الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

خبراء يستبعدون تأثّر نموذج "فاغنر" في أفريقيا برحيل بريغوجين

المصدر: أ ف ب
رجل يضع زهورا عند صورتين لبريغوجين وأوتكين في موسكو (24 آب 2023، أ ف ب).
رجل يضع زهورا عند صورتين لبريغوجين وأوتكين في موسكو (24 آب 2023، أ ف ب).
A+ A-
رغم مقتل قائد مجموعة المرتزقة الروسية يفغيني بريغوجين، ترى موسكو أن مصلحتها تقتضي مواصلة فاغنر أنشطتها في أفريقيا، وفق ما أفاد خبراء فرانس برس.

توكل روسيا أنشطتها في أفريقيا إلى فاغنر منذ العام 2014.

وعلى الصعيد الأمني، تم نشر مقاتلي فاغنر إلى جانب قوات الجيوش الوطنية في كل من ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي.

على الصعيد السياسي، نفّذت المجموعة حملات تضليل وأخرى لزعزعة الاستقرار. وأما تجاريا، فتستغل فاغنر الموارد الطبيعية في بلدان أفريقية عدة.

يشير محللون إلى أن لا مصلحة للكرملين في وضع حد لهذه الأنشطة.

كان آخر ظهور لبريغوجين أمام عدسات الكاميرات في تسجيل مصوّر بُثّ الاثنين بدا فيه مرتديا بزّة مموّهة ويحمل بندقية هجومية فيما قال إنه في أفريقيا حيث ينشط في سبيل عظمة روسيا.

وكان ذلك أول ظهور مصوّر بالفيديو له منذ قاد تمرّدا سرعان ما انتهي ضد الكرملين في حزيران.

وحتى قبل التقارير عن وفاته، كان المحللون ينظرون في التداعيات المحتملة للتمرّد.

- خلافة "دقيقة" -
تؤكد المسؤولة عن أفريقيا لدى "المجلس الأطلسي" للأبحاث راما ياد لفرانس برس أنه بفاغنر أو بدونها "ترغب روسيا في المحافظة على مصالحها التجارية والأمنية في أفريقيا... إنه هدف أساسي".

يملك الكرملين أدوات نفوذ أخرى في القارة الأفريقية التي تعد في قلب معركة استراتيجية تخوضها قوى العالم.

تشمل هذه الأدوات سفارات واستثمارات خاصة وشركات مملوكة لروسيا، من قنوات تلفزيونية وصولا إلى كنائس أرثوذكسية.

ساعد ذلك في دعم نجاحات فاغنر في أفريقيا، بحسب الخبيرة في فاغنر ومؤلفة كتاب مرتقب عن مجموعة المرتزقة لو أوزبورن. 

بدوره، قال السياسي المعارض من جمهورية أفريقيا الوسطى جوزيف بندونغا إن "فاغنر أداة للاستعمار الجديد الروسي، ولا يوجد سبب يدفعها للتوقف".

لكن مهمة السيطرة على منظمة بريغوجين المعقّدة لن تكون سهلة.

وقال المحلل في "معهد هادسن" بيتر راف إن "لا نية لدى الكرملين للتخلي عن مواقع بريغوجين في أفريقيا... لكن نقل هذه العمليات من بريغوجين إلى خليفة له سيكون مسألة دقيقة".  

- صعوبة استبداله -
أشار "مركز صوفان" للأبحاث الذي يتّخذ من نيويورك مقرا إلى أنه "كما أقرّ الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه مؤخرا، فإن حتى الكرملين لا يمكنه حقّا فهم النظام المعقّد الذي أداره يفغيني بريغوجين".

وأشار الباحث المستقل جون لينشر الذي يؤلّف كتابا عن المجموعة إلى نقطة مشابهة.

وقال إن "استبدال عناصر فاغنر في أفريقيا سيتطلب إيجاد عناصر جدد لديهم شبكات الاتصال والخبرة اللازمة لمواصلة العمليات... إنه أمر غير مرجّح".

على سبيل المثال، ازداد نفوذ فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى بشكل ثابت منذ وصلت إليها عام 2017، إلى حد أنّها نظّمت استفتاء في تموز على إعادة صياغة دستور البلاد.

وقال ليشنر "يمكن أن تبقى يعض الشخصيات الرئيسية التي تمثّل فاغنر... في مواقعها، لأسباب لعل أبرزها شبكة اتصالاتها والمعرفة المؤسساتية التي تؤدي إلى تواصل العمليات في جمهورية أفريقيا الوسطى".

لكن مقتل بريغوجين يترك منصبا رئيسيا شاغرًا من الصعب ملؤه، بحسب محللين.

وقال الصحافي الاستقصائي الروسي دينس كوروتكوف "ستكون هناك بالتأكيد العديد من الشخصيات التي ستحاول التعبير عن رغبتها بتولي هذه الأنشطة الصعبة، شرط تلقيها التمويل المناسب".

وتابع "لكنهم سيكونون بالتأكيد أقل شأنا من بريغوجين".

- فاغنر "الخيار الوحيد" -
تعد المخاطر كبيرة بالنسبة لبعض شركاء فاغنر.

يتّهم بعض معارضي تواجد القوة في أفريقيا، مثل فرنسا والولايات المتحدة، فاغنر بالتصرّف كتأمين من نوع ما على حياة أنظمة مثل قادة مالي العسكريين.

وقال ليشنر إن "فاغنر نتاج افتقار الدولة للإمكانيات والاهتمام باستعراض قوة عسكرية رسمية في أفريقيا".

ما زالت هذه المشكلة قائمة ولا توجد أي جيوش خاصة أخرى يمكنها تولي هذا الدور، على حد قوله.

وأوضح ليشنر أن لا بديل بالنسبة للحكومات الأفريقية التي لا ترغب بالتعاون مع الغرب، مضيفا "ما زالت فاغنر الخيار الوحيد".

لكن فيديل غواندجيكا، المستشار الخاص لرئيس أفريقيا الوسطى فوستين أركانج  تواديرا، بدا غير مكترث بالتطورات الأخيرة.

وقال "لن يغيّر الأمر شيئا على أرض الواقع... لدينا اتفاق دفاعي مع روسيا الاتحادية التي تعاقدت مع عناصر فاغنر شبه العسكريين في إطار هذا الاتفاق".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم