الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

انطلاق محادثات بين طالبان وممثلين للمجتمع المدني الأفغاني في أوسلو... وتركيز على حقوق الإنسان

المصدر: "أ ف ب"
وفد "طالبان" إلى أوسلو (أ ف ب).
وفد "طالبان" إلى أوسلو (أ ف ب).
A+ A-
بدأ أول وفد من طالبان يزور أوروبا منذ عودة الحركة إلى السلطة في أفغانستان، محادثات الأحد في أوسلو مع ممثلين للمجتمع المدني الأفغاني تتمحور حول مسألة حقوق الإنسان، قبيل اجتماعات تلقى ترقبا كبيرا مع مسؤولين غربيين.

ومن المقرر أن يكرّس الوفد الذي يقوده وزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي اليوم الأول من الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام لعقد محادثات مع ناشطات وصحافيين وغيرهم. 

وتنعقد المحادثات، التي سهّلتها النروج ومن المقرر أن تركّز على حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية في أفغانستان، خلف أبواب مغلقة في فندق "سوريا موريا" على أطراف أوسلو. 

وتدهور الوضع الإنساني في أفغانستان بشكل كبير منذ آب، عندما عادت طالبان إلى السلطة بعد 20 عاما على الإطاحة بها.

وتوقفت فجأة المساعدات الدولية، لتفاقم معاناة ملايين الأشخاص الذين كانوا يواجهون الجوع بعد موجات جفاف شديد متكررة. 

وأطيح حكم الحركة الإسلامية المتشددة في 2001، لكنها عادت  إلى السلطة في آب مع إحكام سيطرتها على البلد في ظل استكمال القوات الدولية انسحابها النهائي من أفغانستان.

ولم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان. وشددت وزيرة الخارجية النروجية أنيكين هويتفيلدت على أن المحادثات "لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترفا بها".

وأضافت: "لكن علينا التحدث مع السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يؤدي إلى كارثة إنسانية أسوأ".

والأحد، تظاهر العشرات أمام مقر الخارجية النروجية هاتفين "لا لطالبان" و"طالبان إرهابيون" و"حياة الأفغان مهمة"، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
 
ومن المقرر أن يعقد ممثلو طالبان لقاءات الاثنين مع ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، فيما يخصص الثلثاء للمحادثات الثنائية مع مسؤولين نروجيين.

وقال الناطق باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد لفرانس برس السبت إن طالبان تأمل أن تساهم المحادثات في "تبديل أجواء الحرب (...) إلى وضع سلمي".

وسيكون من بين أعضاء الوفد المقبل من كابول أنس حقّاني، زعيم "شبكة حقّاني"، الفصيل الأكثر عنفا في حركة طالبان والمسؤول عن بعض أسوأ الهجمات التي شهدتها أفغانستان.

وسجن حقّاني، الذي يعد مسؤولا رفيعا لكن من دون أي صفة حكومية رسمية، عدة سنوات في مركز اعتقال بغرام التابع للولايات المتحدة خارج كابول، قبل أن يُطلق سراحه في تبادل للسجناء عام 2019.

- "إشراك الحكومة" -
وكانت المساعدات الدولية تموّل حوالى 80 في المئة من ميزانية أفغانستان إلى أن توقفت في آب، فيما جمّدت الولايات المتحدة أصولا بقيمة 9,5 مليارات دولار في المصرف المركزي الأفغاني.

في الأثناء، قفزت معدلات البطالة ولم تُدفع رواتب الموظفين في القطاع الحكومي منذ أشهر.

واليوم يهدد شبح الجوع 23 مليون أفغاني أي ما يعادل 55 في المئة من السكان، وفق بيانات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أنها تحتاج إلى 4,4 مليارات دولار من الدول المانحة هذه السنة للتعامل مع الأزمة الإنسانية.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة "سيكون من الخطأ إخضاع الشعب الأفغاني لعقاب جماعي لأن السلطات بحكم الأمر الواقع لا تتصرف بشكل مناسب".

وقال الممثل السابق  للأمم المتحدة في أفغانستان كاي إيدي لفرانس برس: "لا يمكنني مواصلة توزيع المساعدات بشكل نلتف فيه على طالبان".
 
واضاف: "إذا أردت أن تكون فعالا، فيجب إشراك الحكومة بطريقة أو أخرى" في عملية توزيع المساعدات.

وما زال المجتمع الدولي بانتظار معرفة كيف ينوي المتشددون الإسلاميون حكم أفغانستان من خلالها، بعدما ضربوا بمسألة حقوق الإنسان عرض الحائط إلى حد بعيد خلال ولايتهم الأولى بين 1996 و2001.

وتصر طالبان على أنها باتت أكثر اعتدالا، لكن النساء ما زلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام فيما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.

- "فصل على أساس الجنس" -
وأفادت وزيرة المناجم والنفط الأفغانية السابقة نرجس نيهان التي تقيم حاليا في النروج أنها رفضت دعوة للمشاركة. وصرحت لفرانس برس بأنها تخشى من أن تؤدي المحادثات إلى "تطبيع طالبان (...) وتقويتها بينما لا يمكن أن تتغير إطلاقا".

وتساءلت: "ما هو الضمان هذه المرة بأنهم سيوفوا بتعهداتهم؟"، مشيرة إلى أن ناشطات وصحافيات ما زلن موقوفات.

 واختفت ناشطتان هذا الأسبوع بعد اعتقالهما من منزليهما في كابول عقب مشاركتهما في تظاهرة.

وانتقد داوود مراديان مدير "معهد الدراسات الاستراتيجية الأفغاني" الذي نقل مقره من أفغانستان، مبادرة النروج للسلام التي تجري بما يشبه "أسلوب المشاهير".

وقال إن "استضافة عناصر بارزين من طالبان يثير الشكوك حيال الصورة العالمية للنروج كبلد معني بحقوق النساء، عندما شرّعت طالبان فعليا +أبارتايد+ (فصل عنصري) على أساس الجنس".

ولدى النروج سجل طويل في لعب دور وساطة في النزاعات بما في ذلك في الشرق الأوسط وسريلانكا وكولومبيا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم