الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ماكرون يريد "التنغيص" على رافضي اللقاح... وخصومه يستثمرون تصريحه انتخابياً

المصدر: "أ ف ب"
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)
A+ A-
قبل ثلاثة أشهر من استحقاق الانتخابات الرئاسية، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أنّه مصّمم على "تنغيص حياة غير الملقّحين"، متسبباً بجدل في البرلمان، حيث تسعى الحكومة بصعوبة إلى تمرير نص يفرض الشهادة الصحية لمكافحة كوفيد-19.

وقال ماكرون في مقابلة لصحيفة "لو باريزيان": "أريد حقاً أن أنغّص على غير الملقّحين حياتهم، وبالتالي، سنواصل القيام بذلك حتى النهاية، هذه هي الاستراتيجية".

وأضاف: "لن أضعهم في السجن، ولن أقوم بتلقيحهم بالقوة، وبالتالي يجب أن نقول لهم: اعتباراً من 15 كانون الثاني، لن تتمكّنوا من الذهاب إلى مطعم، ولن تتمكنوا من تناول قهوة في مقهى، أو الذهاب إلى المسرح أو السينما..."

أثارت التصريحات جدلاً داخل الجمعية الوطنية وأرغمت رئيس الجلسة على تعليق أعمالها ليلاً بسبب الفوضى التي أحدثتها. إلّا أن النواب استأنفوا مناقشاتهم حول الشهادة الصحية في أجواء هادئة نوعاً ما، بعد تصويت مفاجئ رفض مواصلة النقاش ليل الإثنين الثلثاء.

بدوره، اعتبر مرشّح "فرنسا المتمردة" (يسار متطرّف) إلى الانتخابات الرئاسية جان لوك ميلانشون تصريحات ماكرون "صادمة". وقال في تغريدة: "هل يدرك الرئيس ما يقوله؟ تقول منظمة الصحة العالمية "الإقناع بدلا من الإكراه"، وهو؟ "المزيد من الإزعاج". صادم".
 
أما ومن جهتها، لفتت مرشّحة "التجمع الوطني" مارين لوبن (يمين متطرف) أنّه "لا ينبغي على رئيس أن يقول ذلك. ضامن وحدة الأمة مصرٌّ على تقسيمها ويريد أن يجعل غير الملقّحين مواطنين من الدرجة الثانية. إيمانويل ماكرون لا يستحق منصبه".
 
 
مجرد إجراء شكلي
عُلّقت دراسة مشروع القانون الخاص بالشهادة الصحية، إحدى ركائز السياسة الصحية لإيمانويل ماكرون، ليل الإثنين الثلثاء، بينما كان يُتوقّع أن يكون مجرد إجراء شكلي بسيط، إذ أيّدت غالبية النواب النص.

وبعد استئناف الأعمال، رفع النواب الحدّ الأدنى للسنّ المطلوب للشهادة الصحية إلى 16 عاماً مقابل 12 عاماً في المشروع الأوّلي للحكومة التي أيّدت التغيير. ومن المتوقّع أن تتواصل النقاشات الأربعاء.

وبينما يستمر الوباء بالتفشي، كانت الحكومة تهدف في البداية إلى أن يتم إقرار النص نهائياً في آخر الأسبوع، ليدخل حيز التنفيذ في 15 كانون الثاني. لكن 125 نائبا، مقابل 121، رفضوا برفع الأيدي مواصلة النقاشات لعدم وجود عدد كاف من أعضاء البرلمان من يمين الوسط.

ودافع المتحدث باسم الحكومة غابرييل أتال عن نص "ضروري للغاية".
 
وقبل ثلاثة أشهر من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، أثار موقف ماكرون انتقادات شديدة بين اليمين واليسار.
 
وقال رئيس حزب "الجمهوريون" (يمين، معارضة) في الجمعية الوطنية داميان أباد: "إن كنت هاوياً يوما ستبقى كذلك"، متحدثا عن "هزيمة كبرى للأغلبية (...)".

مع الشهادة الصحية، تريد الحكومة زيادة الضغط على نحو خمسة ملايين فرنسي غير ملقّحين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، ولن يتمكّن هؤلاء من الوصول إلى الأنشطة الترفيهية والمطاعم والحانات والمعارض أو حتى وسائل النقل العام بين المناطق.
 
يُذكر أنّه تمّ إدخال أكثر من 19 ألفاً و600 مصاب بكوفيد - 19 إلى المستشفى مساء الإثنين في فرنسا، في حين وتوفّي 297 مريضاً خلال الساعات الـ24 الماضية في المستشفيات، كما أعلنت السلطات الصحية أنّه تمّ تسجيل أكثر من 270 ألف حالة جديدة في البلاد خلال هذه الفترة، في عدد قياسي جديد.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم