الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ارتياح عالمي لفوز ماكرون

المصدر: "النهار"
رندة تقي الدين
فنان يضفي اللمسات الأخيرة على لوحة للرئيس الفرنسي (أ ف ب).
فنان يضفي اللمسات الأخيرة على لوحة للرئيس الفرنسي (أ ف ب).
A+ A-
هنّأ قادة العالم، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (٤٤ عاماً)، لفوزه التاريخي لكونه أول رئيس فرنسي يعاد انتخابه لولاية ثانية خارج عهد تعايش مثلما حصل عندما أعيد انتخاب الرئيس جاك شيراك الذي كان يشاركه في الحكم الاشتراكي ليونيل جوسبان.
 
ورحّب القادة الأوروبيون بفوز ماكرون ووصفوه بالانتصار. وهنّأه الرئيس الأميركي جو بايدن واصفاً فرنسا بأنها شريك رئيسي في مواجهة التحدّيات العالمية وغرّد أنه يتطلع الى التعاون الوثيق معه لدعم أوكرانيا والدفاع عن الديموقراطية ومواجهة تغيّر المناخ. وهنّأه قادة العرب في طليعتهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّ عهده الأمير محمد بن سلمان وقيادات الخليج وشمال أفريقيا.
 
وشعر العالم بنوع من الارتياح لفوزه على لوبن. والزيارة الأولى المتوقع أن يقوم بها ماكرون خارج فرنسا هي لألمانيا، لأن ذلك تقليد رئاسي، ففرنسا وألمانيا هما المحرّك الأساسي داخل الاتحاد الأوروبي، فكان الارتياح الخارجي معبّراً لفوز ماكرون على مرشّحة اليمين المتطرّف مارين لوبن. 
 
وبلغ الفارق بين نتيجة ماكرون مع ٥٨،٤ في المئة ومنافسته مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرّف، حزب التجمع الوطني، ٤١،٤٦ مستوى مرتفعاً مع ١٧ نقاط بين الاثنين أي ٥،٥ ملايين صوت. أما نسبة الامتناع عن التصويت فسجّلت أعلى مستوى منذ ١٩٦٩ مع ٢٨،٠١ في المئة أي ١٣ مليوناً و٦٥٦١٠٩ امتنعوا عن الانتخاب و٨،٦٠ في المئة بطاقة بيضاء.
 
رغم فوزه الواسع يواجه ماكرون تحدّيات عديدة في ولايته الجديدة من جراء تقدّم اليمين المتطرّف إذ إن لوبن حصلت على نسبة قياسية في تاريخ حزب اليمين المتطرف مع ما يقارب ٤٢ في المئة من الأصوات.
 
حسب بريس تانتوريي المحلل السياسي ممثل معهد استطلاعات الرأي الفرنسي إيبسوس، إن نسبة التصويت الداعم بتأييد واضح لماكرون هي أغلبية الأصوات التي حصل عليها أي تقريباً أكثر من ٥٠ في المئة من أصوات نتيجة ماكرون أتت من مؤيّديه والباقي من الذين أرادوا التصدّي لوصول اليمين المتطرّف الى السلطة، ما يعني حسب تانتوريي أن التعبئة لتأييده الشعبي كانت واسعة. 
 
وعبّر ماكرون في خطابه مساء الأحد في حديقة الشان دو مارس المطلة على برج إيفل، عن إدراكه للتحدّيات التي تنتظره إذ إن الانتخابات أظهرت انقساماً كبيراً في الشعب الفرنسي بين صعود يمين متطرّف اقترب من نصف الذين صوّتوا ويسار متطرّف متمرّد على أوضاع معيشية غير محمولة. ووعد ماكرون بأنه سيأخذ في الاعتبار كل هذه التيارات. وقد التزم تنفيذ الإصلاحات التي تعذر تنفيذها خلال أزمة الكورونا بالنسبة للتقاعد وسنّه التي يريدها تدريجاً أن تصل الى ٦٥ سنة وهي الآن ٦٢ سنة. كما انه وعد بأنه سيكون مع أولوية البيئة والتغيّر المناخي، وأن رئيس حكومته الجديد سيكون مهتمّاً بالبيئة مباشرة. 
 
أمامه ملفات عديدة منها القوة الشرائية وإصلاح القطاع الصحّي والتعليمي إضافة الى ملف خارجي وهو حرب أوكرانيا. كذلك سيبقى ماكرون مهتماً بالملف اللبناني بشكل خاصّ.
 
ولكنه يحتاج الى أغلبية برلمانية ستمثل التحدي الأول مع الانتخابات التشريعية في ١٢و١٩ يونيو/ حزيران كي يتمكن من إنجاز الإصلاحات التي ينوي القيام بها. ومن المتوقع أن يعيّن رئيس حكومة جديداً في منتصف مايو بعد البداية الرسمية لولايته الثانية في ١٣ أيار.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم