمر عامًا واحدًا "سنذهب إلى أي بلد يرغب في استقبالنا".

"إنسانية" 
دخل أكثر من 70 ألف شخص المجر منذ بدء الهجوم الروسي، بحسب الشرطة.

سرعان ما تحرّك المواطنون وكذلك الجمعيات الخيرية ورؤساء بلديات المدن المعنية.

ولا يقوى زولتان هافاسي، وهو عامل توصيل طلبات بالدراجة وأسّس جمعية "مافيا دراجة بودابست"، على تصديق ما يحدث.

يقول المتطوع البالغ من العمر 46 عامًا "لقد أطلقنا دعوة للتبرعات". في غضون ساعات، أحضر آلاف المجريين الأغذية المعلبة والفرشات والحاجيات الأساسية. وأضاف: "أرادوا حقًا المساعدة، وليس فقط إرسال الأموال".

قام وزميل له بتحميل الأغراض في شاحنة وتوجهوا إلى زاهوني، وهو من المعابر التي يدخل منها اللاجئون إلى البلاد.

وتوجه أتيلا أسزودي، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 44 عامًا، بسيارته على الفور عندما قرأ الإعلان على الإنترنت لتقديم المساعدة.

وقال: "الأمر يتعلق بالتعبير عن الإنسانية، تذكرنا هذه الحرب أنه يمكننا جميعًا أن نجد أنفسنا لاجئين بين ليلة وضحاها". وأكّد قبل أن يغادر إلى العاصمة برفقة أوكرانيين "سأعود غدا إذا لزم الأمر".

يشارك رئيس بلدية المدينة أيضًا في الجهد الجماعي: فقد حوّل المركز الثقافي إلى مأوى مؤقت ووضع 300 سرير في القاعات التي تستضيف عادة الحفلات الموسيقية والمعارض.

"صديق في المجر" 
يعيد هذا الحماس إلى الذاكرة تعبئة المجريين عندما توافد مهاجرون من الشرق الأوسط وأفريقيا في عام 2015.

حينها بقي البعض عالقين لأسابيع في إحدى محطات القطار في بودابست، واقتاتوا بفضل مساعدة المنظمات الإنسانية.

فيكتور أوربان الذي يقدّم نفسه على أنه الحصن الأول في أوروبا ضدّ "الغزو الإسلامي"، أقام بعد ذلك سياجًا من الأسلاك الشائكة على الحدود مع صربيا وكرواتيا.

لكنه فتح الآن أبواب بلاده على مصراعيها وأظهر "اتحاده" مع بروكسيل التي كثيراً ما اختلف معها حول قضية الهجرة هذه.

وهكذا قرّرت الحكومة منح حماية مؤقتة للوافدين الجدد، على خلاف المهاجرين الآخرين الذين يتعين عليهم تقديم طلباتهم في "مناطق العبور".

ووعد رئيس الوزراء بأن "كل الهاربين من أوكرانيا سيجدون صديقاً لهم في المجر".
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم