الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

طالبان تواصل هجومها وتقترح هدنة مشروطة لثلاثة أشهر والبلدان المجاورة تخشى تدفق موجات من اللاجئين الأفغان

المصدر: النهار
أفغانية على طريق في كابول أمس.(أ ف ب)
أفغانية على طريق في كابول أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
أعلن المفاوض الحكومي الأفغاني نادر نادري أمس أن حركة طالبان اقترحت وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر مقابل إطلاق نحو سبعة آلاف متمرد محتجزين في سجون أفغانستان في وقت تواصل الحركة المسلحة هجوما واسعا في أنحاء البلاد.
 قال نادري للصحافيين :"إنه طلب كبير"، مضيفا أن المتمردين طلبوا أيضا شطب أسماء قادة في الحركة من اللائحة السوداء للأمم المتحدة.
ويأتي الإعلان في وقت استخدمت قوات الحدود الباكستانية الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من مئات الأشخاص حاولوا اجتياز معبر حدودي لدخول أفغانستان، وفق مسؤولين.
وكانت السلطات الباكستانية أغلقت المعبر قبل يوم عقب سيطرة متمردي طالبان على الجانب الأفغاني من الحدود في إقليم سبين بولداك، وتحقيقهم مزيدا من المكاسب منذ تسريع القوات الأجنبية خروجها من أفغانستان.
وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه في معبر شامان الحدودي (جنوب غرب) على الجانب الباكستاني ل"وكالة الصحافة الفرنسية": "هذا الصباح (الخميس)، حاول حشد مؤلف من قرابة 400 شخص غير منضبطين يرغبون في المرور، عبور الحدود بالقوة. رموا حجارة مما أجبرنا على استخدام الغاز المسيّل للدموع".
واضاف أن قرابة 1500 شخص كانوا قد تجمعوا منذ الأربعاء على الحدود بانتظار عبورها.
وقال مسؤول باكستاني آخر من حرس الحدود طلب أيضاً عدم ذكر اسمه "أُرغمنا على ضربهم لأنه لم يكن بالإمكان السيطرة على الناس".
وأوضح جماداد خان وهو مسؤول حكومي كبير في شامان أن الوضع حالياً "تحت السيطرة".
وأكد مصدر من طالبان أن مئات الأشخاص كانوا قد تجمعوا أيضا في الجانب الأفغاني، أملا في العبور إلى باكستان. وقال :"نجري محادثات مع السلطات الباكستانية. من المقرر عقد اجتماع رسمي اليوم بشأن فتح الحدود، ونأمل أن تُفتح خلال يوم أو اثنين".
 
معبر استراتيجي
يُعد المركز الحدودي أحد أهم المعابر من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لطالبان إذ يمكن الوصول عبره مباشرة إلى إقليم بلوشستان الباكستاني حيث تتمركز قيادة طالبان منذ عقود وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيين الذين يُرسلون إلى أفغانستان للقتال.
ويُعتبر طريق سريع رئيسي يربط الحدود بكراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان وميناؤها الشاسع المطل على بحر العرب، أساسيا لتجارة الهيروين في أفغانستان التي تدر مليارات الدولارات وكانت مصدرا مهما لتمويل الحرب التي تشنها طالبان منذ سنين.
ومعبر سبين بولداك كان الأخير ضمن النقاط الحدودية والموانئ الداخلية التي سيطر عليها المتمردون في الأسابيع الأخيرة، في وقت يسعون لخنق العائدات التي تحتاج لها كابول بشدة وفي الوقت نفسه لملء خزائنهم.
ونفت وزارة الداخلية الأفغانية أن تكون طالبان قد استولت على المنطقة، رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بصور لمقاتلين من المتمردين وهم يستريحون في البلدة الحدودية.
بعد ساعات على سقوط المعبر، شاهد مراسل ل"وكالة الصحافة الفرنسية" على الجانب الباكستاني قرابة 150 مقاتل من طالبان يركبون دراجات نارية وهم يلوحون برايات للحركة المتمردة ويطالبون بالسماح لهم بالدخول إلى افغانستان. ويعبر يومياً الحدود إلى شامان مئات الأشخاص، معظمهم أفغان من التجار والعمال الزراعيين.
وأغلقت السلطات الباكستانية الحدود منذ السادس من تموز بسبب الوضع الصحي المرتبط بكوفيد-19.
ولطالما اتُهمت باكستان بدعم متمردي طالبان وتأمين مأوى لهم.
 
البلدان المجاورة 
واجتمع الرئيس الأفغاني أشرف غاني مع زعماء إقليميين لإجراء محادثات في أوزبكستان أمس، فيما يثير تدهور الوضع الأمني في أفغانستان مخاوف من أزمة لاجئين جديدة، في حين رفضت باكستان بالفعل استقبال المزيد.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ملايين الأفغان نزحوا داخل بلادهم على مدى أعوام من الحرب، منهم 270 ألفا منذ كانون الثاني مع انسحاب القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة.
ومع عزم مقاتلي طالبان على ما يبدو على هزيمة حكومة غاني المدعومة من الغرب، يخشى جيران أفغانستان عبور اللاجئين الحدود مع اشتداد القتال وتدهور الأحوال المعيشية.
وقال ديبلوماسي في إفادة في شأن الاجتماع الذي يستمر يومين "ستركز الاجتماعات في طشقند على مستقبل أفغانستان وستشمل ديبلوماسية مكثفة".
وفر الأفغان من بلادهم على مدى أعوام، معظمهم إلى باكستان شرقا وإيران غربا.
ووفقا لبيانات مفوضية اللاجئين تؤوي باكستان 1.4 مليون لاجئ أفغاني في حين يوجد قرابة المليون منهم في إيران. لكن عدد الأفغان غير الموثق في البلدين أعلى من ذلك بكثير.
ومن المتوقع أن يحضر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ومسؤولون حكوميون كبار من بلدان المنطقة الاجتماع في طشقند.
واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في دوشنبه عاصمة طاجيكستان هذا الأسبوع، ودعوا إلى إنهاء العنف ضد المدنيين الأفغان وحثوا الحكومة على تعزيز وضعها لتحقيق الاستقرار.
وقد تدفع أزمة إنسانية الأفغان إلى الفرار من بلادهم مثلما يفعل القتال.
ووفقا للأمم المتحدة يحتاج نحو 18.4 مليون شخص، أي نحو نصف سكان البلاد، مساعدات إنسانية. وحثت المنظمة الدولية على جمع 1.3 مليار دولار لعملياتها هناك في العام الحالي، لكنها لم تتلق سوى نحو 23 في المئة من هذا المبلغ.
 
إجلاء المتعاونين
وأكد البيت الأبيض أن السلطات الأميركية ستطلق خلال تموز الجاري رحلات جوية خاصة لإجلاء المواطنين الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة كمترجمين أو في مناصب أخرى.  
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي إن عملية الإجلاء الجوي للأفغان الذين قدموا طلبات للحصول على تأشيرات دخول خاصة إلى الولايات المتحدة بسبب وجود خطر على حياتهم بعد عملهم مع الحكومة الأميركية ستبدأ في الأسبوع الأخير من شهر تموز.  
وصرحت: "يكمن سبب اتخاذنا هذه الخطوات في أن هؤلاء أشخاص باسلون ونريد أن نضمن أننا ندرك ونقيم الدور الذي لعبوه خلال عدة سنوات ماضية".
وأوضحت أنه لا يمكنها تقديم معلومات دقيقة حول عدد الأفغان الذين ستشملهم هذه العملية نظرا للدوافع الأمنية.
وأعلنت الولايات المتحدة، في 30 نيسان، بدء عملية انسحاب القوات الأميركية من أراضي أفغانستان وفقا لخطة الرئيس، جو بايدن.
ومع اقتراب هذه العملية من نهايتها، حيث تم إنجازها حاليا بنسبة 95%، كثفت حركة طالبان المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع القوات الحكومية في جبهات عدة بالبلاد.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم