اشترِك في نشرتنا الإخبارية
واشنطن تحذر : "داعش" لا يزال "قويا" في أفغانستان
20-05-2021 | 00:00
المصدر: النهار
لا يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المتطرف يمثل قوة "كبيرة" في أفغانستان ومسؤولا عن هجوم وقع مؤخرا أودى بعشرات التلميذات، بحسب ما أعلن القائم بالأعمال الأميركي إلى كابول روس ويلسون في مقابلة مع "وكالة الصحافة الفرنسية".
لكن ويلسون حمل إلى حد كبير حركة "طالبان" مسؤولية تصاعد أعمال العنف في الدولة التي تمزقها الحرب، واتهم الحركة بخرق اتفاقيات تم التوصل إليها في محادثات سلام، حتى بينما يواصل الجيش الأميركي سحب قواته.
وقال ويلسون في المقابلة :"لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يمثل قوة كبيرة هنا - هذا من بين الأسباب العديد التي تجعلنا نواصل تقديم الأمن والمساعدة في مكافحة الإرهاب للسلطات الأفغانية".
واتهم التنظيم بالوقوف وراء تفجيرات الثامن من أيار أمام مدرسة للبنات في كابول أودت بأكثر من خمسين شخصا، وتفجير مسجد في ضواحي العاصمة في نهاية الأسبوع، أدت إلى مقتل 12 مصليا.
ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف المدرسة، فيما تبنى "داعش" تفجير المسجد.
ورغم نفي "طالبان"، وإعلان "داعش" مسؤولية تفجيرات، كثيرا ما تتهم الحكومة الأفغانية حركة "طالبان" في هجمات تستهدف مدنيين، وتؤكد سحق التنظيم المتطرف إلى حد كبير قبل عامين في معقله بولاية ننغرهار.
ظهر هذا التنظيم في أفغانستان عام 2014 فيما كانت قوات حلف شمال الأطلسي المقاتلة تنسحب من البلد وتسلم المسؤولية للقوات الأمنية الأفغانية.
وقال ويلسون إن "تفجير المدرسة وتفجير المسجد الذي وقع بعد بضعة أيام، يبدو بشكل واضح أنه من عمل ما يسمى بالدولة الإسلامية"، مضيفا أن "فلول القاعدة" لا يزالون ينشطون في البلد.
ومع بدء القوات الأميركية وقوات الأطلسي في الأول من أيار الانسحاب النهائي المتوقع أن يُستكمل بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول، تصاعدت أعمال العنف، ووقعت اشتباكات متكررة بين طالبان وقوات الحكومة الأفغانية.
عنف غير مبرر
وقال ويلسون إن "طالبان" شنت هجمات "كبيرة" في الأشهر القليلة الماضية ضد القوات الحكومية والمدنيين "استهدفتهم... في الأسواق وفي مختلف المدن والبلدات في أنحاء البلاد". وأضاف: "يمكن أن نكون واضحين وصادقين في شأن ذلك".
وويلسون الذي كان ديبلوماسيا في العديد من الدول ومن بينها روسيا وتركيا، قال إن أعمال العنف "غير مبررة" لأن "طالبان" منخرطة في محادثات سلام مع كابول، وإن كانت متوقفة منذ أشهر.
وقال ويلسون: "شعرنا بخيبة كبيرة من سلوك طالبان وتواصل المستويات العالية وغير المبررة حقا من أعمال العنف ضد الأفغان". وأضاف :"ما من سبب لذلك... خصوصا إذا كان الطرف مشاركا في عملية سياسية".
وويلسون الذي وصل إلى كابول في كانون الثاني 2020، قال إن واشنطن لا تزال تأمل في نتيجة سلمية. وأوضح أن "ما نحاول فعله الآن هو التوصل لتسوية سياسية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار ونهاية دائمة للاقتتال هناك".
لكن الطريق إلى ذلك يبدو طويلا، بحسب ما رأى محللون. ف"طالبان" تريد العودة إلى إمارة إسلامية يحكمها مجلس يضم وجهاء دينيين، فيما خطة الرئيس أشرف غاني تتضمن انتخابات تقرر مصير البلد بينما تسعى واشنطن إلى حكومة وحدة وطنية مؤقتة.
وعقب الاتفاق بين "طالبان" وواشنطن العام الماضي والذي مهد الطريق لانسحاب القوات الأميركية، بدأت محادثات سلام بين كابول والمتمردين في أيلول في قطر.
لكن لم يتم التوصل بعد لاتفاق ويبدو أن "طالبان" مترددة في حضور مؤتمر دولي منفصل في تركيا اقترحت عقده واشنطن لإعادة إحياء المفاوضات المتوقفة.
وحتى مع تواصل الانسحاب الأميركي، فإن دور واشنطن في أفغانستان سيستمر، بحسب ويلسون. وقال :"واضح أن هذا البلد يواجه بعض القضايا المعقدة حول مسار الأشهر والسنوات القادمة... (لكن) كنا واضحين في شأن التزامنا مواصلة الدعم الأمني". وأكد "لن نذهب إلى أي مكان. نحن هنا".
