الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الجوع يقتل عشرات الأطفال في مستشفيات تيغراي

المصدر: "أ ف ب"
أمّ نازحة من إقليم تيغراي الإثيوبي تطعم طفلها (أ ف ب).
أمّ نازحة من إقليم تيغراي الإثيوبي تطعم طفلها (أ ف ب).
A+ A-
كشفت دراسة جديدة أن "قرابة 200 طفل لقوا حتفهم في مستشفيات في أنحاء مختلفة من إقليم تيغراي الإثيوبية نتيجة الجوع مع تفاقم سوء التغذية بعد عام واحد من اندلاع نزاع دامٍ".

تلقي البيانات التي جمعت من 14 مستشفى نظرة نادرة على حجم المعاناة في تيغراي الذي يكافح مع تعتيم الاتصالات وما تصفه الأمم المتحدة بأنّه حصار فعلي يمنع إدخال المساعدات، ما يعني أن معظم الإمدادات الطبية الأساسية لم تعد متوفرة.

وقال الدكتور هاغوس غودفاي، رئيس مكتب الصحة في حكومة تيغراي ما قبل الحرب، إنّ "الحصيلة بالكاد شاملة نظراً إلى أن معظم المرافق الصحية لا تعمل ولم يتمكن العاملون الصحيون من الوصول سوى إلى نحو نصف نواحي المنطقة".

كان هاغوس يتحدّث عن النتائج التي جُمع بعضها بالشراكة مع جامعة ميكيلي عاصمة تيغراي، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" هذا الأسبوع.

وقال "سجلنا أكثر من 186 حالة وفاة"، في إشارة إلى الوفيات الناجمة عن سوء التغذية الحاد الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة، مضيفاً "جمعنا هذه المعلومات من المستشفيات فقط".

وأكّد أنّ "نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفعت من 9 بالمئة قبل الحرب إلى نحو 29 بالمئة".

وأضاف: "نسبة سوء التغذية الحاد الشديد ارتفعت لدى الاطفال من 1,3 بالمئة قبل الحرب إلى 7,1 بالمئة".

وأفادت فقط 14 في المئة من الأسر التي شملها المسح أن لديها قدرة كافية على الحصول على الطعام، مقارنة مع 60 بالمئة في السابق، وفقاً لهاغوس الذي عبّر عن خشيته من ما يحدث في المناطق التي لم تتمكن فرقه من الوصول إليها حتّى الآن.

وقال إنّه "بالنسبة لتلك المناطق التي لا يمكن الوصول إليها، يمكنك فقط تخيّل عدد الأطفال الذين يموتون بسبب الجوع. يعيشون في مناطق نائية، حيث لا توجد مياه ولا يوجد طعام ولا اتّصالات ولا مرفق صحي".

وتابع: "لذا أقول لكم إذا ذهبنا إلى المناطق النائية فسوف تتضاعف الأرقام بالتأكيد".

كارثة 
أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قواته إلى تيغراي في تشرين الثاني 2020 للإطاحة بالحزب الحاكم في المنطقة، جبهة تحرير شعب تيغراي، وهي خطوة قال إنها جاءت ردّاً على هجمات شنّتها الجبهة على معسكرات للجيش.

وقد وعد الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019 بانتصار سريع، لكن مع حلول أواخر حزيران استعادت الجبهة السيطرة على معظم المنطقة بما في ذلك ميكيلي وتقدّمت جنوبًا منذ ذلك الحين.

ووفقاً للأمم المتحدة، منذ منتصف تموز تمكنت أقل من 15 بالمئة من المساعدات المطلوبة من دخول تيغراي، ما أثار مخاوف من شبح مجاعة جماعية كالتي حوّلت إثيوبيا إلى نموذج للمجاعة في الثمانينات.

وقد وثقت وكالة "فرانس برس" سابقاً وفيات متفرقة بسبب الجوع في أجزاء متعدّدة من تيغراي، واصفةً كيف تطعم الأمهات أوراق الشجر لأطفالهن في محاولة يائسة لإبقائهم على قيد الحياة.

وقال هاغوس إنّ "نتائج الدراسة تغطي الأشهر الأربعة من أواخر حزيران، عندما استعادت جبهة تحرير شعب تيغراي السيطرة على ميكيلي، حتّى أواخر تشرين الأول".

وأضاف أن "المستشفيات الـ14 التي لا تزال عاملة في المنطقة تسجل كل منها ما بين ثلاث إلى أربع وفيات أسبوعياً بسبب أمراض يمكن علاجها عادة مثل الالتهابات الرئوية والإسهالات".

وعبّر عن قلقه بشكل خاص بشأن عشرات الآلاف من سكان تيغراي الذين كانوا يخضعون "لمتابعة دورية"، بما في ذلك 55 ألف مريض مصابين بالإيدز وغيرهم ممن يعانون من أمراض مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم والسكري.

وأوضح أنّه "إذا لم نتمكن من رعايتهم، إذا لم نتمكن من توفير الأدوية لهم، فهذا كارثي".

أطباء محبطون 
ترفض حكومة أبيي اتهامها بمنع وصول المساعدات إلى تيغراي، معتبرةً أن "ما يقيد دخول المساعدات هو تقدّم جبهة تحرير شعب تيغراي في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين".

وقالت المتحدّثة باسم أبيي بيلين سيومو في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأسبوع الماضي إنّ "عبء مسؤولية وصول المساعدات الإنسانية يقع على عاتق جبهة تحرير شعب تيغراي".

من جهتها، قالت الولايات المتحدة إنّ "الوصول إلى الإمدادات والخدمات الأساسية ممنوع من قبل الحكومة الإثيوبية"، مندّدةً بما اعتبرته "مؤشرات على حصار".

ودقّ عمال الإغاثة ناقوس الخطر بشأن القيود التي فرضتها الحكومة على دخول الأدوية إلى المنطقة.

وقال هاغوس إنّه مع "تضرّر المرافق الصحية في أنحاء تيغراي، وتعليق الخدمات المصرفية، ونفاد مخزونات الإمدادات الآن، لا يستطيع عمال الصحة إلّا فعل القليل".

وأضاف أن "التزام القوى العاملة الصحية مذهل حقاً. إنّهم يريدون العمل فقط حتّى بدون راتب، لكن ليس لديهم طعام يأكلونه".

وبالتزامن مع ذلك يسارع المبعوثون الأجانب بالتحرّك لإنهاء النزاع، حيث من المقرّر وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت باكر الأربعاء الى كينيا المجاورة بينما تؤكّد الجبهة أنّ رفع "الحصار" عن تيغراي هو شرط لأيّ وقف لإطلاق النار.

واعتبر هاغوس أنّه أمر لا بد منه، واصفاً الوضع الحالي بأنّه "عقاب جماعي"، موضحاً أن "حقوق شعب تيغراي ليست ما نتفاوض عليه هنا".

كما أكّد أنّه "إذا كانت المفاوضات ستجرى، فيمكن أن تكون فقط على قضايا تتعلّق بالتسوية السياسية".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم