الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

حرب "مدفوعة بجنون مدمّر" في أوكرانيا وزوجة زيلينسكي تستنجد بمجلس الكنائس... هل تملك الصين "القرار الصائب"؟

المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
مشهد مأسوي من محطة قطار ينقل لاجئين إلى بولندا (أ ف ب).
مشهد مأسوي من محطة قطار ينقل لاجئين إلى بولندا (أ ف ب).
A+ A-
يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى التي لا تزال تتعرّض للضربات الروسية بينما دعت كييف الصين الحليف الاستراتيجي لموسكو، إلى "إدانة الهمجية الروسية".
 
للمرة الأولى في النزاع، قالت روسيا السبت إنّها استخدمت في اوكرانيا صاروخ "كينجال" فرط صوتي تقول موسكو إنه نوع من الأسلحة القادرة على الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي كلّها.
 
واليوم، أكدت روسيا، لليوم الثاني على التوالي، أنّها استخدمت صواريخ فرط صوتية في أوكرانيا، هذه المرة لتدمير مخازن وقود للجيش الأوكراني في جنوب البلاد.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنّه "تم تدمير مخزون كبير من الوقود بصواريخ (كاليبر) التي تم إطلاقها من بحر قزوين وكذلك صواريخ بالستية فرط صوتية أطلقها نظام (كينجال) من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم". ولم تُحدِّد تاريخ الضربة.
 
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لصحيفة "حريت"، اليوم الأحد، أنّ روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا "المهمة" وأوشكتا على الاتفاق على بعض الموضوعات.

وعبّر جاويش أوغلو عن أمله في إعلان وقف لإطلاق النار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي حققاه نحو التوصل إلى اتفاق.
 
في مدينة ماريوبول الاستراتيجية جنوب شرق أوكرانيا، التي تُقصف منذ أسابيع ويعاني سكانها نقصاً في المياه والغاز والكهرباء، تتحدّث عائلات عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة في أقبية في درجة حرارة دون الصفر.
 
 
  وقال شهود لوكالة فرانس برس السبت إنّ 19 طفلاً معظمهم من الأيتام يواجهون "خطراً كبيراً" بعدما علقوا في مركز للأمراض النفسية ولم يتمكن أولياء أمورهم من الوصول إليهم بسبب المعارك. 
 
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب اليوم إنّ إلحاق "مثل هذه الأمور بمدينة مسالمة (...) عمل إرهابي سيبقى في الذاكرة حتى في القرن المقبل". وأضاف أنّ حصار ماريوبول "سيسجّل في التاريخ للمحاسبة لجرائم الحرب".
 
ألحقت عمليات القصف أضراراً جسيمة بمصنع "آزوفستال" للصلب والمعادن في ماريوبول الميناء والمدينة الصناعية التي ترتدي أهمية كبرى لتصدير الصلب المنتج في شرق البلاد. 
 
 
 
في الإطار، قالت النائبة ليزيا فاسيلنكو التي نشرت تسجيل فيديو على حسابها على "تويتر" تظهر فيه أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من مجمع صناعي: "دُمّر أحد أكبر مصانع التعدين في أوروبا. الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا هائلة".
 
أما النائب سيرهي تاروتا فكتب على صفحته على "فايسبوك" أن القوات الروسية التي حاصرت ماريوبول "دمّرت المصنع عملياً".
 
"كارثة إنسانية مطلقة"
 
في شمال البلاد، تحدّث فلاديسلاف أتروشنكو رئيس بلدية تشيرنيهيف عن "كارثة إنسانية مطلقة" في مدينته. 
 
قال للتلفزيون إنّ "القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمرّ ويؤدي إلى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء". واضاف: "لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمّرة بالكامل". 
 
وتابع أتروشنكو في مستشفى أصيب بالقصف أنّ "المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بدرجة حرارة تبلغ عشر درجات مئوية". 
 
 
لم تتوقّف الضربات في العاصمة كييف وفي ميكولاييف (جنوب) وخاركيف المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.
 
قالت وزارة الدفاع الروسية السبت إنها استخدمت صواريخ "كينجال" الحديثة فرط الصوتية التي أشاد بها فلاديمير بوتين، لتدمير مستودع أسلحة تحت الأرض. 
 
بدوره، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات للموقع الإلكتروني "أوكرانسكا برافدا" إنّ "أوكرانيا أصبحت للأسف ساحة تجارب لترسانة الصواريخ الروسية بأكملها". 
 
من جهتها، أكّدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أنّ روسيا "فشلت في السيطرة على المجال الجوي وتعتمد بشكل كبير على أسلحة بعيدة المدى يتمّ إطلاقها من مواقع الأمان النسبي للمجال الجوي الروسي لضرب مجموعة أهداف في أوكرانيا". 
 
أمّا وزارة الدفاع الأوكرانية فأكّدت أنّ القوات الروسية التي يجري تقدّمها على الأرض بشكل أصعب بكثير مما كان متوقعاً في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشرسة، 291 ضربة صاروخية و1403 غارات جوية منذ بدء الغزو في 24 شباط.
 
الصين و"القرار الصائب"
 
في مواجهة استمرار القصف المميت والمماطلة في المفاوضات التي افتتحت جولة رابعة منها بين كييف وموسكو الإثنين، دعت الرئاسة الأوكرانية بيجينغ إلى اتخاذ موقف. 
 
الصين، الحليف الاستراتيجي لموسكو والدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، هي واحدة من الغائبين الرئيسيين، إلى جانب الهند، عن جوقة الإدانات والعقوبات التي انهالت على روسيا. 
 
كتب ميخالو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي وأحد المشاركين في المفاوضات مع موسكو، على "تويتر": "يمكن للصين أن تكون جزءاً مهماً من نظام الأمن العالمي إذا اتخذت القرار الصحيح لدعم تحالف الدول المتحضّرة وإدانة الهمجية الروسية".
 
يذكر أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ  الجمعة لتوضيح "عواقب تقديم الصين دعماً مادياً لروسيا"، حسب البيت الأبيض. 
 
 
لكنّ الرئيس الصيني لم يكشف موقفه مكتفياً بالتشديد على أنّ النزاعات العسكرية "ليست في مصلحة أحد"، حسب التلفزيون الصيني. 
 
في نيودلهي، دعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الهند أحد كبار مشتري الأسلحة والنفط من روسيا، على الخروج من تحفّظها وإدانة الغزو صراحةً. لكنّ نظيره الهندي ناريندرا مودي حرص على عدم ذكر أوكرانيا، واقتصر البيان المشترك على الدعوة إلى "وقف فوري للعنف".
 
في كلمة عبر الفيديو مع برن، انتقد فولوديمير زيلينسكي السبت شركات مثل مجموعة "نستله" التي تواصل العمل في روسيا. ودعا سويسرا إلى تجميد أصول المليارديرات الروس والمقربين من الكرملين.
 
من جهتها، أعلنت أوستراليا في بيان حكومي اليوم فرض حظر على صادراتها من الألومينا وخام الألمنيوم إلى روسيا "ما سيحدّ من قدرتها على إنتاج الألمنيوم" المادة الاستراتيجية لصناعة الأسلحة خصوصاً.
 
تقول كانبيرا إنّ روسيا تعتمد على أوستراليا للحصول على عشرين بالمئة من احتياجاتها من خام الألمنيوم. 
 
في سياق متّصل، قال الرئيس الأوكراني إنّ 180 ألف شخص تمكّنوا حتى الآن من الفرار من مناطق القتال عبر ممرّات إنسانية. 
 
وقد أكّد السبت أنّ "المحتلين يواصلون منع وصول المساعدات الإنسانية خصوصاً حول المناطق الحساسة. إنّه تكتيك معروف (...) إنّها جريمة حرب". 
 
بدورها، دعت السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، زوجة زيلينسكي، مجلس الكنائس العالمي، وهو منظمة تمثل 580 مليون مسيحي في العالم، للمساعدة في تنظيم "ممرّات إنسانية حقيقية" في أوكرانيا.
 
في المواقف، أكّد الرئيس السويسري إيغناسيو كاسيس السبت أنّ الحرب الروسية في أوكرانيا "مدفوعة بجنون مدمر" وأنّ سويسرا "مستعدّة لتحمّل" ثمن "الدفاع ببسالة وبلا كلل عن الحرية والديموقراطية". 
 
من جهته، حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت من العودة إلى علاقات طبيعية مع موسكو، معتبراً أنها "خطأ" حتى لو توقف الغزو الروسي لأوكرانيا.
 
تفيد أرقام السلطات الأوكرانية بأنه تم إجلاء 6623 شخصاً عبر الممرات الإنسانية السبت بينهم 4128 فروا من ماريوبول و1820 فروا من كييف. 
 
ومنذ 24 شباط، فرّ أكثر من 3,2 ملايين أوكراني توجه نحو ثلثيهم إلى بولندا التي تشكل في بعض الأحيان مرحلة قبل مواصلة نزوحهم الجماعي. 
 
في لندن، رُفع علم أوكرانيا مساء السبت أمام مقرّ "الأوبرا الوطنية الانكليزية" حيث قدّم نجوم عالميون في رقص الباليه عرضاً إنسانياً كبيراً من أجل أوكرانيا وأطلقوا رسالة سلام.
 
أمّا في مدريد، فخرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع إسبانيا السبت تلبية لدعوة اليمين المتطرف، للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم