الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

خمسة أساقفة أصيبوا بالفيروس... كورونا يضرب الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة المشكّكة في خطورته

المصدر: أ ف ب
رئيس الأساقفة إيرونيموس (في الوسط) مترئسا قداسا في كنيسة أثينا (24 تموز 2020، أ ف ب).
رئيس الأساقفة إيرونيموس (في الوسط) مترئسا قداسا في كنيسة أثينا (24 تموز 2020، أ ف ب).
A+ A-
تجد الكنيسة الارثوذكسية اليونانية النافذة نفسها مجبرةً على مواجهة واقع تفشي وباء كوفيد-19، بعدما كانت معارضة إلى درجة كبيرة للقيود المفروضة لاحتوائه، على خلفية إصابة خمسة من أساقفتها، بينهم رئيسها نفسه بالمرض. 

وأوضح خريسوتموس ستاموليس، أستاذ علم اللاهوت في جامعة سالونيكي، أن الكنيسة "لم تدرك بدايةً نطاق المشكلة".
 
وأضاف لفرانس برس أنه "في حالات عدة، كان الكبرياء سيد الموقف. فالعديد من (رجال الدين) يعتبرون أنهم غير معرضين للخطر". 

لكن  خمسة أساقفة على الأقل أصيبوا الشهر الماضي بالفيروس، وقد توفي واحد منهم. 

وبين المصابين، ايرونيموس البالغ من العمر 82 عاماً، رئيس أساقفة الكنيسة النافذة المهيمنة بقوة على الدولة. 

وقال المطران ايرونيموس بعيد خروجه من المستشفى الذي بقي فيه نحو أسبوعين: "شعرت بالخوف والألم كما كل الناس". 

في جبل آثوس أيضاً، لم يكن الرهبان بمنأى عن الفيروس، رغم عزلتهم في تلك المنطقة الجبلية الواقعة في شمال اليونان. 

ورغم أن الدولة منعت إقامة الطقوس الدينية كما حظرت كل التجمعات العامة الأخرى، إلا أن كنائس البلاد بقيت مفتوحة خلال فترة الإغلاق الأولى في الربيع وكذلك خلال الإغلاق الثاني الذي بدأ في 7 تشرين الثاني. 

وانتقد كثر ذلك التساهل من جانب حكومة كيرياكوس ميتسوتاكيس المحافظة التي تملك روابط وثيقة مع الكنيسة. 

وأظهرت صور نددت بها المعارضة، الكثير من رجال الدين من دون كمامات، ومن دون احترام التباعد الاجتماعي، أو أنهم يقومون بتقديم المناولة للناس خلال القداديس. 

وشدد ايرونيموس نفسه، قبل نقله إلى المستشفى، على أهمية مواصلة طقوس المناولة، رغم تحفظات الخبراء العلميين على ذلك. وقال لصحيفة "كاثيميريني" في الربيع إنه "من دون المناولة لا توجد كنيسة". 

وبعيد الإغلاق الثاني، اشتكت رابطة الكهنة اليونانيين من تدابير "مبالغ فيها"، "تعيق حرية الديانة". 

- "مسؤولية الجميع" -
لم يدع ايرونيموس رجال الدين الى "احترام قواعد وتدابير السلطات الصحية المختصة" إلا بعد تدهور الوضع الصحي وإصابة العديد من رجال الدين بالفيروس. 

وقال في 14 تشرين الثاني خلال لقاء مع رئيس الوزراء: "نتحمل مسؤولية حماية الإنسان والصحة العامة عبر تصرفاتنا، لنتمكن من الاحتفال بعيد الميلاد في كنائسنا". 

لكن يبدو أن رئيس الأساقفة قد لا يتمكن من إقناع رجال الدين في كنيسته. وفي رسالة إلى ايرونيموس في 10 تشرين الثاني، قال سيرافيم أسقف كيثيرا: "في الواقع، أعطينا المفاتيح لكنائسنا". 

عموما، جاء ردّ رجال الدين "إشكالياً على أقل تقدير"، وفق ألكسندروس ساكيلاريو، المحاضر في الدين في جامعة اليونان. 

وأضاف: "يمكننا القول إنهم، ككهنة أرثوذكس... يأملون لقاء خالقهم". 

وقال إنه في الفترة الممتدة بين أيار وتشرين الأول، وصل الأمر ببعض الكهنة إلى حد السخرية من المصلين الذين يحضرون بكمامات إلى الكنيسة، "لا سيما في المناطق الريفية". 

وشارك العديد من المسؤولين الدينيين باحتفالات وطنية هامة من دون كمامات، مثل احتفال تنصيب وزراء جدد في آب، وخلال احتفال ديني بارز في سالونيكي في تشرين الأول. 

- الماء المقدس "علاج" -
وصل الأمر الى اعلان أسقف متقاعد شفي من فيروس كورونا أن "علاجه المنتظم" كان قائماً على المياه مقدسة. 

ويرى ساكيلاريو أن "الكنيسة خلقت عقبات أمام الدولة" التي تدفع رواتبها، "بدلا من مساعدتها"، مشيرا الى أن "أي طائفة دينية أخرى (في اليونان) لم تبد اعتراضات مماثلة". 

في عيد الفصح الذي يشكل أبرز احتفال ديني في اليونان، رفضت الكنيسة تعليق تقديم المناولة. 

ويعتبر المجلس الأعلى للكنيسة أنه لا يوجد خطر بانتقال العدوى عبر المناولة التي يتم خلالها غمس القربان في كأس نبيذ واحد، قبل تقديمه للمصلين. 

وفي تشرين الثاني أيضاً، وصفت الكنيسة الدعوات لتعليق المناولة بأنها في غير مكانها و"مبالغ فيها"، في حين شبّه أسقف كريت وضع الكمامة بـ"العبودية". 

وأجريت العديد من حفلات الزفاف والعمادة من دون تدابير وقائية خلال الصيف ويشتبه أنها ساهمت في رفع معدل انتقال العدوى. 

لكن على الكنيسة "أخيراً أن تخضع للعلم، الذي لم تجمعها معه قط علاقات طيبة"، وفق ساكيلاريو. 

ويخشى الأكاديمي، في الأثناء، أن يبقى جزء من رجال الدين مشككاً بخطورة الفيروس، قائلا: "إذا ما قرأنا مقالات علماء اللاهوت والكهنة، فنرى بوضوح أن هذا الموقف لا يزال قائماً".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم