الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ماذا سيحلّ بجوليان أسانج إذا تمّ ترحيله إلى أميركا؟

المصدر: "أ ف ب"
جوليان أسانج.
جوليان أسانج.
A+ A-
يخوض مؤسّس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج معركة لتجنّب ‏ترحيله الى الولايات المتحدة حيث يلاحق بتهمة "التجسّس".‏

ما هي الاتهامات بحقه؟
تأخذ الولايات المتحدة على الأوسترالي أنه نشر العام 2010 ‏عبر موقعه "ويكيليكس" 250 ألف برقية ديبلوماسية ونحو نصف ‏مليون وثيقة سرية تتناول أنشطة الجيش الأميركي في العراق ‏وأفغانستان.‏

وفي 2013، قضت محكمة عسكرية بسجن المحلّل العسكري ‏السابق تشيلسي مانينغ 35 عاماً لوقوفه خلف هذا التسريب ‏الهائل. لكن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عمد إلى ‏تخفيف هذه العقوبة قبل أن يتمّ الإفراج عن مانينغ الذي بات ‏رمزاً لقضية التحوّل الجنسي في أيار 2017.‏

أظهر القضاء حذراً أكبر بالنسبة الى أسانج. وأطلقت ملاحقات ‏بتهمة "القرصنة المعلوماتية" في شكل سري نهاية 2017. ‏لكن تهمة "التجسّس" لم توجه إليه سوى في أيار ‏‏2019 بموجب قانون أُقرّ العام 1917 لمنع كشف معلومات ‏سرّية في زمن الحرب.‏

وفي حال نقل الى الولايات المتحدة، سيحاكم أسانج أمام ‏محكمة فدرالية في فرجينيا بعد توجيه 17 اتهاماً إليه بينها ‏الحصول على معلومات تتصل بالدفاع الوطني وكشفها. ‏ويواجه في ضوء ذلك عقوبة السجن حتى 175 عاماً.‏

ويتوقع أن ترافق المحاكمة معركة شرسة محورها التعديل ‏الأول للدستور الأميركي والذي يحمي حرّية الصحافة.‏

وفي محاولة للإفلات من هذه المعركة، تؤكّد السلطات ‏الأميركية أن أسانج ليس "صحافياً" و"لا ناشراً صحافياً" وقد ‏عرض عملاء ومصادر عسكرية للخطر.‏

لكن الملف يثير أسئلة قانونية صعبة في وقت ينشط ‏المواطنون الصحافيون عبر الإنترنت. ويرجّح أن يلجأ أسانج ‏إلى الطعن وصولاً إلى المحكمة العليا.‏

ما الضمانات التي أعطتها الولايات المتحدة؟ ‏
في كانون الثاني 2021، رفضت محكمة بريطانية ‏طلب التسليم الأميركي، معتبرةً أن "شروط الاعتقال في ‏الولايات المتحدة قد تُغذّي توجّهات انتحارية لدى أسانج".‏

غير أن الحكومة الأميركية تمكّنت في نهاية المطاف من إقناع ‏محكمة استئناف بالوقوف في صفّها عبر إعطاء ضمانات عدة.‏

وأكّدت واشنطن خصوصاً أن أسانج سيتلقى علاجاً ملائماً ولن ‏يعتقل في سجن في كولورادو تسري فيه تدابير أمنية مشدّدة.‏

كذلك، وعدت بألّا يخضع مؤسّس "ويكيليكس" لـ"تدابير إدارية ‏خاصة" قبل المحاكمة وخلالها وبعدها. ويشمل ذلك خصوصاً ‏نظام عزلة شبه تامة غالباً ما ندّدت به جمعيات الدفاع عن ‏حقوق الإنسان.‏

وبعد استنفاد كل الطعون، سيتمكن أسانج من طلب تنفيذ ‏عقوبته في أوستراليا.‏

لكن الحقوقيين لا يثقون بالولايات المتحدة ويتهمونها بأنها "لم ‏تف غالباً بوعودها في موضوع الاعتقال".‏

هل سيحظى أسانج بدعم الرأي العام؟ ‏
في هذا السياق، انتقدت جمعيات الدفاع عن حرّية الصحافة ‏اتهام الأوسترالي بـ"التجسّس"، لما يشكله ذلك من خطورة على ‏الصحافيين. وثمة تعبئة متوقعه لصالحه.‏

ولكن في بلد يحظى فيه الجيش بأهمية قصوى، تباينت ردود ‏الفعل حيال ما كشفه "ويكيليكس". فبعض الأميركيين أيّدوا كشف ‏الاخطاء العسكرية، في حين وجه آخرون انتقادات شديدة إلى ‏التعرّض لأمن العملاء الميدانيين.‏

وخلال الحملة الانتخابية في 2016، أثار أسانج أيضاً استياء ‏فئة من اليسار عبر نشره رسائل الكترونية سرقها قراصنة ‏روس من فريق المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري ‏كلينتون، الأمر الذي منح أفضلية آنذاك للمرشح دونالد ‏ترامب.‏

وأظهر استطلاع أجري في نيسان 2019 أن 53 في ‏المئة من الأميركيين يؤيّدون تسليمه للولايات المتحدة في حين ‏يعارض 17 في المئة هذا الأمر.‏

ما الوسائل المتبقية له للحؤول دون تسليمه؟ ‏
أمام الأوسترالي 14 يوماً ليطعن أمام المحكمة البريطانية العليا ‏بقرار التسليم الذي وقعته وزيرة الداخلية بريتي باتل. وإذا ‏وافقت المحكمة على النظر في الطعن فإن الجلسة لن تعقد ‏على الأرجح قبل العام المقبل.‏

ويمكنه أيضاً اللجوء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ‏لكن عملية مماثلة تستغرق عادة وقتاً طويلاً.‏

وبمعزل عن الطعون القانونية، فإن تسليمه قد يتأخر لدواع ‏طبية في حال تدهور صحته. وأكّدت زوجة أسانج أنه تعرّض ‏لسكتة دماغية محدودة في تشرين الأول الفائت.‏
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم