الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

فنلندا: رئيسا الجمهورية والحكومة يويّدان الانضمام إلى حلف الأطلسي "من دون تأخير"

المصدر: أ ف ب
نينيستو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع جونسون في القصر الرئاسي في هلسنكي بفنلندا (11 ايار 2022، أ ف ب).
نينيستو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع جونسون في القصر الرئاسي في هلسنكي بفنلندا (11 ايار 2022، أ ف ب).
A+ A-
أعلن رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها، الخميس، أنهما يؤيّدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن قرارا رسميا سيتّخذ في نهاية الأسبوع، بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحوّلا سريعا في الرأي العام في البلد.

وسارع الكرملين للرد على الإعلان، معتبرا أن انضمام فنلندا إلى التحالف العسكري الغربي يمثّل "بالتأكيد" تهديدا لروسيا.

ويتوقع أن تعلن السويد المجاورة التي التزمت عدم الانحياز العسكري على مدى عقود على غرار فنلندا، قرارها في هذا الصدد خلال أيام، وهو أمر سيتم على الأرجح خلال اجتماع لحزب رئيسة الوزراء ماغدالينا اندرسون الاشتراكي الديموقراطي.

وويتوقع أن يقدّم البلدان طلب ترشيحهما للعضوية بشكل مشترك.

وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين في بيان مشترك إن "على فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى الناتو من دون تأخير".
 
وقال البيان إن "عضوية الناتو ستعزز أمن فنلندا. وبانضمامها إلى الناتو، ستزيد فنلندا من قوة التحالف الدفاعي برمته".

وأضاف البيان أن لجنة خاصة ستعلن قرار فنلندا الرسمي بشأن مسألة تقديم ترشيحها لعضوية الناتو الأحد. 

وحذّرت موسكو مرارا ستوكهولم وهلسنكي من عواقب انضمامهما إلى الحلف الذي تقوده واشنطن.

لكن نينيستو شدد على أن "الانضمام إلى الناتو لن يكون ضد أحد"، وسط تحذيرات روسية من عواقب سعي هلسنكي للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي. وقال إن ردّه على روسيا سيكون "أنتم تسببتم بذلك".

وفي ظل التوتر بين الغرب وروسيا في كانون الثاني، قالت مارين إنها "تستبعد إلى حد بعيد" أن تقدّم هلسنكي طلب ترشحها لعضوية الناتو خلال ولايتها الحالية التي تنتهي في نيسان 2023.

- تحوّل -
لكن بعدما غزت روسيا جارتها الشرقية أوكرانيا في 24 شباط، تحوّل الرأيان العام والسياسي في فنلندا بشكل كبير ليصبحا مؤيّدين للعضوية لردع أي عدوان روسي.

وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "ايلي" الفنلندية الاثنين أن نسبة قياسية من الفلنديين (76 في المئة) باتت تؤيد الانضمام إلى الحلف، مقارنة بما بين 20 و30 في المئة في السنوات الأخيرة.

 وتفصل حدود يبلغ طولها 1300 كلم بين فنلندا وروسيا. والتزمت هلسنكي عدم الانحياز العسكري على مدى عقود.

وعام 1939، غزاها الاتحاد السوفياتي. قاوم الفنلنديون بشراسة خلال حرب الشتاء الدامية، لكنهم أجبروا نهاية المطاف على التخلي عن جزء كبير من منطقة كاريليا (شرق) في إطار معاهدة سلام مع موسكو.

أكد وزير الدفاع الفنلندي أنتي كايكونين الخميس أن مسعى بلاده للانضمام إلى الناتو سيرفع "بدرجة كبيرة العتبة لإمكانية استهداف فنلندا بهجوم عسكري (...) هذا حل دفاعي لا يهدد أحدا". 

وأعرب في تصريحات نشرها على مدونته عن أمله في أن تصل السويد إلى النتيجة ذاتها وبالتالي "سيمكننا التقدّم بطلب العضوية معا".

بدورها، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي لوكالة "تي تي" للأنباء إنه "من الطبيعي أن قرار فنلندا يعد مهما للغاية بالنسبة للسويد"، مشيرة إلى أن حكومتها ستعلن قرارها "قريبا".

أما رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، فكتب على تويتر أن انضمام فنلندا إلى الناتو "سيساهم بشكل كبير في أمن أوروبا.إنه مؤشر ردع قوي في وقت تخوض روسيا حربا في أوكرانيا".

- الخطوات المقبلة -
هناك دعم سياسي واسع لانضمام فنلندا إلى الناتو، وسط رؤية عامة بأن الغزو الروسي أحدث هزة في الوضع الأمني في أوروبا.

وتدعم معظم الأحزاب الممثلة في البرلمان الفنلندي الخطوة، كما تدعمها لجنة الدفاع البرلمانية.

ولطالما تعاونت فنلندا والسويد مع الناتو، ويتوقع بأن يكون بإمكان البلدين الانضمام إلى الحلف سريعا.

وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس على أن عملية انضمام فنلندا ستكون "سلسلة وسريعة".

وستكون الخطوة التالية بأن يعقد اجتماع الأحد بين الرئيس الفنلندي ولجنة وزارية معنية بالسياسة الخارجية والأمنية، وهي هيئة مكوّنة من الرئيس ورئيسة الوزراء ونحو ستة وزراء في الحكومة.

وستتخذ اللجنة القرار الرسمي بشأن تقديم فنلندا طلب الترشح للعضوية، في مقترح يتم عرضه بعد ذلك على البرلمان.

وبعد تقديم الطلب الرسمي إلى الحلف، سيتعيّن على نواب جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو المصادقة عليه، في عملية قد تستغرق شهورا.

وقال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو الثلثاء إنه يعتقد أن بلاده ستصبح عضوا كاملا في الحلف الأطلسي في موعد "أقربه" الأول من تشرين الأول.

وتابع "قال الأمين العام للناتو إن هذه العملية ستستغرق ما بين أربعة و12 شهرا. انطباعي هو بأن المدة قد تكون أقرب لأربعة أشهر منها لسنة".

ولأن الدول المرشحة للعضوية غير مشمولة في المادة الخامسة للناتو لاتفاق الدفاع المتبادل سعت كل من فنلندا والسويد للحصول على تطمينات من أعضاء الحلف بأنهما ستتمتعان بالحماية بانتظار العضوية الكاملة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم