الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أوستراليا تنشر قوة حفظ سلام في جزر سليمان للجم أعمال شغب فيها

المصدر: ا ف ب
علم أوستراليا
علم أوستراليا
A+ A-
سارعت أوستراليا إلى إرسال قوة لحفظ السلام إلى جزر سليمان، الخميس، سعيا للجم أعمال شغب تهدد بإسقاط حكومة الدولة الواقعة في المحيط الهادئ وتخللها إحراق عدد من المباني في عاصمتها.

وفي أعقاب يوم ثان من احتجاجات عنيفة شهدت أعمال شغب ونهب واسعة النطاق، وإحراق العديد من المباني، أمر رئيس الوزراء الأوسترالي سكوت موريسون بنشر قوة قوامها 100 عنصر من الشرطة والجيش.

وعلى الرغم من قرار حكومي بفرض الإغلاق، نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة هونيارا للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء ماناسيه سوغافار.

وجاءت التوترات على خلفية استياء من جراء التداعيات الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، ونقمة مزمنة لأهالي  جزيرة مالايتا الأكبر لجهة التعداد السكاني، على الحكومة المركزية في غوادلكنال.

الخميس، أُحرق العديد من المباني في الحي الصيني بهونيارا، بما في ذلك شركات وفرع لأحد المصارف.

وأعربت الحكومة الصينية عن "قلق بالغ" إزاء ما يبدو استهدافا لشركات يملكها صينيون صينية بعدد من الاعتداءات.

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان حكومة جزر سليمان إلى "اتّخاذ كل الإجراءات الضرورية لتأمين حماية الرعايا الصينيين والمؤسسات الصينية".

وكثيرا ما تستهدف أعمال عنف شركات تجارية يملكها صينيون في ميلانيزيا.

واندلعت الاضطرابات الأربعاء عندما حاول متظاهرون اقتحام مقرّ البرلمان للمطالبة باستقالة سوغافار، وخرّبوا مراكز للشرطة المحلية وأرهقوا الشرطة الوطنية.

وقال شاهد عيان طلب عدم ذكر اسمه إن "مثيري الشغب يتحركون والوضع متوتر جدا".

وكان سوغافار أكد بادئ الأمر أن حكومته تسيطر كليا على الوضع، وأن "البلاد في أمان" محذرا مثيري الشغب من أنهم "سيواجهون أشد العقوبات التي ينص عليها القانون".

لكن في غضون ساعات أضرمت النيران في أنحاء هونيارا وتصاعدت سحب الدخان في سماء العاصمة، وطلب سوغافار من أوستراليا إرسال قوات.

وأعلن موريسون نشر القوة الاوسترالية فورا وتوقع أن تستمر مهمتها "بضعة أسابيع"، بعكس مهمة سابقة لكانبيرا لحفظ السلام في جزر سليمان، استمرت بين 2003 و2017 وبلغت كلفتها 2,2 ملياري دولار أميركي.

وقال: "لا تنوي الحكومة الاوسترالية بأي شكل التدخل في الشؤون الداخلية لجزر سليمان، حل المسألة يعود لهم"، مضيفا: "هدفنا هناك إرساء الاستقرار والأمن".

- توترات إتنية -
شهدت جزر سليمان توترات إتنية متكررة وأعمال عنف منذ استقلالها عن بريطانيا في 1978.

في أواخر تسعينيات القرن الماضي شن متمردون من غوادلكنال هجمات استهدفت بشكل خاص مواطنين جاؤوا من مالايتا، واستمرت الاضطرابات خمسة أعوام وشلّت البلاد.

ولم تهدأ التوترات إلا بعد نشر بعثة اوسترالية لحفظ السلام.

غير أن أهالي مالايتا يشكون باستمرار من تهميش الحكومة المركزية لجزيرتهم.

ومنذ العام 2019 تأجج النزاع بسبب خلاف حول قرار سوغافار المفاجئ قطع العلاقات الديبلوماسية بتايوان والاعتراف ببيجينغ

وعارضت سلطات مالايتا القرار واستمرت بالتواصل مع سلطات تايوان. ونتيجة لذلك، لا تزال هذه المقاطعة في تلقي مساعدات من تايبيه وواشنطن.

واتهم رئيس حكومة المقاطعة دانيال سويداني رئيس البلاد بتلبية مطالب بيجينغ. وقال إنه أعطى الأولوية لمصلحة الأجانب على حساب مصلحة مواطني جزر سليمان.

وقال: "الناس يدركون ذلك ويرفضون التعرّض للخداع مجددا".

ويقول محلّلون إن الأوضاع الجيوسياسية تفاقم الأزمة.

وبحسب ماهاي سورا، خبير منطقة المحيط الهادئ في معهد لاوي الأوسترالي، فإن "المنافسة السياسية لا تتسبب بشغب في هونيارا".

وتابع: "لكن ممارسات هذه القوى الكبرى" التي تتقرب من لاعبين سياسيين فرديين "لها تأثير مزعزع في بلد هش وضعيف".

وأشار لفرانس برس إلى أن الإغلاق والقيود وحال طوارئ الناجمة عن الجائحة تفاقم الأزمة، قائلا إن "تداعيات كوفيد-19 على القطاعين الصحي والاقتصادي زادت الضغوط التي كانت البلدان النامية تواجهها قبل الجائحة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم