الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

النيجر تكافح على جبهتي العنف الجهادي والأزمة الغذائية

المصدر: أ ف ب
مزارع ورجل مسن يقفان أمام مخزن للدخن في قرية بمنطقة أولام (13 ت2 2021، أ ف ب).
مزارع ورجل مسن يقفان أمام مخزن للدخن في قرية بمنطقة أولام (13 ت2 2021، أ ف ب).
A+ A-
بعد موسم حصاد شحيح في أيلول، تستعد النيجر، الدولة القاحلة التي تعاني منذ سنوات من هجمات جهادية دامية، لمواجهة آفة من نوع آخر، هي أزمة غذائية خطيرة.

فالجفاف والحشرات والديدان أتلفت محاصيل الدخن والفاصوليا والذرة والذرة البيضاء، فيما قضت فيضانات خطيرة على المزروعات في المناطق التي شهدت أمطارا غزيرة.

وفي مواجهة الهجمات الجهادية، يعجز الفلاحون عن زراعة أراضيهم في بلد يعول أكثر من 80% من سكانه الذين يزيد عددهم عن 20 مليونا على محاصيل الحبوب لتأمين قوتهم.

يقف عبدو حماني ذو اللحية البيضاء واجما متأملا مخازن الحبوب الفارغة خلف منزله.

يقول الرجل السبعيني معتمرا قبعة من القش، في بلدته الصغيرة القريبة من مدينة سيميري في منطقة تيلابيري (غرب)، وهي من المناطق الأكثر تضررا جراء الأزمة المزدوجة الأمنية والغذائية: "المحاصيل نفدت! كان حصادي شحيحا إلى حدّ أننا استهلكناه في حوالى عشرة أيام".

ويذكر جاره علي أنه في السنوات التي "كانت المحاصيل فيها جيدة، كان لدينا طعام لثمانية أشهر على أقل تقدير".

وحذر رئيس الوزراء النيجري أحمدو محمدو الأسبوع الماضي، متوجها إلى ديبلوماسيين وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية، من أن "الوضع الغذائي هذه السنة يبدو أخطر بكثير بالمقارنة بالسنوات الماضية".

وطلب من شركائه "زيادة دعمهم" من أجل "المساعدة في تسوية هذه الأزمة الغذائية التي تُضاف إلى الأزمة الأمنية".

وأعلن الرئيس محمد بازوم مؤخرا أمام ممثلين لجمعيات فلّاحين أن "6430 قرية زراعية" من أصل 12474 في النيجر "تسجل قصورا في الحبوب بنسبة لا تقل عن 50%"، مضيفا أن "8,8 ملايين شخص مقابل 3,6 ملايين عام 2020 يواجهون نقصا في الغذاء" و"2,5 مليوني نسمة يعانون من نقص حاد في الغذاء".

في غرب النيجر القريب من مالي وبوركينا فاسو، وهما بلدان يطالهما العنف الجهادي أيضا، أفادت الأمم المتحدة أن مسلحين استهدفوا بشكل متكرر الفلاحين في حقولهم، ما منعهم من زراعتها.

ويدفع الجوع القرويين منذ عدة أسابيع إلى مغادرة قراهم متوجهين إلى المدن الكبرى، وقال رئيس بلدية سيميري موسى أدامو إن "الأرياف تفرغ من سكانها... والمركبات تمتلئ بأشخاص يغادرون بسبب المجاعة".

وحذر من أنه "إذا لم يتم بذل جهود سريعا، فإن الخراب سيكون كاملا. وستغلق 50 إلى 60% من المدارس لأن الأهالي يغادرون مع أولادهم".

- خطة طارئة -
جالسا في عربته التي يجرّها حمار، يظهر التعب على ملامح سيدو حجي الذي انطلق من قريته زونتوندي قرب سيميري قاصدا العاصمة على مسافة 80 كلم لبيع التبن هناك.

يقول الأب لخمسة أولاد الذي التقته وكالة فرانس برس في ضواحي نيامي: "حصلت على بعض المال، اشتريت كيسا من الأرز وقليلا من الملح والفلفل"، مضيفا أن "توقف الأمطار المفاجئ أفسد كل شيء".

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن "التوتر الأمني" يساهم في "تدهور الوضع الغذائي" في المناطق التي تشهد هجمات جهادية حيث لوحظ "ارتفاع في اسعار المواد الغذائية".

وإزاء هذه الأزمة التي تهدد بالتسبب بمجاعة، تسعى السلطات لتأمين أكثر من 160,3 مليار فرنك أفريقي (244,4 مليون يورو) لتمويل خطة طارئة حتى آذار 2022، تهدف بصورة خاصة إلى تأمين مساعدة "في المناطق التي لم يتمكن الفلاحون فيها من زراعة الحقول بسبب هجمات الإرهابيين".

وتنص الخطة على توزيع أغذية مجانا وبيع مواد غذائية بأسعار مخفضة.

كما وعدت الحكومة بـ"برنامج ري زراعي" للسماح لأكثر من 4,7 ملايين شخص بزراعة البقول، ما سيسمح لهم بسد النقص في الحبوب.

وإلى أزمة المواد الغذائية، تواجه المنطقة بانتظام أزمة مراعٍ تطال المواشي، مع تراجع إنتاج العلف بأكثر من 50% بالمقارنة مع العام 2020، وهو مستوى غير كاف لمواشي البلاد التي تعد 52 مليون رأس، بحسب وزارة الثروة الحيوانية.

واقترن الجفاف بحرائق غابات أتت خلال بضعة أشهر على حوالى 500 ألف هكتار من الأراضي التي تضم مراعي.

وقال وزير البيئة غاراما ساراتو رابيو إن هذه الحرائق أتلفت في أيلول وتشرين الأول "أكثر من 64 ألف طن من العلف" في بلدة أبالا (غرب) وحدها، وهي كمية "تكفي لحوالى 19 ألف بقرة بالغة لمدة ستة أشهر".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم