الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

هجوم آنسي: تساؤلات حول دوافع الشاب الذي هاجم أطفالاً في فرنسا

المصدر: "أ ف ب"
ضابط شرطة فرنسي وعنصر من قوة المشاة الجبلية يقفان بالقرب من البحيرة في آنسي، بعد حادثة الطعن الجماعي (8 حزيران 2023 - أ ف ب).
ضابط شرطة فرنسي وعنصر من قوة المشاة الجبلية يقفان بالقرب من البحيرة في آنسي، بعد حادثة الطعن الجماعي (8 حزيران 2023 - أ ف ب).
A+ A-
تنتهي اليوم فترة احتجاز الشرطة للاجىء السوري الذي طعن ستة أشخاص بينهم أربعة أطفال في حديقة بمدينة أنسي في جبال الألب الفرنسية، ولا يزال المحققون يحاولون كشف دوافعه رغم صمته.
 
منذ اعتقاله، لم يُعطِ عبد المسيح ح. البالغ من العمر 31 عاماً أيّ تفسير لهجومه، و"سعى لعرقلة احتجازه وارتمى أرضاً". وقالت مصادر قريبة من التحقيق لوكالة "فرانس برس" إنّه "يلزم صمتاً تاماً".
 
اعتبر وزير الداخلية جيرالد دارمانان الجمعة أنّ "الجنون عذر سهل للغاية"، مشدّداً على أنّه "من المهمّ معرفة أنه يخضع للاستجواب وهو شخص بكامل قواه العقلية". وقال لقناة "بي إف إم تي في" إنّه "من المحتمل أن يكون لديه دافع سيحاول المحققون فهمه".
 
بدوره، ذكر مصدر قريب من التحقيق أنّه "حتى لو لم تكن هناك جلسة استماع، فإنّ التحقيقات مستمرّة لكشف شخصيته ومسيرته المهنية وماذا كان يفعل منذ وصوله إلى فرنسا".
 
فور انتشار نبأ الهجوم الخميس، دان مسؤولون في المعارضة من اليمين واليمين المتطرف "الهجرة الجماعية"، وتحدّث البعض عن "الإسلام المتطرف" و"الإرهاب" قبل أن يتبيّن أنّ المهاجم مسيحيّ وتصرّف "من دون دافع إرهابي واضح"، وفق النيابة العامة.
 
 
"لا يجب أن نعتاد على ذلك"
غداة الهجوم، قام الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت الجمعة بزيارة الضحايا، وأكّد ماكرون أنّ ثمة "أنباء إيجابية" عن حالتهم.
 
بين الأطفال الأربعة المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 22 شهراً و36 شهراً، فتاة هولندية نُقلت إلى المستشفى في جنيف "ولم تعد حياتها في خطر" وفق وزير الخارجية الهولندي.
 
التقى إيمانويل وبريجيت ماكرون صباحاً الطاقم الطبي وأسر الأطفال الثلاثة الآخرين في مستشفى في غرونوبل. ثمّ توجّها إلى مستشفى آنسي ودائرة الشرطة للإشادة بكلّ الذين قدّموا "المساعدة والدعم" خلال الحادثة التي هزّت المدينة.
 
وأعلن الرئيس الفرنسي أنّ "الاعتداء على أطفال هو أكثر الأعمال وحشية"، مضيفاً: "هناك أشياء لا يمكن قبولها بتاتاً. العنف وراء هذه الأعمال غير مفهوم. لا يجب أن نتعاد على ذلك".
 
الاعتداء الذي وقع في مكان عام وفي وضح النهار، سبّب صدمة عميقة في مدينة آنسي الهادئة عادة. وسار مئات الأشخاص الجمعة أمام الحديقة العامة الصغيرة التي وقع فيها الهجوم للصلاة ووضع باقات من الزهور.2
 
أوضحت إيما كلوزيل (22 عاماً) من مدينة آنسي أنّها شعرت "بحزن كبير وكراهية وغضب". وقال ليو غاناسالي وهو بائع يبلغ من العمر 21 عاماً "لسنا مستعدّين" لمثل هذه الأحداث.
 
 
كاتدرائية نوتردام دو باري
انتهى يوم التكريم بإقامة قداس للضحايا في كاتدرائية سان بيير أو ليان في آنسي.
 
قال المونسينيور إيف لو سو في عظته: "عندما علمت أنّ هذا الرجل (المعتدي) قال وهو يرتكب جريمته (باسم يسوع) بالطبع شعرت بحزن كبير وما زلت. ارتكاب أعمال عنف مماثلة باسم يسوع إساءة". وأضاف: "سواء كان المرء مسيحياً أو مسلماً أو مؤمناً، فإنّ القتل أو الرغبة في القتل باسم الله إساءة مطلقة" إلى الدين.
 
بين الذين شاركوا في القداس، هنري الشاب الكاثوليكي الذي أصبح مشهوراً في غضون ساعات لمحاولته التدخّل أثناء الهجوم باستخدام حقيبة الظهر التي كان يحملها.
 
وقال قبل القداس: "لا أحبّ إطلاقاً تسمية بطل. أعتقد أنّني تصرّفت كما كان يمكن وينبغي على كلّ فرنسي أن يتصرف.(...) لن يكون هناك قبل أو بعد الحادثة. سأبقى كما أنا".
 
خلال لقائه الرئيس الفرنسي بعد ظهر الجمعة مع شهود آخرين كعناصر شرطة ومسعفين وطواقم طبية، قال الشاب المعروف لشغفه بالكاتدرائيات إنّه "طلب طلباً صغيراً" من ماكرون وهو "أن يتمكّن من حضور حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام دو باري" بعد الانتهاء من ترميمها. وأجابه الرئيس أنّه "سيحقّق طلبه".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم