الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

...مسؤولون أميركيون في المنطقة لـ"طمأنة الحلفاء"

المصدر: النهار
الوفود المشاركة في المفاوضات النووية خلال اجتماع في فندق "غراند أوتيل" بفيينا السبت.  (أ ف ب)
الوفود المشاركة في المفاوضات النووية خلال اجتماع في فندق "غراند أوتيل" بفيينا السبت. (أ ف ب)
A+ A-
كشفت إيران عن التوصل إلى مسودتين خلال مفاوضات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة في شأن إحياء الاتفاق النووي، في حين قالت واشنطن إن الطريق لا يزال طويلا أمام العودة للاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.
 
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن مفاوضات فيينا توصلت لصياغة مسودتين حتى الآن، وإن الأمر في هذه المرحلة يتطلب دقة عالية. وأضاف أنه كان في الإمكان التوصل الى تفاهم قبل شهر لو كانت واشنطن جاهزة لرفع كل العقوبات بشكل عملي، موضحا أن تفاهمات فيينا استندت إلى القبول برفع العقوبات، مشيرا إلى أن الخلاف يتركز حول بعض الشخصيات والكيانات في قائمة العقوبات الأميركية.
 
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني توقع الأحد حدوث انفراج مهم خلال الأسابيع المقبلة في شأن العقوبات على بلاده. وبالتزامن، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، إن مفاوضات فيينا التي انطلقت قبل نحو شهر بمشاركة كل أطراف الاتفاق النووي وصلت إلى مرحلة النضج، وصارت أكثر وضوحا. وأوضح أنه تم الاتفاق على شطب قائمة من الأفراد والكيانات الخاضعين للعقوبات الأميركية، كما تم الاتفاق على رفع العقوبات عن قطاعات، مثل الطاقة والتمويل والموانئ.
 
واختتمت أطراف الاتفاق النووي اجتماعا في العاصمة النمسوية السبت على مستوى مساعدي وزراء الخارجية بالاتفاق على عقد اجتماع جديد في 7 أيار الجاري، وسط تفاؤل روسي وإيراني بمضي المحادثات في الاتجاه الصحيح.
 
طريق طويل
وفي الجانب الآخر، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأحد، إن واشنطن لم تتوصل إلى اتفاق في فيينا بعد، وإن هناك مسافة يجب قطعها لتجاوز العقبات. وأضاف أن الديبلوماسيين سيواصلون العمل خلال الأسابيع المقبلة للعودة المتبادلة للاتفاق وإحراز تقدم.
 
وفي السياق، نقل موقع "أكسيوس" الاميركي عن مسؤول في جهاز الإستخبارات الاسرائيلي "الموساد"، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد لرئيس الجهاز يوسي كوهين في اجتماع الجمعة الماضي أن واشنطن ليست على وشك العودة للاتفاق النووي الإيراني. ونقل الموقع عن كوهين أن بايدن أبلغه بأن أمام الولايات المتحدة طريقا طويلا لتقطعه في المحادثات مع إيران، قبل أن توافق على العودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
 
وكان المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف قال إن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح، لكنه يستبعد انفراجاً حالياً.
 
لا صفقة لتبادل السجناء
على صعيد آخر، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، وجود صفقة تبادل للسجناء مع واشنطن. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "إرنا" عنه، إن قضية السجناء كانت دائما على أجندة إيران، بصرف النظر عما يطرح من قضايا خلال المحادثات النووية.
 
وكانت وسائل إعلام إيرانية أوردت الأحد أنباء عن اتفاق إيراني- أميركي على تبادل عدد من السجناء يشمل الإفراج عن 4 أميركيين وبريطانية إيرانية، واستعادة أموال إيرانية مجمدة تزيد على 7 مليارات دولار، لكن طهران وواشنطن نفتا هذه الأنباء.
 
وبينما نقلت وكالة "رويترز" عن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، إنه لا يمكن تأكيد تقرير التلفزيون الحكومي الإيراني في شأن التوصل لاتفاق لتبادل السجناء، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن التقارير عن الاتفاق مع إيران غير صحيحة.
 
ومع ذلك، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدر وصفته بالمطلع، بأن هناك مناقشات نشطة بين إيران والولايات المتحدة في شأن إطلاق سجناء لدى الطرفين.
وبدأ مسؤولون في إدارة بايدن وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي جولة في الشرق الأوسط، في محاولة لتهدئة القلق المتزايد لدى الشركاء الخليجيين في شأن إعادة التواصل الأميركي-الإيراني.  وقال السيناتور الديموقراطي كريس كونز، وهو حليف رئيسي لبايدن، للصحافيين في أبو ظبي، إنه يأمل في تهدئة مخاوف دولة الإمارات العربية المتحدة "المفهومة والمشروعة" في شأن العودة إلى الاتفاق النووي ولخلق "مشاركة أوسع" مع الشركاء الخليجيين.   
 
وفي جولة تهدف إلى تعزيز "العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية طويلة الأمد"، يقوم العديد من كبار مسؤولي إدارة بايدن بجولة في عدد من العواصم العربية، حيث سيزور وفد يضم منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، ومستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت، وآخرين كلا من أبو ظبي والرياض وعمّان والقاهرة، هذا الأسبوع.
 
الحوار مع السعودية
في قضية ذات صلة، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران مستعدة لإجراء محادثات مع المملكة العربية السعودية على أي مستوى، وستشهد دول المنطقة والدولتان نتيجة هذه المحادثات. وأوضح خطيب زادة، أن "تغيير اللهجة وتغيير الخطاب السعودي حيال إيران سيساعد على تقليل التوترات، منوها إلى أن ذلك لن يكون له نتائج عملية عندما لا يؤدي إلى تغيير في السلوك".
 
وسبق ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ان أكد في مقابلة بثتها وسائل الإعلام الرسمية في البلاد مساء 27 نيسان، أن المملكة تطمح إلى إقامة علاقة "طيبة" مع إيران باعتبارها دولة جارة وتريد أن تكون "مزدهرة"، لكن هناك "إشكاليات" بين الطرفين وتعمل السعودية مع شركائها على حلها.
 
أتى ذلك بعد أن نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر متعددة، أن بغداد استضافت في نيسان محادثات مباشرة بين وفدين من السعودية وإيران، حول تسوية الخلافات بينهما، تطرقت إلى ملفي اليمن ولبنان.   
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم