الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الاحتجاجات على القيود الصحية في كندا تتواصل وسط مخاوف بشأن الاقتصاد

المصدر: "أ ف ب"
متظاهرون يزيلون الثلج والجليد أمام مكتب رئيس الوزراء جاستن ترودو بينما يواصلون الاحتجاج على الإجراءات الصحية في أوتاوا، كندا (أ ف ب- 9 شباط 2022).
متظاهرون يزيلون الثلج والجليد أمام مكتب رئيس الوزراء جاستن ترودو بينما يواصلون الاحتجاج على الإجراءات الصحية في أوتاوا، كندا (أ ف ب- 9 شباط 2022).
A+ A-
تصاعدت المخاوف في شأن التأثير الاقتصادي لاحتجاجات سائقي الشاحنات في كندا التي لم تضعف مع بلوغها اليوم يومها الثالث عشر، رغم بدء إعلان تخفيف القيود الصحية في أجزاء من البلاد.
 
إضافة إلى شوارع العاصمة الفدرالية أوتاوا التي تشلّها الاحتجاجات المناهضة للإجراءات الصحية منذ نهاية كانون الثاني، يريد سائقو الشاحنات وأنصارهم ضرب الاقتصاد عبر شلّ بعض طرق التجارة الأساسية.
 
زاد إغلاق جسر "أمباسادور" الأساسي على الحدود مع الولايات المتحدة منذ الإثنين حدّة التوتر، فرغم ما لأوتاوا من رمزية قوية إلاّ أنها ليست عاصمة اقتصادية.
 
من جهته، قال وزير الصناعة فرنسوا فيليب شامباني عبر "تويتر" اليوم إنّ "عمليات التعطيل غير القانونية يجب أن تنتهي". وأضاف أنّ الجسر "حيوي" لسلاسل الإمداد الكندية، مشيراً إلى أنّ "آلاف العمال والشركات يعتمدون عليه".
 
 
الجسر المعطّل الذي يربط أونتاريو بديترويت في الولايات المتحدة، بالغ الأهمية لصناعة السيارات ولكن أيضاً للمستشفيات الأميركية التي توظف العديد من الممرضات الكنديات.
 
بدوره، قال رئيس الاتحاد الكندي لمصنّعي السيارات براين كينغستون لوكالة "فرانس برس"، مطالباً بإنهاء الاحتجاجات، إنّ "التعطيلات على الحدود الكندية تهدّد سلاسل الإمداد الهشة التي تتعرّض فعلاً لضغوط بسبب النقص والتأخير المرتبطين بالوباء".
 
يأتي إغلاق جسر "أمباسادور" في "لحظة حرجة"، وفق المحللة في موقع "أوتوترايدر" الأميركي لشراء وبيع السيارات ميشيل كريبس.
 
في العادة، يعبر هذا الجسر يومياً نحو 40 ألف شخص وما يعادل 323 مليون دولار أميركي من البضائع. 
 
أما أستاذ الاقتصاد بجامعة أوتاوا جيل لافاسور فاعتبر أنّه "عندما يشكّل هذا النوع من التعطيل عائقاً أمام النمو الاقتصادي وإنتاج السلع... يجب أن تتدخل الحكومة الفدرالية". وأضاف: "في الوقت الحالي، لا نرى إرادة سياسية للمضي في هذا الاتجاه للتعامل فعليا مع التعطيل".
 
 
"التخلي عن كلّ القيود"
بدا المأزق شاملاً صباح اليوم، إذ تمسّك رئيس الوزراء جاستن ترودو بخطابه السابق قائلاً في تصريحات للصحافة: "أتفهّم مدى إرهاق الناس وإحباطهم... لكن باتّباع العلم، من خلال التطعيم، سنتجاوز الأزمة".
 
(أ ف ب)
 
في شوارع العاصمة الفدرالية أوتاوا مركز الحركة الاحتجاجية، لم يتغير الوضع منذ 13 يوماً، إذ لا تزال مئات من شاحنات نقل البضائع الثقيلة مرابطة قرب مبنى البرلمان ومكتب رئيس الوزراء.
 
أقام متظاهرون حفلات شواء وسط الشارع لإطعام سائقي الشاحنات وأنصارهم، فيما لعب آخرون كرة القدم حول صفائح البنزين التي تستخدم لتزويد الشاحنات بالوقود بشكل مستمرّ، وحلّقت فوق المكان مروحية للشرطة الفدرالية، بحسب مراسلة وكالة "فرانس برس".
 
في تصريح لـ"فرانس برس"، أبدى مارك هاريغان (63 عاماً) سعادته بإعلان إلغاء شهادة التلقيح الثلثاء في ألبرتا وساسكاتشوان، معتبراً أنّ السياسيين "بدأوا أخيرا يفهمون". وأضاف: "آمل أن يفوا بالتزاماتهم ويتخلوا عن الإجراءات نهائياً".
 
واضعاً قبعة كُتب عليها "كندا" وحاملاً علم بلاده على كتفيه، يعتقد العامل من أونتاريو أنّ الإجراءات تسببت بالفعل في "كوارث" ستبقى "لسنوات طويلة".
 
لكي تتوقف الاحتجاجات، "يجب التخلي عن كل القيود (المرتبطة بكوفيد-19) في كندا"، وفق غوران دزيلاجليا (50 عاماً) من أونتاريو، الذي ينام ويأكل في شاحنته منذ بدء الحراك رغم تلقيه جرعتي لقاح. 
 
(أ ف ب)
 
أعلنت محافظتا ساسكاتشوان وألبرتا (وسط) الثلثاء التخلي عن شهادة التلقيح، معتبرتين أنّ "فوائدها لم تعد تفوق تكاليفها". وللمرة الأولى منذ تطبيق القيود الجديدة المرتبطة بموجة "أوميكرون"، أعلنت كيبيك جدولاً زمنياً مفصلاً لتخفيف القيود. 
 
كانت الحركة التي سُمّيت "قافلة الحرية" تهدف في الأصل إلى الاحتجاج على قرار إلزام سائقي الشاحنات بتلقي اللقاح لعبور الحدود مع الولايات المتحدة، لكنّها سرعان ما تحولت إلى حراك ضدّ الإجراءات الصحية ككلّ وضدّ الحكومة.
 
مذاك، توسع الاحتجاج وانتشر إلى خارج كندا، فقد صار المتظاهرون الكنديون ضدّ الإجراءات الصحية أبطالاً جدداً للمحافظين ومعارضي القيود الذين يطالبون بتعبئة أكبر من نيويورك إلى نيوزيلندا.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم