الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أرمينيا وأذربيجان إلى الحرب بسبب ناغورني كاراباخ

المصدر: النهار
صورة وزعتها وزارة الدفاع الأرمينية لما قالت إنه آلية عسكرية أذرية تحترق في ناغورني كاراباخ أمس.(ا ف ب)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الأرمينية لما قالت إنه آلية عسكرية أذرية تحترق في ناغورني كاراباخ أمس.(ا ف ب)
A+ A-
 
بدت باكو ويريفان على وشك الانخراط في حرب، بعدما اندلعت مواجهات عنيفة أمس بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين الأرمينيين في منطقة ناغورني كاراباخ أدت إلى سقوط عسكريين ومدنيين من الجانبين، بينهم طفل على الأقل.
 
وزادت أسوأ اشتباكات منذ عام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني كاراباخ.
 
ومن شأن اندلاع مواجهة من هذا النوع بين البلدين الجارين في القوقاز واللذين كانا ضمن الاتحاد السوفياتي، أن يدفع القوتان الإقليميتان روسيا وتركيا للتدخل. 
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع في اذربيجان آرتسرون هوفهانيسيان، إنّ قتالا عنيفا اندلع على طول جبهة ناغورني كاراباخ بعد ظهر الأحد.
 
وأعلنت اذربيجان أنّ قواتها دخلت سبع قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين خلال المواجهات العنيفة، وهو ما نفته أرمينيا.
 
واتهم رئيس كاراباخ هاروتيونيان أنقرة بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان. وقال: "لدينا معلومات تفيد بأنه تم إرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جوا إلى أذربيجان. الجيش التركي في حالة استعداد في أذربيجان تحت ذريعة التدريبات العسكرية".  
 
وأعلنت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين أن قواتها أسقطت مروحيتين تابعتين للجيش الأذربيجاني وثلاث طائرات مسيرة.
 
ونفت وزارة الدفاع في باكو الأمر، وقالت إن قواتها كانت ترد على هجوم من قبل أرمينيا.


أرضنا المقدّسة"
وفي خطاب متلّفز للأمة، تعهّد الرئيس الأذري إلهام علييف الانتصار على القوات الأرمينية. وقال إن "قضيتنا عادلة وسننتصر"، مكررا اقتباسا شهيرا نقل عن خطاب الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين في روسيا ابان الحرب العالمية الثانية. وأضاف أنّ "الجيش الأذربيجاني يقاتل على أرضه. كاراباخ أذرية ".   
 
وأعلنت اذربيجان الاحكام العرفية في البلاد، الى حظر التجول في باكو ومدن اخرى عدة.
 
وفي المقابل، أعلنت كل من أرمينيا ومنطقة ناغورني كاراباخ الأحكام العرفية والتعبئة العامة.
 
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان :"استعدوا للدفاع عن أرضنا المقدّسة"، متهماً أذربيجان بـ"إعلان الحرب" على شعبه.
 
وأفادت أرمينيا في وقت سابق الأحد أن قوات أذرية هاجمت مناطق مدنية في ناغورني كاراباخ بما في ذلك عاصمة المنطقة ستيباناكرت، في عملية أسفرت عن مقتل امرأة وطفل.
 
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأذرية أن القوات الأرمينية انتهكت وقف النار، وقالت أنها أطلقت "عملية مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينية وضمان سلامة السكان"، باستخدام الدبابات والصواريخ المدفعية والطيران العسكري والطائرات المسيّرة.
 
وأكد الناطق باسم الرئاسة الأذرية حكمت حاجييف في بيان "وجود تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين".
 
وقالت وزارة الخارجية الأذرية "لحقت أضرار جسيمة بالعديد من المنازل والبنية التحتية المدنية".
 
وأشار المسؤول المحلي في كاراباخ أرتاك بغلاريان إلى سقوط "ضحايا مدنيين" من سكان المنطقة.
 
وقال رئيس كاراباخ أرايك هاروتيونيان خلال جلسة طارئة للبرلمان في ستيباناكرت (خانكندي بحسب تسميته الأذرية) "أعلنت الأحكام العرفية" وتعبئة جميع الأفراد القادرين على الخدمة العسكرية والذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 سنة.


دعوة روسية وأوروبية لوقف النار 
وحمّلت حليفة اذربيجان تركيا يريفان مسؤولية اندلاع العنف وتعهّدت بدعم باكو.
 
ووجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات للجانب الأرميني، وقال إن أرمينيا هي أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة.
 
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبرهيم كالين على تويتر :"ندين بشدة اعتداء أرمينيا على أذربيجان. خرقت أرمينيا وقف إطلاق النار عبر مهاجمتها مواقع مدنية"، معربا عن دعم بلاده "الكامل" لباكو.   
 
وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى وضع حد للمواجهات الدامية. وقال بوتين وفق بيان للكرملين اثر اتصال هاتفي برئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان :"من المهم بذل كل الجهود الضرورية لتجنب تصعيد المواجهة، لكن الامر الاساسي هو وجوب وضع حد للمواجهات". واضاف ان "الجانب الروسي اعرب عن قلقه البالغ لتجدد المعارك على نطاق واسع".
 
واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره التركي مولود تاووش أوغلو، مشددا على "ضرورة وقف النار في أسرع وقت ممكن".
وأفاد مصدر ديبلوماسي تركي أنّ المسؤولين ناقشا "العدوان الأرميني".
 
إلى ذلك،  قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنّ "الأعمال العسكرية يجب أن تتوقف في شكل عاجل لمنع المزيد من التصعيد"، ودعا "لعودة فورية للمفاوضات من دون شروط مسبّقة".
 
وفي الفاتيكان، قال البابا فرنسيس للمصلين في ساحة القديس بطرس، إنه يصلي من أجل السلام ودعا إلى "بوادر ملموسة من حسن النية والأخوة" من الأطراف المتحاربة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم