الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار في إثيوبيا وسط اشتداد الصراع

المصدر: "رويترز"
مقاتل في تيغراي (أ ف ب).
مقاتل في تيغراي (أ ف ب).
A+ A-
دعت دول أفريقية وغربية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا بعدما أعلنت قوات إقليم تيغراي في شمال البلاد تقدّمها باتّجاه العاصمة أديس أبابا هذا الأسبوع.

ووصل المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات وقف إطلاق النار.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد إنّه "اجتمع مع فيلتمان لبحث الجهود الرامية إلى اعتماد الحوار والحلول السياسية للصراع، بين الحكومة المركزية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وحلفائها".

وضمّ الاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا صوتيهما إلى الأصوات المطالبة بوقف النار.

وأعلن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني عن عقد اجتماع لدول تكتل شرق أفريقيا في 16 تشرين الثاني لبحث الصراع.

وأصدر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بياناً، قال فيه: "القتال يجب أن يتوقف".

ودعا الأطراف المتحاربة إلى "إلقاء السلاح ووقف القتال وإجراء محادثات وإيجاد سبيل لسلام دائم".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّه "تحدّث مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أمس لتقديم مساعيه الحميدة لتهيئة الظروف للحوار حتّى يتوقف القتال".

وتجاهلت الحكومة دعوات إجراء محادثات، وقالت إنّ "مجندين جدداً يلبّون النداء للقتال في صف الحكومة واتهموا قوات تيغراي بالمبالغة في تصوير مكاسبهم على الأرض".

وقالت في بيان "إنّنا نخوض حرباً وجودية".

وأعلنت حكومة أبي أحمد حالة الطوارئ يوم الثلثاء بعد أن هدّدت قوات تيغراي بالزحف على أديس أبابا.

اعتقالات في أديس أبابا
قال المتحدّث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي غيتاشيو رضا لـ"رويترز" إنّ "قوات الجبهة موجودة في بلدة كيميسي بولاية أمهرة على بعد 325 كيلومتراً من العاصمة".

ولم يردّ متحدّثون باسم الحكومة على اتّصالات تطلب الحصول على تعليق.

وفي إشارة أخرى على القلق سمحت السفارة الأميركية في أديس أبابا بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد أسرهم بسبب تصاعد الأعمال القتالية في إثيوبيا.

جاء ذلك بعدما قالت الولايات المتحدة إنّها "تشعر بقلق بالغ لتصاعد العنف واتساع نطاق الأعمال القتالية في إثيوبيا"، وكرّرت الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.

وقالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إنّ "حصار حكومة الأمر الواقع في تيغراي يجب أن يتوقف لتجنّب حدوث مجاعة على نطاق واسع. وتنفي الحكومة منع المساعدات".

ولم تدخل أيّ قوافل إنسانية إلى تيغراي منذ 18 تشرين الأول ولم يدخل أيّ وقود منذ أوائل آب، بحسب الأمم المتحدة.

في السياق، قال المتحدّث باسم الشرطة فاسيكا فانتا إنّ "الشرطة اعتقلت الكثيرين في أديس أبابا منذ أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ".

وقال سكان لـ"رويترز" إنّ "أفراداً ينتمون لعرق التيغراي اعتقلوا"، لكن فانتا قال إنّ الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي.

وأضاف: "نعتقل فقط من يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الجماعة الإرهابية، ويشمل ذلك الدعم المعنوي والمادي والدعائي".

وبدت الشوارع والمتاجر في أديس ابابا، المدينة التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة، مزدحمة كالمعتاد لكن بعض السكان قالوا إنّ "هناك شعوراً بعدم الارتياح".

وقال رجل طلب عدم نشر اسمه "هناك شائعات عن تقدّم المتمردين. الناس يتناقشون بشأن الصراع، أغلب الناس يحمّلون الحكومة مسؤولية ما حدث".

صراع منذ عام
اتهمّت بيليني سيوم المتحدّثة باسم أبي وسائل الإعلام الدولية بـ"المبالغة في إثارة القلق في تغطيتها لإثيوبيا".

وتابعت: "ترديد دعاية الإرهابيين باعتبارها الحقيقة من مكتب في أماكن بعيدة منفصلة عن الواقع على الأرض عمل غير أخلاقي بالمرة".

وأمس، حثّت بريطانيا مواطنيها على التفكير في مغادرة إثيوبيا في الوقت الذي ما زالت توجد فيه بدائل تجارية متاحة.

وبدأ الصراع قبل عام عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضمّ بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع بشمال البلاد. وردّاً على ذلك أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد مزيداً من القوات للمنطقة.

وهيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا نحو 30 عاماً لكنها فقدت نفوذها عندما تولّى أبي السلطة في 2018 بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرّت سنوات.

واتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أبي بعد ذلك بأنّه "يحكم البلاد مركزياً على حساب الأقاليم الإثيوبية". وينفي أبي الاتهام.

وقال المتحدّث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي غيتاشيو رضا إنّ "قوات تيغراي وحلفائها من أورومو تقدّموا كثيراً في الأسبوع الماضي وتعهدّ بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا".

وتابع: "لن نتعمد إطلاق النار على المدنيين ولا نريد إراقة الدماء. نأمل أن تكون العملية سلمية إذا أمكن".

وقال محلّل إقليمي على تواصل مع أطراف الحرب وتحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته إنّ "الجبهة ستوقف على الأرجح أيّ تقدّم صوب أديس أبابا حتّى تؤمّن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة".

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم